تعود قصة القلق من عمائر الإسكان الجنوبي في جدة، إلى ما يقارب 18 عاما عندما بدأت تصدعات وتشققات وفجوات تظهر على أسطح العمائر العائدة لصندوق التنمية العقارية الذي وزع شققا في العمائر على مواطنين كانوا بانتظار المنح السكنية، وذلك مقابل أقساط سنوية ميسرة يدفعونها لصندوق التنمية العقارية. ولطول الاستخدام وعدم الصيانة الدورية الفاعلة فقد ظهرت فجوات وتصدعات في مبنيين (مبنى 4 مجموعة 1، ومبنى 17 مجموعة 7)؛ ما أثار الخوف لدى السكان، قبل أن يتدخل الدفاع المدني ويخلي المبنيين المشار إليهما بالكامل. لكن سكان المباني والمجموعات الأخرى ازداد قلقهم إثر رصد التصدعات، ويرون أن المباني التي يسكنونها التي يقال انها سليمة قد تكون غير ذلك، وربما أن التصدعات فيها نشأت في أمكنة غير ظاهرة للعيان ما يجعل الخطر ماثلا ومستمرا. أما الساكنون في المبنيين اللذين أُخليا فقد أعطوا مهلة خمسة ايام لإخلاء شققهم، ومُنحوا الخيارات التالية: إما الانتقال لشقة أخرى في نفس العمائر مع دفع مبلغ عشرة آلاف ريال للأسرة المنقولة كبدل تأثيث وانتقال. أو الانتقال إلى مسكن في مكان آخر خارج عمائر الإسكان مع دفع مبلغ 40 ألفا للاسرة. وأخلي أغلب سكان المبنيين إلى مبان داخل منظومة السكن، كانت تحتلها سابقا مدارس بنين وبنات وإحداها كان يقع فيها مشروع التقويم الشامل. ويشتكي السكان الذين التقتهم “شمس” أمس بعد انتقالهم إلى شققهم التى عوضوا بها من أنهم خسروا في دفع تكاليف شققهم السابقة، وأكدوا أنهم على مدى سنين طوال كانوا ينبهون إلى تصدع المباني ولم يستجب لهم أحد. وقالوا ان المبالغ التي دفعت لهم عوضا عن انتقالهم لا تساوي نسبة بسيطة من التعويضات التي يفترض تسليمهم إياها. وقال محمد الغامدي (أحد الساكنين): “خسرت في شقتين نحو 250 ألف ريال، والآن منحنا شققا صغيرة ليست مماثلة للشقق التي كنا نسكنها التي خسرنا في تقسيطها وتأثيثها والصرف عليها”، فيما يقول جارية ابراهيم المرحبي وعلي السعدي: “السكن الذي مُنحنا إياه مؤقتا غير مريح إطلاقا فالمرافق ضيقة، والشقة فيه لا تساوي مساحتها نصف شققنا الأصلية”.