عاينت لجنة من الدفاع المدني ومندوب من أمانة محافظة جدة أربع عمائر سكنية جديدة في حي النسيم، إثر تلقيها شكاوى من أصحابها يشيرون فيها إلى وجود تشققات داخل جدران غرفها وتصدعات في الأعمدة الخارجية والداخلية وسقوط أجزاء منها، ما يهدد حياتهم بالخطر على حد قولهم. وأقرت لجنة الدفاع المدني بوجود تشققات «واضحة» في مواقع مختلفة داخل العمائر الأربع، مشيرة إلى أن لجنة من المهندسين المتخصصين سيعاينون أساسات المباني وعلى ضوء تقريرها، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال العمائر. وطالب سكان الشقق الجهات المختصة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات التي «تنقذهم من هذا الوضع»، مشددين على أهمية تعويضهم الكامل للمبالغ التي دفعوها من الشركة التي اشتروا منها هذه العمائر التي وصفوها بأنها آيلة للسقوط وتحتاج لإزالة، نظرا لخطورتها على ساكنيها والعمائر المجاورة لها. يقول بسام الحكومي (ساكن): فاجأتنا سرعة التشققات والتصدعات في هذه العمائر، حيث لم تتجاوز مدة سكننا 11 شهرا، مشيرا إلى أن التصدعات الحاصلة تؤكد وجود أخطاء كبيرة في عملية البناء وأن أساساتها ضعيفة وهذا ينذر بالخطر. وتشير أم عمر عبد الله إلى أن خسائرها وصلت إلى أكثر من مليون ريال، حيث لم تسلم من الأضرار والتشققات والانكسارات في أجزاء متفرقة من الشقة، مشيرة إلى أنها اتصلت بالمسؤولين في الشركة، غير أنها لم تلق سوى الوعود المطمئنة دون أي حل جدي وحقيقي، فما كان من أم عبد الله لدرء الخطر عنها وعن عائلتها إلا أن أصلحت كل تلك التشققات على حسابها الخاص. وتضيف أن المشكلة لم تقف عند التشققات، حيث علمنا أن المشاكل تقع في أساسات المبنى ونشعر بذلك بين الحين والآخر. من جانبه يشير عبد الرحمن بابعير إلى أنه يعاني من وجود تشققات وتصدعات في عمارته منذ أن سكنها قبل أشهر. وقال: إن الخوف لازمه وأسرته، إلى درجة أنه بات يفكر جديا بترك المنزل إلى مكان آخر أكثر أمانا، مطالبا اللجنة الهندسية التي ستعاين العمائر بالإسراع في إصدار تقريرها النهائي. فيما يؤكد حسن خليل الذي لم يمض على سكنه سوى ستة أشهر وجود العديد من الإشكاليات الهندسية والمعمارية ومن تصدعات وتشققات وغيرها من العيوب التي تظهر للعيان وفي جميع أجزاء العمارة. من جانبه اعتبر مدير المشاريع في الشركة المالكة للعمائر يوسف الفريهيدي الشكوى التي أثارها السكان كيدية ومبالغ فيها، معبرا عن رفضه التام لها. ودافع عن سلامة العمائر، موضحا أنه لم يسجل بصفة رسمية واقع الأضرار التي تحدث عنها السكان، مشيرا إلى أن كل ما هنالك هو أن الأعمدة الأمامية الخارجية للعمائر حصل لها تكسرات وهذا أمر طبيعي لأي عمارة جديدة يتم فيها ارتياح جزئي في مواقع معينة منها، علما أن هذه الأعمدة ديكورية ليست من صميم المباني. وحول التشققات الداخلية والخارجية داخل المباني قال الفريهيدي: إنها عبارة عن تفكك طبيعي يحدث لأي عمارة سكنية جديدة وهذا ما يعرف عنه الارتياح للمحتويات الخاصة في الإنشاء علما أن جميع العمائر المذكورة تم فيها التدقيق الهندسي الكامل وتطبيق الخرائط بشكل واضح وتحت لجان ومشرفين ومستشارين هندسيين من قبل الشركة.