فيصل بن أحمد الحارثي الطفل السعودي الظاهرة، والسبب أنه لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، ولكنه قدم للمكتبة السعودية والعربية أربعة مؤلفات تتمثل في قصص قصيرة، بعد أن كانت أولى تجاربه «عاشق العلم» مجرد محاولة للكتابة فقط، لتتحول إلى باكورة أعماله القصصية. يقول فيصل الحارثي: «كتبت قصة عاشق العلم في العام 1429 هجري، حيث كانت تجربة مبتدئة، ودعمني أستاذي عبد الله سويد، وسبب كتابة هذه القصة ملاحظتي عدم اجتهاد زملائي في التحصيل الدراسي». إذن الصدفة قادت الطفل الحارثي للكتابة الأدبية بعد أن وزع مدرسه قصته «عاشق العلم» على زملائه في الصف، وكان الغريب أن تلاقي القصة استحسان زملائه، وتكون الدافع له لكتابة قصته الثانية «محور الشر». أبرز ما يلفت الانتباه في إنتاج فيصل الحارثي القصصي يتمثل في عناوينه اللافتة، فقصة محور الشر، وهي استعارة سياسية تحكي قصة اجتماعية مختلفة. يقول فيصل: «تناولت في القصة مشكلة المخدرات وأضرارها، واعتبر هذه الآفة هي سرطان العصر المقوضة لأخلاق الإنسان، وتحوله إلى أسير لها». محطته الثالثة جاءت في قصة بعنوان «خفافيش الظلام»، وتكشف القصة عن ما يفعله الإرهاب في المجتمع، وما يحدثه من إخلال بالأمن والأوطان وتدمير الممتلكات وقتل الأبرياء دون وجه حق، وهي القصة التي حققت صدى واسعا للطفل المعجزة. ويروي فيصل الحارثي طريقة كتابة قصته الثالثة من خلال اعتماده على ما كانت تنشره وزارة الداخلية عبر وسائل الإعلام، من منشورات توعية عن الإرهاب ومخاطره، معتبرا أن ما قرأه أسهم بحد كبير في كتابته للقصة الأشهر له حتى الآن «خفافيش الظلام». وتتأكد من قصة فيصل الحارثي ابن نجران التي احتضنت خطيب العرب قس بن ساعدة، أن للأسرة والمدرسة دورا تكامليا في تنمية الموهبة، خاصة أن والده أحمد أسهم في تطوير طرق ابنه الكتابية بعد أن علم بموهبته عبر معلمه. ولا يتوقف الدور عند الأسرة والمدرسة بل يمتد لدور مؤسسات المجتمع المدني، فنادي نجران الأدبي تبنى الموهبة بتنظيم أمسية خاصة لمناقشة منتجه الأدبي القصصي، وسط مناقشة من شخصيات وأسماء لها باع طويل في العمل الأدبي.. يقول القاص حسن علي البطران الذي نظم إحدى الدورات في القصة القصيرة في نادي نجران الأدبي: «إن فيصل الحارثي موهبة سيكون لها شأن في المستقبل، وستكون علامة بارزة في القصة القصيرة وذلك أن الموهوب يتمتع بشخصية تساعده على كتابة القصة، داعيا ولي أمره ونادي نجران الأدبي إلى الاهتمام بموهبته ودفعها إلى مصاف التفوق والإبداع».