المعابدة - جرول - الشعب - القرارة - الشامية - حارة الباب - المسفلة .. اسماء لبعض أو اشهر احياء وحارات مكةالمكرمة والتي لازالت تحتفظ بهذه المسميات حتى اليوم وان زادت عليها اسماء اخرى لاحياء حديثة.. هذه الأحياء القديمة تتحد في وسيلة "التواصل" بين الناس في هذا الشهر الكريم عن طريق "مركاز العمدة" أو "مركاز الحي" أو "مجلس في منزل من منازل الحي" يلتقي فيه الناس بعد صلاة التراويح للحديث ومناقشة احوالهم وشؤونهم ومشاكلهم وكان العمدة يحضر ويشارك في هذه المجالس التي عرف كثير منها ولازال في بعض الاحياء مجلس فلان ومركاز العمدة "فلان" وتضم الجلسة رجال الحي ويشارك فيها ضيوف من احياء أخرى.. هذه الصورة لازالت وإن نالها بعض التطوير في المكان والزمان والاسماء التي تحضرها مساء كل يوم طوال شهر رمضان. البليلة في مقدمة ما يقدم في هذه الليالي اكلة "تسلية" عرفت في الحجاز وهي "البليلة" وكان قديماً "المنقوش" وان جاء اليوم بأطعمة متطورة اخرى اضيفت للطبق الرئيسي "البليلة" واحتساء القهوة والشاي وما يسمى "النُقل" وهو المكسرات اليوم. قضايا الحي هذا المركاز وهذه المجالس ليست قاصرة في اغلب الاحياء ان لم يكن جميعها على ايام رمضان فهناك مجالس تُفتح طوال العام ومراكيز تتم اللقاءات فيها في الفترة المسائية تحديداً كان الهدف منها تدارس قضايا الناس في الحي وانهاء "الخلافات" والمشاكل ومساعدة المحتاج من ابناء الحي "والمساهمة" مع ابناء الحي في المناسبات "الحزينة" ومناسبات الافراح بتقديم مساهمات "مالية" واخرى عينية .. لقد تميزت هذه المجالس بأنها مصدر للفائدة وتدريب الصغار الذين يحضرون بعضها على العادات والتقاليد والتعامل مع الناس بل ان اكثر هذه المجالس كانت تقوم بأنهاء قضايا خلاف كبيرة بين الناس أو الاقارب قبل ان تصل للشرطة او المحكمة وهو دور يحتاج إلى رجال من نوع خاص يقودون هذه المجالس التي استمرت وان فقدت بعض ادوارها ووظائفها القديمة.