شيء جميل أن ننشد دروب السعادة ونسلك طرقها ونبحث عنها في زمن افتقدنا فيه كل المعاني الجميلة والسامية، افتقدنا الصداقة الجادة والحب الحقيقي والمشاعر النبيلة في عصر الماديات وتزاحم همومها وإفرازاتها، في زمن الجفاء والقطيعة وجفاف الأحاسيس ونضوب المشاعر وتصحرها، ومع هذا إذا أردنا أن نبحث عن معاني السعادة حتما سنجدها في دواخلنا وفي مكامن تواجدها في تصرفاتنا الطيبة وسلوكياتنا الإيجابية في معاملاتنا اليومية وفي إحساسنا بوجود الآخرين في حياتنا ومشاركتهم أفراحهم وآمالهم ومشاطرتهم آلامهم ومتاعبهم فكل إنسان في هذه الحياة يستطيع أن يكون سعيدا إذا أراد. عندها سيجد كل شيء جميل ذا معنى ووجود في حياته. ولكي يكون كذلك لابد أن يكون أكثر تفاؤلا وتسامحا وعطاء وأكثر قناعة بما لديه ولا يفكر فيما هو محروم منه من نعيم هذه الدنيا الزائل فإن ذلك مصدر أحزان وهم ونكد يحيل صفاء حياته إلى كدر ونعيمة إلى بؤس وشقاء. فما أسعدنا عندما نتحسس وجود السعادة في دواخلنا ونعيشها في عالم يسوده الحب الصادق والتسامح والتآخي والمحبة والصفاء. محمد الذيب