هذا العام قررت أن أغير عاداتي، فقرأت مبكراً عن الأعمال التي ستقدم في رمضان، ومواعيدها، وقنواتها، وأعددت العدة لمتابعتها منذ اليوم الأول، واعتمد قلبي دليل في اختيار بعضها، لكنني اصطدمت بتباين اختيارات الأسرة، فأنا أريد أن أتابع مسلسلاً عن حياة ليلى مراد ، وآخر يريد أن يتابع "باب الحارة" وثمة ثالث يريد مسلسلاً خليجيا، وهكذا وجدتني اقترح بأن يكون لكل واحد جهاز تلفازه، حتى لو حولنا صالة الجلوس إلى ما يشه متجراً لبيع الأجهزة الكهربائية، فلقد اتفقنا على ألا نتفق، وغدت حياتنا في المنزل مسلسلاً كوميدياً يومياً نتقاسم بطولته المطلقة! هذا التباين تفرضه كثرة المسلسلات التي تقدمها القنوات العربية الفضائية خلال شهر رمضان ، فهذه الاعمال الدرامية الكثيرة لو وزعت على كامل شهور السنة لكفتنا ، وكفت القنوات الفضائية، فعلى ذمة الراسخين أمام الشاشات أن اكثر من خمسين مسلسلا عربيا تبثه القنوات العربية خلال هذا الشهر ، فكيف يمكن للفرد في غابة الوقت المتداخل أن يتعرف على ما يستحق المشاهدة؟! محمد صادق دياب يا سادة، يا أساتذتي، يا من أحرص على قراءة أفكاركم ورؤاكم، أريحوا القراء من الإسهاب في الموضوعات، واحرصوا فضلاً لا أمراً، على أوقاتهم وأوقاتكم، ووفروا يا رعاكم الله على أنفسكم مشقة البحث عن كلمات، تكتبها أقلام متوقعة أن تجد من يقرؤها. وياسادة، يا رؤساء التحرير، أناشدكم أن تحددوا عددا معينا من الكلمات لكل كاتب، لايمكن له تجاوزه ، وألزموه بذلك حفاظا على قراءة صحفكم، وما يكتبه الكاتب ، وأقترح أن يكون كل موضوع في حدود "450" كلمة، وإذا كان مقالي هذا أكثر من ذلك ف"عكاظ" في حل من نشره . جربوا، وحاولوا، واطرحوا المسألة أمام القراء، فهم الفيصل والحكم، واتركوا رأيي جانبا. أثابكم الله، وسدد على طريق الخير خطاكم، والسلام على من كتب فأوجز. فاكس 014543856 بدر أحمد كريم كان قرار الملك خالد بن عبد العزيز بتعيين علي جابر إماماً في ليالي رمضان منعطفاً في تاريخ الإمامة بالمسجد الحرام ، فقد كانت مرحلة جديدة انبلجت بها آمال من طمح في الحافظ اليافعين لذلك المقام الأرفع، فازدهر جيل من القراء يندر أن توافرت أعدادهم في أي مرحة تاريخية سبقت. مع لقيمات من الرطب وعبق الهيل الذي يفوح من فناجين القهوة في ساحة الحرم وأروقته ، كان الشيخ عبد الله الخليفي يتهيأ ليتقدم الصائمين في صلاة المغرب، لينفث في روعنا بقراءته سورة التين ألطاف رحمة الله وامتنانه بنعمة البيت العتيق والبلد الأمين وأفضاله على الإنسان الذي خلقه في أحسن تقويم وكان علي جابر بعدها بساعتين ينسج بقراءته قصة ألم الإنسان وتيهه وطغيانه وجهله ، وأيام الأنبياء مع أقوامهم ونهايات اعدائهم المحزنة ويحلق بهم نحو آفاق رحمه الله وشفقته بخلقه، وتبلغ القصة ذورتها حينما يصدح بآية سورة يس ناعياً ظلم العباد لأنفسهم موقظاً القلوب كطرقات القدَرِ (ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسولَ إلا كانوا به يستهزئون). فرحم الله علي جابر. منصور النقيدان