بدت أزقة وحارات حي الصحيفة الشعبي هادئة يلفها سكون غريب رغم مرور ستة أيام على حادثة انهيار العمارة السكنية، إذ لم يعد مجرى الحياة في الحي على سابق عهده بعدما فضل العديد من السكان ترك منازلهم خوفا من انهيارها على رؤوسهم، خاصة أن طريقة إنشاء المنازل بدائية وتعتمد كليا على إسناد كل عمارة على الأخرى ما يعني أن انهيار أي مبنى يهدد بسقوط ما يجاوره. صمت مطبق يخيم على موقع سقوط العمارة يبدده صوت محرك الجرافة الوحيدة التي تعمل على إزالة الأنقاض وأسئلة المارة عن مكان وكيفية وقوع الحادثة. ويقول علي نتو من سكان شارع الأمانة في حي الصحيفة العديد من أهالي الحي تركوا منازلهم واستأجروا شققا مفروشة بشكل مؤقت لحين زوال خطر الانهيارات من المنطقة، وبالأخص في ظل معاناة معظم عمائر الحي من تصدعات وتشققات عديدة في بناها التحتية وهو ما يجعل أمر سقوطها على السكان مسألة وقت لا أقل ولا أكثر. ودعا نتو الجهات المعنية إلى إجراء دراسات ميدانية على عمائر الحي لتحديد صلاحيتها للسكن من عدمه، والعمل على إزالة الآيل للسقوط منها قبل أن تحصد بانهيارها أرواح جديدة وبريئة. ويعتبر راضي ماجد من سكان الصحيفة أن حادثة انهيار العمارة السكنية وما خلفته من ضحايا أثر على الحالة النفسية لدى السكان بشكل كبير وجعلهم يتخوفون من العودة إلى السكن في منازلهم المجاورة للعمارة المنهارة خوفا من تضرر المباني السكنية وتصدعها في ظل تقاربها وتلاصقها من بعض. وأشار ماجد إلى أن المنطقة المحيطة بالعمارة المنهارة خالية من السكان حاليا بعدما تم إخلاء العديد منهم خوفا من حصول انهيارات أخرى. ويرى باسم علوان من سكان الحي أن المخالفات الإنشائية في عمائر الحي ستؤدي إلى حصول انهيارات جديدة في المستقبل القريب، مضيفا: «حادثة الانهيار فرصة لتصحيح أوضاع الحي العشوائية وإعادة النظر في تأهيله وضمه للأحياء العشوائية التي تعتزم الأمانة إزالتها وإعادة تخطيطها وبنائها بما يتفق مع النهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها جدة حاليا». وأضاف سامي هندي من سكان الحي أن التركيبة السكانية في الحي تغيرت بشكل كبير في السنوات الماضية، إثر هجرة السكان الأصليين لمنازلهم التي قطنها وافدون يمثلون الغالبية العظمى من السكان في الوقت الراهن.