علم من الأعلام الأوائل في حقل الاتصالات اللاسلكية، ورجل من قدامى رجالات الدولة، حيث أمضى حياته كلها ما بين المديرية العامة للبرق والبريد والهاتف، ووزارة البرق والبريد والهاتف، ومن ثم في وزارة المواصلات التي تعرفت على سعادته فيها وهو وكيل للوزارة للشؤون السلكية واللاسلكية إبان تولي معلمي معالي الأستاذ محمد عمر توفيق (رحمه الله) وزارة المواصلات. وقد التقيت به في منزل معاليه في أول لقاء لهما، حيث كان الشيخ أحمد أفندي مسافرا للخارج ممثلا للمملكة في أحد المؤتمرات التي تناقش موضوع الاتصالات السلكية واللا سلكية، وصدف أن سأل الأستاذ محمد عمر صباح ذلك اليوم مدير مكتبه الأستاذ محمد عقيل السليمان الحمدان قائلا: أين هو الشيخ أحمد زيدان؟ فقال الأستاذ الحمدان: وصل من فيينا إلى جدة اليوم. فأخذ الأستاذ محمد عمر ورقة وكتب عليها: جدة سعادة الشيخ أحمد زيدان المحترم أوحشتنا ثم دفع بها للأستاذ الحمدان ليبعثها برقيا للأستاذ زيدان في جدة. شهدت هذه الواقعة ظهر ذاك اليوم في مكتب معالي الأستاذ محمد عمر توفيق، وفي المساء ونحن نتهيأ للتوجه لمائدة العشاء دخل علينا الشيخ أحمد وهو يقول: والله أنت أوحشتنا.. أنت أوحشتنا يا أخ محمد عمر.. وكانت فرصة لي تعرفت خلالها على سعادته (ورحم الله الجميع). وللتاريخ فقد كان الشيخ أحمد أفندي زيدان أحد الثمانية والعشرين الذين ساهموا مع الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار (عليهما رحمة الله) في قيام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، وهو الذي اقترح ترشيح معالي السيد معتوق حسنين لتولي منصب مدير عام المؤسسة بعد اعتذار معالي السيد أحمد شطا (عليهم وعلى الآخرين الذين انتقلوا إلى رحمة الله من مؤسسي «عكاظ» رحمة الله) حيث لم يبق من الثمانية والعشرين من مؤسسي «عكاظ» سوى الأستاذ عبد الله الداري، والأستاذ عبد المجيد علي، والدكتور عبد الرحمن العمري، وكاتب هذه السطور، لكن الله عوض المؤسسة بنخبة من خيار الناس للإسهام في عضويتها، والسير بها إلى الأمام، وتحقيق ما لم يتأت للسابقين إنجازه بحكم صغر رأس المال الذي كان في حدود 228 ألف ريال فقط لا غير. وأعود لشيخنا أحمد زيدان (رحمه الله)، والذي يروي معالي السيد أحمد عبد الوهاب نائب الحرم: أنه كان المؤسس للاتصالات السلكية واللا سلكية في المملكة، والممثل لها في جميع المنتديات، والمؤتمرات المتعلقة باللا سلكي، لأنه من هواة هذا الفن ومحترفيه من مطلع حياته، وقد حدث أن كان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل يتلقى العلاج في باريس، وكان سفير المملكة فيها معالي الدكتور رشاد فرعون، فتولى الشيخ أحمد أفندي بخبرته تجهيز وسيلة الاتصال اللا سلكي بين سمو جلالة الملك فيصل وبين السفارة السعودية في باريس، حيث كان يتواجد الأمير سعود الفيصل من أجل مكالمة والده (تغمده الله برحمته). وقد أمضى الشيخ زيدان حياته في العمل على تطوير الإمكانات السلكية واللا سلكية من خلال مناصبه التي تولاها، وذلك بحكم خبرته الواسعة وقدراته المتميزة في هذا المجال الذي هو الأول من أبناء المملكة في التعامل به وتعليمه للأجيال التي أخذت منه، وكان منهم الأستاذ رشاد زبيدي الذي قال عنه: رحمك الله يا أستاذي ومعلمي أحمد محمد زيدان رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته، صاحب النخوة والرجولة، فقد كان رجلا ونعم الرجل والصديق الوفي، لقد كان أستاذي أحمد زيدان يقف في وجه الظلم ويدافع بقلبه وحكمته، فقد تتلمذت على يديه في «الاتصالات في وزارة البرق والبريد والهاتف» التي تقلد فيها مناصب عدة حتى وصل إلى وكيل وزارة، لقد كان في خضم أعماله في الوزارة يستقطع وقتا كبيرا لسماع شكاوى الموظفين ويقف مع المظلوم ويناصره، لقد كان أبو فيصل مظلة لموظفي الوزارة ونعم الأستاذ والمعلم والصديق الصدوق والأخ، ولقد استفادت أجيال عدة من خبرته في مجال الاتصالات وكان مرجعا لذلك، ولقد أسس الاتصالات في مملكتنا الحبيبة. رحم الله المعلم والأستاذ أحمد زيدان وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه لهذا الوطن وللأجيال في موازين حسناته. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة