رحم الله شيخنا عمر عبد ربه فقد أمضى عمره في خدمة الدولة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.. كما كان عميدا لأسرة «عكاظ» عند قيامها، يشهد بذلك أن أول اجتماع عقدته الجمعية العمومية لمؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر بعد تكوينها عام 1384ه كان في منزله تغمده الله برحمته، حيث تم اختيار معالي السيد معتوق حسنين كأول مدير عام للمؤسسة. وبعد مضي عام على ذلك التاريخ عادت الجمعية العمومية للمؤسسة فانتخبت الشيخ عمر عبد ربه مديرا عاما للمؤسسة إثر استقالة السيد معتوق حسنين رحمهما الله، وفي نفس الاجتماع انتخبتني الجمعية العمومية رئيسا للتحرير، خلفا للأستاذ الكبير محمود عارف الذي عملت معه مديرا للتحرير مدة عام خلال استعارة خدماته من مجلس الشورى، وبانتهاء العام عاد للمجلس بعد أن تعلمت منه الكثير عليه رحمة الله. وللتاريخ فقد منح الشيخ عمر عبد ربه ل «عكاظ» الكثير من الجهد والمتابعة رغم ما كان يشغله من مهمات في منصبه كمدير عام لفرع وزارة المالية والاقتصاد الوطني حسب مسماها يومذاك، وأيضا انشغاله بخدمة من يلجأ إليه من عامة الناس لقضاء حاجة، أو وساطة لدى الغير إما بشأن معاملة متعثرة، أو طلبا لمساعدة عينية أو مالية. وكان من عادة الشيخ عمر أن يباشر عمله في المؤسسة بعد مغرب كل يوم مرافقا صديق عمره الأستاذ الكبير أحمد قنديل، ثم ينطلقا بعد صلاة العشاء لمجلسه الخاص في البغدادية لقضاء الأمسية مع الخلص من أصدقائه الذين كان في مقدمتهم الأستاذ أحمد قنديل، والأستاذ عبد الرحمن مؤمنة، والعم عبد الحميد دخاخني وآخرون. ولأن للعمل في الصحافة متطلبات عاجلة لابد من البت فيها خلال النهار، فقد اهتبل الشيخ عمر فرصة أول اجتماع لمجلس إدارة المؤسسة الذي كان يتألف من مع حفظ الألقاب: السيد أحمد صالح شطا، السيد علي حسن فدعق، محمد حسن عواد، أحمد قنديل، خالد السعد، محمود عارف عليهم رحمة الله جميعاً وبموافقتهم ثم موافقة الجمعية العمومية في أول اجتماع لها إثر ذلك منحني الشيخ عمر ثقته لإدارة الأعمال اليومية للمؤسسة، يشهد بذلك عضو المؤسسة أخي الأستاذ عبد المجيد علي الذي كان يومذاك يشغل رئاسة المحاسبة ومعاوناً لي في تسيير الإدارة. ولما كان شهود كل قضية إثنين فهناك شاهد آخر هو الأستاذ زهير عمر عبد ربه الذي كان أميناً للصندوق في النهار، ومحررا صحفيا في الليل. وقد حققت «عكاظ» من خلال توجيهات الشيخ عمر وتعاون أسرتها المكونة من: الفقير إلى الله كاتب هذه السطور ومن الزميل عبد الله الداري، الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري تغمده الله برحمته، الأستاذ علي مدهش، الأستاذ محمد عبد الواحد، الزميل فهد العيسى نجاحات متوالية جعلت منها الصحيفة الأولى بين صحف المؤسسات. لا أقول هذا ادعاء وإنما هي الحقيقة التي أعترف بها في أكثر من مناسبة فيما كتب أخي الأستاذ فهد العريفي مدير عام مؤسسة اليمامة، وكذا ما تحدث به الأستاذ عبد الله عريف لصحيفة المدينة بمناسبة احتفال «عكاظ» بتوزيع جائزة المسابقة الثقافية التي قدمتها لقرائها بدعم من الأستاذ وهيب بن زقر، الذي قدم سيارة (الاكيديان) للفائز بالجائزة الأولى على الجميع رحمه الله. واليوم وقد انتقل سعادة الوالد الشيخ عمر يوسف عبد ربه إلى رحمة الله فإنني لا أملك إلا أن أسأل الله له المغفرة وأن يمنحه جل جلاله عفوه ورحمته، فقد كان بأهله وأصدقائه ومن يعرف ومن لا يعرف ممن يلجأ إليه رحيماً كريماً في تعامله واستقباله للجميع، كما أسأله جلت قدرته أن يلهم أهله ومحبيه الصبر وجميل العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون. عبد الله عمر خياط