رغم الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للسياحة الداخلية لاستقطاب السائحين من الداخل والخارج لما في ذلك من مردود اقتصادي جيد بالاضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب السعودي وأهداف أخرى تعود بالنفع الكثير على البلد.إلاّ أن تلك الجهود لم تفلح في تخفيض لهيب أسعار الشقق والمنتجعات والفنادق. وهذا من أهم المعضلات التي تعيق برامج الجذب السياحي. إننا نأمل أن تنشط السياحة الداخلية في بلادنا حفاظا على ملايين الريالات التي يهدرها السائحون خارج الوطن، وهذا لا يتم إلاّ بتضافر جهود القطاعات الحكومية والتضحية الوطنية من قبل أصحاب رؤوس الأموال لاستثمار أموالهم في الداخل لإنشاء مشروعات سياحية بمختلف المستويات تتجسد فيها روح المنافسة والجذب السياحي بعيدا عن المبالغة في الأسعار والبعد على الربحية المفرطة التي تنهك جيوب السائحين وتمنعهم من تكرار التجربة، فكثير من المستثمرين هداهم الله يبالغون في الأسعار بغية استرجاع رأس المال والنفقات في فترة وجيزة، وهذا التوجه يؤثر سلباً على المشروعات الاستثمارية، فسياسة النفس الطويل لاستعادة رأس المال على المدى البعيد خطة ناجحة لكسب العملاء وزيادة الدخل المالي وضمان الاستمرارية والتوسع في إنشاء مشروعات استثمارية أخرى متنوعة. فالاعتدال في الأسعار من أهم وسائل جذب السائحين والمتسوقين في المراكز التجارية. ورغم تذمر الزوّار والسائحين من ارتفاع أسعار الشقق والوحدات السكنية حتى المتواضعة منها وفرض رسوم على دخول أماكن الترفيه بالاضافة إلى دفع قيمة لتذاكر الألعاب ناهيك عن تدني مستوى النظافة والصيانة اللازمة لدورات المياه وقلّتها في معظم الأماكن السياحية إلاّ أننا لم نلحظ أي تحرّك جاد من قبل المعنيين بالسياحة الداخلية لمعالجة هذه المشكلات غير التصريحات الإعلامية التي لا ترقى إلى التطبيق الفعلي والمتابعة الجادة لمعالجة نواحي القصور التي يشتكي منها السائحون في كل صيف. فلماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين؟ إننا نرجو من المعنيين بالتنشيط السياحي وضع برامج هادفة للجذب السياحي والاهتمام البالغ بفرق متابعة الأسعار والظواهر السلبية وخلق جو من المنافسة بين المستثمرين. والله المستعان. مكةالمكرمة ص ب 2511