كانت الرجولة الحقة تأبى على صاحبها أن يكون وزنه ومكانته في مجلس أو مركاز اجتماعي من سقط المتاع وتكملة عدد لا أكثر ولا أقل، إن جاء لم يأبه بحضوره أحد وإن غاب لم يسأل عنه أحد، فيما يرى غيره يسأل عن سبب غيابه ويرحب به عند حضوره ويوسع له في المجلس، ولكن الرجولة الحقة أصبحت غائبة عن خلق كثير من الناس في هذا الزمان حتى أصبح بعضهم من سقط المتاع لأنهم وضعوا أنفسهم في تلك المكانة المهانة، فهم يرون بأم أعينهم الحق مسلوبا فلا ينصرونه والباطل قائما فلا يدفعونه «ولا يستأذنون وهم شهود»!، ويلاحظون أن أصحاب المجالس التي يرتادونها يخصون ثلاثة أو أربعة منهم بالسؤال وحسن الاستقبال ويتابعون حركتهم بسياراتهم حتى وصولهم فإذا وصلوا وضعوهم في الصدارة ووسعوا لهم في المجلس وأعطوهم حقهم من الاحترام والإجلال فيما يكون في المجلس نحو أربعين أو خمسين من «سقط المتاع» الذين قد لايحظون حتى بمجرد التفافة سريعة من أصحاب تلك المجالس أو المراكيز الاجتماعية، وإن هم حظوا بذلك انقلبوا إلى أهلهم مسرورين وحدثوا أقرانهم وجيرانهم بما حظوا به مع أن ما حصل قد لا يكون مقصودا ولن يخرجهم من دائرة «سقط المتاع» التي وضعوا أنفسهم فيها ومن يهن يسهل الهوان عليه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم!. أما الذين يتمتعون بصفات الرجولة فإنهم لا يضعون أنفسهم في مواضع ومواقع الصغار وإذا ما وجدوا أنهم مجرد تكملة عدد في أي مجلس فإنهم ينسحبون منه إلى من يعرف قيمتهم ومكانتهم، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه فالذي لا يملك من صفات الرجولة شيئا فإنه يرضى لنفسه بالهوان لأنه تعود على الضعة والهوان وليس من حق أي إنسان جعل نفسه قمامة أن يغضب من قيام من يبعثره ويدوسه تحت الأقدام ولمثله يقال هذا البيت من الشعر! فكيف تروم عزا أو فخارا وقد أصبحت من سقط المتاع؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة