بفضل نعمة الإنترنت أصبح تأسيس الروابط والحملات الإعلامية أسهل من إعداد كوب شاي، المسألة لا تحتاج أكثر من شعار رنان وتصميم بسيط باستخدام تقنية الفوتوشوب ثم تنطلق الحملة، وهكذا أصبحنا ننام على حملة إعلامية تدعو الشباب لزراعة البصل ونفيق على حملة إعلامية تحذر الفتيات من أخطار الباذنجان!. لاشك أن بعض هذه الحملات مفيد ومؤثر مثل الحملات التي تهدف إلى تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية أو الحملات التي أطلقها المعلمون للمطالبة بحقوقهم الوظيفية، ولكن البعض الآخر من هذه الحملات قام أساسا على المزايدة وكان الدافع الحقيقي لها حب الظهور!. ومن بين الحملات التي دب النزاع بين أعضائها قبل أن تبدأ حملة ( ولي أمري أدرى بأمري ) وهي حملة غريبة بالفعل لأنها لم تنطلق في الدول الإسكندنافية حيث ولي الأمر ( مايمون ) حتى على علبة السجائر الخاصة بابنته بل انطلقت في السعودية حيث يعتبر ولي الأمر هو الوكيل الحصري لكل أمر يتعلق بالفتاة التي يتولى أمرها !، لا يوجد سبب واحد يبرر إطلاق مثل هذه الحملة سوى المزايدة المكشوفة والبحث عن الأضواء حتى لو كان ذلك على حساب معاناة عشرات الآلاف من النساء اللواتي أساء أولياء أمورهن لمفهوم الولاية في الإسلام!. هذه الحملة خالية من المصداقية وهي تناقض نفسها بنفسها، فالنساء اللواتي أطلقن هذه الحملة يرفضن أي وجود للمرأة ويسلمن الجمل بما حمل لأولاياء الأمور فبأي حق يتحدثن إلى الصحافة والمجتمع؟، لماذا لا يحضرن أولياء أمورهن كي يتحدثوا نيابة عنهن؟، هل تصدقون؟ لقد أعجبت بالرجل الوحيد في هذه الحملة لأنه انقلب عليهن وتعامل معهن باعتبارهن ( حريم ) فتولى أمر الحملة وتركهن يولولن للصحافة!. قاتل الله المزايدة .. فكلنا نعرف أن الإسلام وضع للولاية على المرأة شروطا واضحة لا تعني إلغاء كيانها الإنساني ولا تسمح بمصادرة حقوقها المادية والمعنوية، وكلنا نعرف أن بعض أولياء الأمور ( خصوصا بعض الإخوة والأعمام ) ظلموا النساء واستغلوا الولاية بشكل خاطئ ولولا هذا الواقع لما أصدر القضاة أحكاما بنزع الولاية من بعض أولياء الأمور، وليس خفيا على أحد أن بعض الآباء يزوجون بناتهم وهن في سنوات الطفولة طمعا بالمال أو يمنعون زواجهن حتى يبلغن من العمر عتيا طمعا برواتبهن، لو انطلقت حملة بعنوان ( ولي أمري سرق عمري ) لصدقنا أنها تهدف لمعالجة مشكلة موجودة في المجتمع، أما هذه الحملة فقد انتهت قبل أن تبدأ ..لأنها حملة مفتعلة!. [email protected]