من يصغي إلى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهو يتحدث عن استراتيجيات الهيئة لتطوير السياحة المحلية وما تتضمنه من مشاريع متنوعة ترفيهية وتثقيفية وإحياء للمواقع السياحية المهملة وتيسير الوصول إليها، لا يملك سوى أن يؤخذ بأمرين: أحدهما، طلاقة الأمير وتدفقه في الحديث بحنكة ورزانة، والآخر بعده عن الشطط وواقعيته في النظر إلى الأمور، وسعة إدراكه لأبعاد المشكلات التي تواجه السياحة المحلية، وما ينتصب أمامها من عقبات تتطلب التخلص منها، وذلك قبل أن تبلغ السياحة المحلية الدرجة المرجوة من الازدهار والتفتح. من الجهود التي تتبناها الهيئة ما ذكرته الصحف عن انكبابها على إعداد تصنيف للمنشآت السياحية يحدد مستواها ودرجات أسعارها، وهو أمر مهم لحفظ الأسعار من الشطحات الخيالية من جانب، وحفظ مستوى معين للخدمة يناله السائح من جانب آخر، وعسى أن يمتد هذا التصنيف ليشمل المطاعم والمتنزهات وملاعب الأطفال، كما عسى أن ترافقه مراقبة دقيقة وصارمة لمستوى النظافة والالتزام بقواعد السلامة، سواء في المطاعم أو في ملاعب الأطفال، حيث يتكرر في بلادنا حوادث التسمم بالأطعمة الفاسدة وكوارث السقوط في حدائق الألعاب الترفيهية، حتى كاد يصير التنزه داخل البلد نوعا من المغامرة، وهذا بطبيعة الحال يقتضي التعاون بين الهيئة والبلديات والدفاع المدني، وهو تعاون واتحاد يصب في صالح المجتمع. إن مهمة تشجيع السياحة المحلية بالغة المشقة، فأحيانا لا تساعد الظروف البيئية والاجتماعية على ذلك، فضلا عن منافسة السياحة الخارجية التي تنتصب نشيطة متوثبة لخطف السائحين بأسعار مماثلة أو حتى أقل، وطالما أن تغلب السياحة المحلية على منافستها السياحة الخارجية، في جانب التسلية والتشويق أمر عسير، لخلو السياحة الداخلية من كثير من مقومات الجذب التي يبحث عنها الناس كالسينما والمسرح والحفلات الموسيقية والغنائية، وعدم وجود التفرقة بين العزاب والمتأهلين، وما شابه ذلك مما يرغب فيه البعض ولا يجدونه في بلادهم، فيشدون رحالهم إليه بغية نيله، طالما أن الأمر كذلك، فإن باب النجاح المحتمل للسياحة المحلية ينتصب في المنافسة عند نقطة انخفاض التكلفة المادية، فيصير يسر الأسعار هو الورقة الأكبر التي تمسك بها السياحة المحلية لكسب تلك المنافسة الساخنة. وبما أنه من المعروف أن غالبية التجار في بلادنا لا يكتفون بهامش ربح صغير، فإنه من المستبعد أن يستجيبوا طوعا لخفض أسعار الخدمات السياحية إلى حد يمكن أن يمثل منافسة حقيقية للسياحة الخارجية، ومن هنا فإنه قد يكون مناسبا أن يشجع القادرون ماديا، على إقامة منشآت سياحية ومناطق ترفيهية تعاونية «غير ربحية» هدفها دعم السياحة المحلية، فتشكل أسعارها المنخفضة نوعا من المنافسة الضاغطة، تضطر التجار إلى النزول باسعارهم والرضا بسقف أدنى من الربح الذي كانوا يطمحون إليه. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة