مع حلول شهر رمضان تتكرر التهم للفضائيات المحافظة كونها تخلو من الدراما وتفتقر للفنيات وأنها جامدة لا تتطور، إضافة لطابع المحاضرات الذي يغلب على البرامج مع تكرار الوجوه ذاتها سنويا، «الدين والحياة» وقفت مع المهتمين حول صدقية تلك التهم وآليات تطوير الفضائيات المحافظة. برامج هادفة بداية، قال رئيس منظمة «فور شباب» العالمية الدكتور علي العمري بما أن شهر رمضان له طعمه ونكهته الخاصة ومختلف على سائر الشهور، وهذه نظرة المسلمين إليه، يتجاوز البعض في تفكيره فيظن أن رمضان موسم للمسلسلات اللاهية بل يعتقد البعض أن القنوات الإسلامية لا بد أن ترضي الجمهور بتعبئة برامجها من اللهو لأنهم لا يميلون إلى البرامج الهادفة، فأقول لهم إن التلفاز إنما هو توجيه وتعليم وقد أثبتت القنوات الهادفة المعتمدة على التوجيه تفوقها ومتابعوها بالملايين، إن الحضور لهذه البرامج الهادفة والقنوات الدينية قليل والسبب أنها لا تحتوي على مسلسلات ودراما، وذلك إما لقلة التمويل أو قد يكون لديهم التمويل لكنهم يستخدمونه في برامج غير جذابة. وعن تقييمه للبرامج الإسلامية خلال السنوات الماضية قال إنها قدمت شيئا جيدا، لكنها لا ترتقي بمستواها، لكنها قنوات هادفة وثابتة على مستواها أو أدنى قليلا، ولعل تجربتي في «فور شباب» كانت تجربة أولية ونحن نحاول المزج بين التوجيه والتعليم والترفيه، فمثلا من بعد العصر في رمضان نقدم الشيوخ المحببين للجمهور وننقل ذلك على الهواء لأجل التفاعل، وبين المغرب والعشاء نقدم برامج ترفيهية، وبعد العشاء نمزج بين البرامج الهادفة وبرامج كبار الدعاة. الدراما المفيدة مدير قناة اقرأ محمد سلام أشار إلى أن البعض يتهم القنوات الإسلامية في أنها لا تنتج الدراما المفيدة وتقتصر على المحاضرات، لكني أقول لهم تعد قناة اقرأ الفضائية صاحبة الريادة في إنتاج الدراما المفيدة ، ولها مبادرات متعددة، بل هي القناة الإسلامية الوحيدة، التي أنتجت العديد من المسلسلات ذات التوجه القيمي الوسطي المعتدل، فمنها المسلسلات الاجتماعية والدينية والأسرية الكوميدية القصيرة، ومثال ذلك مسلسل «عائلة عابدين» وهو من المسلسلات الأسرية الكوميدية القيمية القصيرة، ومسلسل «حكايا الناس» ، وهو اجتماعي يناقش مشاكل اجتماعية تهم الناس، ومسلسل «أنت الحكم» وهو قصير يطرح ويناقش قضايا في المجتمع ويترك للجمهور الحكم فيها، بل إن القناة شاركت مع إحدى القنوات الماليزية في إنتاج مسلسل «المدينة في قلبي» وهو مسلسل ماليزي مدبلج للعربية عرض في رمضان الماضي. وسوف تقدم القناة في خارطتها البرامجية لهذا العام بإذن الله في رمضان مسلسلا تاريخيا دينيا وهو أبو جعفر المنصور، كما تعرض في فترة عيد الفطر السعيد فيلمي الرسالة وعمر المختار، انطلاقا من إيمانها بالدور الإيجابي والفاعل الذي تقدمه الدراما الهادفة، وهذا حجة لمن يتهم هذه القنوات بعدم إنتاجها للدراما، لا شك أن الإنتاج الدرامي من أكثر أنواع الإنتاج الفني تكلفة سواء للقنوات الإسلامية أو لغيرها، ولا تستطيع القنوات الإسلامية على وجه الخصوص تحمل هذه التكلفة المرتفعة، نظرا لضعف التمويل والميزانيات المعتمدة لها مقارنة بالقنوات الأخرى، وذلك لعدة اعتبارات منها أن القنوات الإسلامية الدينية غالبا ما تكون صاحبة رسالة ورؤية في المقام الأول، وليست قنوات صاحبة توجه تجاري بحت، مثل باقي القنوات الأخرى ذات التوجهات المختلفة، أضف إلى ذلك أن الأعمال الدرامية التي تعد للقنوات الإسلامية غالبا ما لا تلاقي الإقبال أو الدعم، إلا فيما ندر وهذا يزيد من صعوبات إنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية. الملل والرتابة إلى ذلك، بين المدير التنفيذي لقناة مكة الفضائية الدكتور نبيل حماد أنه لا يصح أن نصدر حكما عاما على القنوات الإسلامية ونتهمها بالملل والرتابة، فهناك فوارق بينها، فبعضها استخدم طرقا تقليدية كترك الشيخ يتكلم فيما يريد التحدث فيه والبعض الآخر خرج عن ذلك باستخدام البرامج المباشرة والبرامج الخارجة عن الأستوديو والبرامج الحوارية، وما زال هناك وقت أمام القنوات الإسلامية حتى تصل لمستوى الفضائيات الأخرى، فهذا يتطلب الكثير من التخطيط المادي والجهد الفني والدورات التدريبية، ومن المفترض أن توفر هذه القنوات الحاجات الحقيقية للمشاهد، لا بد أن نضع في الاعتبار أن للناس رغبات فيما يقدم لهم، كما لا بد أن نعرف رغبات الجمهور ونحاول أن نوفر له ما نستطيع توفيره رقيا بهذه القنوات الإسلامية.