ارتد مؤشر سوق الأسهم السعودي في تداولات الأمس سريعا بمقدار 48 نقطة، مقلصا من الخسائر التي مني بها في تداولات أمس الأول بمقدار الثلث تقريبا، وذلك بتحسن أسعار الأسهم القيادية «سابك» و«الراجحي» و«الاتصالات السعودية». وجاء تحسن «سابك» لأسباب تتعلق باستقرار أسعار النفط بعد الهبوط الحاد في أسواق النفط العالمية، حيث يبدو واضحا أن المخاوف التي لازمت هبوط الأسعار قد تقلصت كثيرا، فيما يبقى انتظار بيانات المخزونات الأسبوعية التي تصدر في وقت لاحق من معهد البترول الأمريكي ويوم الأربعاء من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتستمد الأسعار مزيدا من الدعم نتيجة الإعصار «بيل» وهو الأول في موسم الأعاصير هذا العام والذي قد يتسبب في تعطيل إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك. كذلك أغلق سهم شركة الراجحي عند نقطة مقاومة مهمة عند سعر 67.25 ريالا في إشارة قوية لإمكانية اختراق قمته السابقة خلال هذا الأسبوع التي وصل إليها عند سعر 69.75 ريال، ويتوقع أن يبلغ حاجز 70 ريالا. ويستقر فوقه وفقا للمعطيات الفنية الأولية. أما سهم شركة الاتصالات السعودي والذي انخفض إلى أدنى مستوياته منذ 3 أشهر بعد صدور نتائجه الفصلية الماضية، فيبدو أنه قد أنهى تصحيحه أو هو قريب منه وسيستفيد كثيرا من تصنيف وكالة التصنيف الائتماني العالمية «موديز» التي أبقت على تصنيف الشركة عند مستوى A+ بناء على قدرة الشركة على محافظتها على تدفقات نقدية جيدة من جراء توسعها في عملياتها التشغيلية ونجاحها بإبقائها ضمن مستويات التصنيف الائتماني القوي الذي يعزز قدرة الشركة على منحها ثقة البنوك في التعامل معها متى مارغبت في ذلك. وبنظرة على الأسواق العالمية، يبدو أنها تعافت من خسائرها التي منيت بها أمس الأول وأقفلت بالمناطق الخضراء مستفيدة من عمليات الشراء الآجلة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، والتي أوحت مبدئيا بإمكانية ارتداد مؤشرات الأسواق الأمريكية لمستوياتها المرتفعة. ومن المتوقع وفقا لاستطلاع أجرته (رويترز) أن يرتفع مؤشر معنويات المستثمرين في ألمانيا عن شهر أغسطس (آب) إلى 45.0 من 39.5 في يوليو (تموز) بفضل التفاؤل بشأن التحسن في الاقتصاد العالمي وقطاع التصدير في البلاد. وقال محللون إن تحسن المؤشر سيدعم وجهة النظر بشأن تخطي الاقتصاد العالمي لأسوأ مراحل التباطؤ، ما سيساعد بدوره على عودة الإقدام على المخاطرة. وبالرغم من أن مؤشر سوق الأسهم السعودي قد أقفل مرتفعا بمقدار 48 نقطة لكنه من الناحية النظرية لا يمكن أن نحكم على الأداء في ظل استمرار انخفاض معدلات السيولة دون مستويات 4 مليار ريال، لكن وضع المتوسطات بدأ بصورة متحسنة، فالمؤشر نجح في تجاوز المتوسط المتحرك ل 50 يوما عند 5732 نقطة لكنه أقفل دون متوسط 25 يوما الواقع عند 5762 نقطة إلا أن الإقفال قريبا من هذه النقطة يعطي تفاؤلا جيدا باستمرار تحقيق أداء إيجابي لهذا اليوم الأربعاء. حيث يتوقع أن يواجه نقطة مقاومة أولية عند 5783، وأصبح يتمتع بدعم جيد عند 5730 يليه دعم 5720 نقطة. ويتوقع أن يقفل عند نقطة 5838.