على الرغم من تعدد ثقافات مكةالمكرمة والتطور التقني والانفتاح العالمي، إلا أن أهل مكةالمكرمة ما زالوا متمسكين بموروثهم الشعبي وعاداتهم وتقاليدهم الجميلة التي ترمز للأصالة، ومن هذه العادات مجلس المكييّن «المركاز» فهو سمة من سمات الحارة المكية ومكان لحل قضاياها وربط السكان ببعضهم. يشير نايف كابلي إلى أن المركاز من أشهر العادات والتقاليد بمكةالمكرمة، وسمة من سمات المكيين، حيث يعد ملتقى أهالي الحي بعضهم ببعض، ويتم من خلاله معرفة مشاكل أهالي الحي والعمل على حلها، ويضيف: «المركاز يتخذ طابعا تراثيا ويسهم في حل العديد من القضايا والمشاكل لدى أهالي الحي». ويوضح محمد فطاني: «من خلال مركاز الحي نتبادل أطراف الحديث ونلتقي بالأصدقاء في الحارات والأحياء المجاورة، ونتعرف من خلاله أيضا على أحوالهم، فهناك العديد من المراكيز المعروفة والمعلومة لدى أهل مكةالمكرمة». وأشار فطاني إلى أن أهالي الحي يجتمعون في أحد المراكيز، يتسامرون فيه في جو تحفه المحبة والمودة بين الأهالي: «الزوار والمعتمرون وحجاج بيت الله الحرام خلال المواسم يجلسون في المركاز لتبادل الثقافات والأخبار من خلاله». ويرى صالح عمر أن المراكيز أو مراكز الحي، كانت في السابق تأخذ طابع الرواشين وشربات الماء والزير وغيرها من الأشياء التراثية التي كانت من صنع الإنسان المكي، ولكن الآن اختلف الوضع ودخلت التقنيات الحديثة ومتطلبات العصر فيه، فأصبحت الطاولات والكراسي ذات الصنع الفاخر.