تعد قناة (إقرأ) الفضائية صاحبة الريادة والسبق في مجال القنوات الإسلامية وتجربة ناجحة يجب التوقف عندها كثيرا إذا ما أردنا إلقاء الضوء على واقع تلك القنوات التي تزايدت في الآونة الأخيرة لتقترب من ال80 قناة. هذا التزاحم والزخم الكبيرين ألقى بظلاله على المنافسة البرامجية سيما في شهر رمضان المبارك الذي أضحى موسما إعلاميا بامتياز، في هذا الحوار التقت (أنباؤكم) بمدير قناة إقرأ الفضائية الأستاذ محمد سلام والذي وضع النقاط على الحروف في كثير من الجوانب المتعلقة بالإعلام الإسلامي متحدثاً عن الهموم والرؤى المستقبلية وواقع الفضائيات الدينية، وفيما يلي نص الحوار كاملا: أنباؤكم: في ظل المنافسة الشرسة بين القنوات الإسلامية في رمضان بماذا تتميز (إقرأ)؟ لاشك ان قناة اقرأ الفضائية تعد القناة الرائدة بين القنوات الإسلامية وهذا ما تؤكده المعلومات والدراسات والأبحاث التي اعتدت خصيصا في هذا المجال ، حيث تتميز قناة اقرأ الفضائية بانتشارها الجماهيري الكبير نظرا لثباتها وتمسكها بمنهجها الوسطي السمح منذ انطلاقها منذ أكثر من 13 عام ، حيث تتميز القناة في رمضان ، بالتالي : وجود كوكبة من النجوم والأسماء الكبيرة في مجال الإعلام الإسلامي من الصعب اجتماعهم على شاشة قناة واحده ، من أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ أحمد الكبيسي والشيخ عبد الله المصلح وفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة والشيخ عائض القرني والشيخ محمد العريفي والداعية مصطفى حسني والشيخ محمود المصري - التنوع البرامجي في خارطتها البرامجية في شهر رمضان المبارك ، حيث تقدم القناة مجموعة متميزة ومتنوعة من البرامج منها البرامج الدينية والروحانية والقرآنية والثقافية والوثائقية والمسابقات والاقتصادية وبرامج المرأة والطبخ. - أكثر من 24 برنامج جديد على شاشة القناة في شهر رمضان المبارك ، وهو ليس بالعدد الهين في مجال الإنتاج التلفزيوني - الأفكار البرامجية التي تتميز بالعصرية في الشكل والمضمون والتي تواكب الحداثة في الإنتاج البرامجي ، حيث تهدف القناة إلى الوصول إلى كل شرائح وفئات المجتمع . - تعتبر اقرأ بفضل الله تعالى القناة الإسلامية الوحيدة التي تقدم برامج وثائقية مميزة ومنتجه بشكل محترف جدا ، مثل برنامج (التاريخ الإسلامي وبرنامج على طريق الهجرة وبرنامج داعي السماء) أنباؤكم: متى يبدأ الإعداد لرمضان؟ وما هي معايير الاختيار الرمضاني؟ بشكل عام نحاول جاهدين والزملاء في القناة أن تكون برامجنا بشكل يليق بمشاهديها المنتشرين في جميع أنحاء العالم ، لذا فنقوم دائما بعمل اجتماعات وورش عمل مكثفة لوضع الآليات والخطوط العريضة للعمل ، سواء في شهر رمضان او غيره من المواسم الهامة التي تمر على القناة ، ولا شك ان موسم شهر رمضان يحظى باهتمام خاص نظرا لأهمية المشاهدة والمتابعة التي يحظى بها هذا الشهر الكريم ، حيث نقوم بالإعداد له منذ وقت مبكر ، ولا نبالغ حين نقول اننا نبدأ العمل والتحضير لموسم شهر رمضان بعد الانتهاء من شهر رمضان الماضي مباشرة ، فالقناة تسعى دائما لدراسة الأفكار البرامجية التي تقدمها خصوصا في ظل التشابة في الشكل والمضمون الذي ينتاب القنوات الإسلامية مع الأسف . أما عن معايير الاختيار الرمضاني ، فمعاييرنا واضحة وثابتة ، منذ تأسيس القناة ، وهو تقديم إعلام إسلامي وسطي يخاطب كافة الشرائح والفئات في ظل الضوابط الشرعية الإسلامية ، وأهم المعايير التي نعتمد عليها في وضع خططنا البرامجية هي ايميلات ورسائل الجمهور التي تنير لنا الطريق عند وضع خططنا البرامجية حسب احتياجاتهم ورغباتهم بالإضافة للقضايا المعاصرة والأفكار التي تتناسب مع الشهر الفضيل. أنباؤكم: عدد البرامج الكبير مع ضيق الوقت ألا يؤدي لظلم بعض على حساب الآخر؟ في الحقيقة نتفق معكم في هذا الطرح ، ونحن نواجه إشكاليه هنا ، فقناة اقرأ بفضل الله تعالى قناة تتمتع بجاذبية من قبل العلماء والنجوم ولا نبالغ حين نقول أن معظم الدعاة والمشائخ يرغبون في الظهور على شاشتها ولكن نود التوضيح أننا نسعى دائما لتكون شاشتنا شاشة متميزة ومتنوعة التوجهات والأفكار وان نقدم أفضل ما يمكن تقديمه لجمهور القناة ، ولكي نتلافى هذه الإشكالية نقوم بإعادة بث البرامج التي لم تأخذ حقها في البث في شهر رمضان في أوقات أخرى من الدورات البرامجية على مدار العام وفي أوقات متميزة أيضا. أنباؤكم:رمضان شهر العبادة بالأساس هل ترى أن البرامج مهما كانت مفيدة ألا تؤثر على تركيز الصائم وإقباله على العبادة والذكر؟ شرائح المجتمع تتعدد وتختلف ونحن نراعي دائما عند إعداد خططنا البرامجية توجيه برامج لكل فئات المجتمع ، ولا نعتقد ان تقديم برامج هادفة ومفيدة يؤثر على العبادة ، بل على العكس تماما ، فشعار القناة الدائم في شهر رمضان (قو صيامك) لم يكن مجرد شعار ، فالبرامج التي تقدمها القناة تهدف دائما إلى ان تحث المشاهدين على العبادة والطاعة وتحاول تقوية ايمانهم من خلال برامجها في هذا الشهر الكريم ولنكن واقعيين فالتلفزيون الآن أصبح جزء هام من حياة الناس يشاهدون فيه الصالح والطالح ، فتقديمنا برامج مكثفة ومميزة ننافس بها البرامج الغير مناسبة ونجذب أكبر قدر من الناس لها يعتبر هدف كبير نسعى إليه . أنباؤكم: التزايد المستمر للقنوات الإسلامية هل أفاد المنافسة أم قلل من جودة المنتج وشتت الجمهور؟ بفضل الله تعالى كانت قناة اقرأ أول قناة إسلامية فضائية فتحت المجال لعشرات القنوات الإسلامية بعدها للانطلاق ، ونحن نرى ان تزايد القنوات الإسلامية على الأقمار الصناعية فيه من الخير الكثير خصوصا في ظل الغث والعبث الذي نراه على شاشات الفضائيات من تدمير للأخلاق وتقديم أعمال لا تنساب تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، ولكن الإشكالية تكمن في التشابه الكبير في الشكل والمضمون وتكرار الدعاة والعلماء لهذه القنوات ، وهذا قد يضعف منها ومن تأثيرها في المجتمع ، لذلك نرى ضرورة اتفاق هذه القنوات على هدف واحد وهو الارتقاء بمستوى الإعلام الإسلامي بصفة عامة والقنوات الدينية بصفة خاصة، حتى تستطيع أن تنافس في عالم الفضائيات ويكثر روادها، خاصة بعدما أحدثته من تأثير في المجتمع المسلم والأسرة المسلمة من تدعيم لبعض الايجابيات ومحاربة السلبيات التي ربما تفشت وظهرت في المجتمع المسلم. أنباؤكم: هل تتابعون القنوات المنافسة ؟ وهل استفدتم من تجارب الآخرين؟ أكيد أننا نحاول في قناة اقرأ الإطلاع على ما يقدم في القنوات الأخرى من وقت الى اخر سواء في القنوات المنافسة او في القنوات الأخرى ولكن تعلم مدى الانشغال الذي يكتنف عملنا ، ومن المؤكد إننا نستفيد من تجارب الآخرين وحتى من أخطانا السابقة ومن لا يتعلم من اخطاءه او من الاخرين لن يتقدم ولن يتطور ., أنباؤكم: ماذا يمثل رأي الجمهور لكم؟ لا أبالغ حين أقول ان أراء واقتراحات وملاحظات الجمهور التي تردنا عن طريق الموقع الإلكتروني للقناة او عن طريق اميلات البرامج او عن طريق التلفون ...الخ ، نبني عليها الاستراتيجية البرامجية للقناة ، ونبني عليها التوجهات أيضا ، ونسعد كثيرا بهذه الأراء التي نستفيد منها كثيرا وتساهم بشكل فعال جدا في تلبية احتياجات المشاهدين وتقديم برامج تمس حياتهم وتحاكي متطلباتهم . أنباؤكم: ما هي أكثر البرامج التي يحتاجها المشاهد في رمضان؟ اعتقد بان شهر رمضان من الشهور الروحانية التي تتمتع بأجواء وطابع ديني وروحاني خاص جدا ، حيث يحاول معظم الناس الاستفادة القصوى من فضائل هذا الشهر المبارك ، لذا نحاول دائما ان تكون خريطتنا البرامجية في رمضان خريطة ذات طابع خاص ، حيث نسعى الى تكثيف جرعة البرامج الروحانية الايمانية التي تبرز حلاوة وفضائل هذا الشهر الكريم ، بحيث لا نغفل تقديم البرامج المتنوعة الاخرى التي تلبي احتياجات جميع متطلبات المشاهدين ، فلدينا كما ذكرنا سابقا البرامج الدينية والروحانية والوثائقية والثقافية والمسابقات والمرآة والطبخ والفتاوى .. أنباؤكم: ما الجديد الذي قدمته (إقرأ) للمشاهد هذا العام؟ بفضل الله تعالى لدينا دائما الجديد سواء في رمضان او في غيره من المواسم التلفزيونية ، ولكن أبرز ما يميز شاشة اقرأ في شهر رمضان المبارك لهذا العام ، هو تجمع كوكبة ونخبة من النجوم من الصعب تواجدهم على شاشة واحدة ، حيث يزين شاشة القناة هذا العام ، الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ أحمد الكبيسي والشيخ عبد الله المصلح والشيخ عائض القرني والشيخ محمد العريفي والداعية مصطفى حسني والشيخ محمود المصري ، اضافة الى إنتاج أكثر من 24 برنامج جديدا هذا العام ، وهو عدد ليس بالقليل في مجال الإنتاج التلفزيوني . أنباؤكم: حملت البرامج أسماء كبيرة هذا العام، ترى من افتقدتم من الدعاة؟ ومن تعتبرونه إضافة لكم؟ هذا بفضل الله وتوفيقه ، ثم الى نجاح القناة في الوصول الى مشارق الأرض ومغاربها وانتشارها الواسع ، مما جعل العديد من نجوم الإعلام الإسلامي يحرصون في التواجد على شاشتها ، ونحن نشكرهم ونقدر لهم هذا التواجد سواء في اقرأ او في قنوات اخرى ، لان وجودهم يثري الإعلام الإسلامي ويفيد القناة ويفيد الأمة الإسلامية جمعاء ، وقناة اقرأ دائما ومنذ انطلاقتها تفسح المجال للوجوه الجديدة والأسماء الجديدة لتأخذ فرصتها وتثبت نفسها ، ولا نبالغ حين نقول ان كل من يظهر على شاشة القناة سواء من النجوم او من الأسماء الجديدة هو إضافة لنا ولشاشتنا ، التي نتمنى ان تكون شاشة ترضى الله تعالى اولا ثم ترضي مشاهدي القناة في جميع أنحاء العالم . أنباؤكم: هل تغامر (إقرأ) بتقديم أسماء جديدة في رمضان من الدعاة أم تحرصون على النجوم فقط؟ كما ذكرنا سابقا ان قناة اقرأ دائما ما تحرص على تقديم عدد من البرامج الجديدة لأسماء جديدة للمساهمة في دعم ظهور جيل جديد من الدعاة يعمل في مجال الدعوة الى الله في المستقبل ، ودائما ما نحرص في كل دورة برامجية على إنتاج برنامج او اثنين للدعاه الجدد ، أما فيما يخص خريطة رمضان ورغم زخمها الشديد بالنجوم الا ان القناة قدمت دعاة جدد في خريطة رمضان لهذا العام أمثال الداعية محمد نوح القضاه في برنامج (إسلامنا الجميل) ، والداعية السيد محمد السقاف في برنامج (فاتبعوني) ، الاستاذة سيرين حمشو في برنامج (لطائف الحبيب ص) والأستاذ وائل رفيق في برنامج داعي السماء ، وفي الحقيقة نحن لا نعتبر هذه الخطوة مغامرة بقدر ما نعتبرها خطوة هامة في سبيل تحقيق أهداف القناة الدعوية والإنسانية ، وزيادة شريحة الدعاة والوجوه الجديدة لضخ دماء وأفكار جديدة للجمهور. أنباؤكم: برنامج توقعت نجاحه وأصابك بالإحباط؟ المؤشرات الأولية والأصداء التي تردنا ، كثيرا ما تثني على برنامج داعي السماء وبرنامج في ربوع البيت والحرم ، وبرنامج لطائف الحبيب ، بعد الثناء على برامج النجوم الكبار وهو المتوقع . أنباؤكم: كيف تقيمون نجاح برامجكم؟ بشكل عام نعتمد في تقييم برامجنا على رسائل وايميلات المشاهدين ، إضافة إلى الأبحاث والاستقصاءات التي تجريها الشركات المتخصصة في هذا المجال أنباؤكم: تفتخر (إقرأ) دائما بانتشارها الكبير في قارات المعمورة، كيف راعت إقرأ هذا التنوع الجماهيري الكبير في برامجها هذا العام؟ دائما ما نحاول ونسعى لتلبيه احتياجات ومتطلبات كل فئات وتوجهات المجتمع ، ونحرص على ان تحتوي شاشة القناة على تنوع كبير في التوجهات والتيارات الإسلامية والجنسيات ، بحيث يجد كل مشاهد فيها ما يحتاجه من برامج ونجوم ، بالإضافة لترجمة هذه البرامج الى اللغة الإنجليزية . أنباؤكم: وهل للأطفال تواجد على خريطتكم الرمضانية؟ لا يوجد في الخارطة البرامجية للقناة فترة مخصصة للأطفال حالياً ، علما أن القناة كانت من أولى القنوات التي تحرص على تخصيص فترة للأطفال سابقا ، ولكن مع انتشار قنوات الأطفال الهادفة ، فضلت القناة الغاء هذه الفترة للاستفادة منها في برامج أخرى ، وترك الفرصة لهذه القنوات الجيدة لتقديم شئ متخصص ومكثف للأطفال . أنباؤكم: من خلال معايشتكم لردود أفعال الجمهور أيها أكثر إقبالا في رمضان الدراما أم البرامج؟ بالنسبة للقنوات الإسلامية تحتل البرامج النصيب الأكبر من حيث المشاهدة ، وكما تعلمون ان إنتاج الدراما يحتاج لمبالغ مالية ضخمة جدا ، ونحن لا نعتقد ان القنوات الإسلامية تستطيع خوض هذا المجال لان إمكاناتها المادية لا تسمح بذلك أنباؤكم: وما هي مساحة الدراما في خريطة (إقرأ) الرمضانية؟ هذا العام لا يوجد دراما في الخريطة البرامجية للقناة في رمضان ، نظرا لانتاجنا لأكثر من 24 برنامج جديد لبثه خلال هذا الشهر المبارك ولكن في السنوات السابقة كنا نحرص دائما على تخصيص مساحة للدراما على شاشة القناة ، متوافقة مع الضوابط الإسلامية والشرعية ، علما ان خريطتنا البرامجية بشكل عام وبعيدا عن شهر رمضان المبارك دائما ما تحتوي على مساحة للدراما . أنباؤكم: ختاما ،ما ذا يحمل رمضان للأستاذ محمد سلام من ذكريات لا تنسى؟ يحمل لي رمضان شخصيا عبق مكةالمكرمة والحرم المكي الشريف حيث ولدت وتربيت وعشت في جنبات هذا المكان المقدس واستمتعت بروحانية الشهر الفضيل في أحياء مكةالمكرمة وأزقتها وأسواقها ، كما يحمل ذكريات الصلوات في المسجد الحرام وأداء العمرة مع الوالدين والجدين والأخوان في أيام صافية نقية لا تتكرر أبدا.