يتمسك أهالي مكةالمكرمة بعادة «الشعبنة» التي تتمثل في التجمع الشبابي أو العائلي للخروج خارج المدينة وإعداد الوجبات وممارسة الألعاب الشعبية والسهر حتى ساعات الفجر، وترتبط بشهر شعبان وتكون خاتمة التجمع في هذا الشهر استعدادا لاستقبال شهر رمضان. ويحرص عمد الأحياء وأهالي الحارات القديمة في مكةالمكرمةوجدة والطائف على إحياء هذا الطقس كل عام، معتبرين أن «الشعبنة» عادة اجتماعية لا يمكن التنازل عنها خصوصا أنها تجمع الأهل والأصدقاء الذين لم يجتمعوا منذ وقت طويل. وتكون لعبة المزمار هي سيدة الجلسة الشعبانية، ويلعب المزمار بحركات خاصة مع تحريك الأقدام وحمل عصا طولها متر تقريبا في اليد على إيقاع الطبول، ويستخدم في المزمار طبول المرد والنقرزان والمرجف. وتحمل عصا المزمار أسماء متعددة منها الشون والعود والمطرق، وأجودها يصنع من شجر الخرنوب واللوز وتجلب عادة من مصر وتباع في جدةومكةالمكرمة. ويعتبر ماجد بن سعد الشريف أن الشعبنة موروث شعبي قديم لأهل الحجاز وخاصة أهل مكة تقام فيه الحفلات والولائم قبيل دخول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أنه استمتع بليلة الشعبنة التي أقامها مع أصدقائه وسهروا فيها حتى ساعات الفجر الأولى على أنغام المزمار وكانت الفرحة في وجوه الجميع. ويضيف أن 80 في المائة من أهالي مكةالمكرمة يقيمون الشعبة ابتداء من منتصف شهر شعبان إلى الأيام الأخيرة منه، قبل أن يتفرغون لشراء احتياجات شهر رمضان الكريم. أما عبد العزيز الغامدي وهتان الشريف ومحمد مطلق العتيبي فيؤكدون أنهم تعلموا «الشعبنة» من آبائهم وأجدادهم ولا زالوا يتمسكون بها كعادة اجتماعية رغم مغريات الحياة، متفقين على أنها «اجتماع جميل يستحق الانتظار من عام إلى آخر».