في الوقت الذي يترقب الوسط التجاري في جدة صدور قرار من وزارة التجارة والصناعة يبعثر الأوراق ويقلب الأوضاع رأسا على عقب ويزعزع التحالفات القائمة وتلك التي كان مخطط لها أن تقوم، وتستعد العديد من العائلات التجارية الكبرى في جدة بتجهيز مرشحيها لخوض انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة بتنسيق تحالفات واتفاقات شرفية، يخيم الهدوء على الغرفة التجارية من الداخل، حيث لم يحسم العديد من الذين يتوقع أن يعلنوا عن ترشيح أنفسهم للانتخابات وضعهم وتحديد رغبتهم في الترشح من عدمه. وتوقع عدد من المراقبين والمطلعين على الشأن الاقتصادي أن تحدث وزارة التجارة والصناعة تغييرات في نظام انتخابات مجالس إدارات الغرف التجارية الصناعية في المملكة، ويتم تطبيقها في الانتخابات المرتقبة لمجلس إدارة غرفة جدة خلال شهر أكتوبر المقبل. وعلمت «عكاظ» مصادر مقربة من الأوساط الاقتصادية في جدة أن التغييرات المتوقع إحداثها في نظام الانتخابات تشمل السماح للمنتسب الواحد في الغرفة التجارية التصويت لمرشح واحد فقط سواء تجاريا كان أو صناعيا، وهو ما يتوقع مراقبون لانتخابات الغرف أن يزيد من حدة التنافس ويبعثر الأوراق، ويحول أصدقاء اليوم إلى أعداء الغد. واعتبر المراقبون أن مثل هذا التوجه يهدد بحلحلة التحالفات والتكتلات التي كانت تجري في انتخابات الغرف، وزاد البعض منهم، أنها تقضي على التجانس الذي كان يحدث في مجالس إدارات الغرف، وقد يتطور الأمر إلى انتشار المشكلات والخلافات بين أعضاء مجالس إدارات الغرف في المستقبل لعدم تجانس الأعضاء. وأضاف رجال الأعمال الذين لم يرغبوا الكشف عن أسمائهم لحساسية موقفهم ، «كنا ننتظر من وزارة التجارة والصناعة تعديل النظام القديم لجعل كل المتقدمين لمجلس إدارة الغرفة التجارية عن طريق الانتخاب أو على الأقل تقليص من يعيّنهم وزير التجارة والصناعة، ولكننا فوجئنا حسب وصفهم بهذا النظام الذي يشتت الجهود ويخلق توترا أثناء العملية الانتخابية. وأضافت المصادر، أن النظام الذي وضع للانتخاب لا يدعم أداء وتطوير العمل في الغرف، ولا يستبعد أن يفاقم هذا النظام الكثير من المشاكل داخل الغرف السعودية وتصل أسماء من صغار رجال الأعمال خاصة في غرفة محورية بحجم غرفة جدة إلى كرسي الرئاسة فيها دون أن يكون لديها الخبرة والدراية اللازمتان لهذا المنصب الحساس. ولازالت تجري الاتصالات بين العديد من رجال الأعمال المرشحين لانتخابات الغرفة في أكتوبر المقبل. وقال المطلعون على هذه الاتصالات إن هناك جس نبض بين مختلف المرشحين لتأسيس توافق انتخابي بينهم شرفي فقط، حيث إن النظام يمنع مثل هذه التكتلات الانتخابية. ولا تستبعد المصادر دخول أسماء كبيرة في المرحلة اللاحقة لقائمة الترشح لهذه الانتخابات. من جهة أخرى، أكد ل «عكاظ» رجل الأعمال صالح التركي أنه لم يحسم قراره بعد حول الترشح، قائلا «إن من يترشح لمنصب رئاسة الغرفة يفترض أن يكون لديه الوقت الكافي للقيام بمهمات رئيس غرفة جدة». فيما أعلن الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ نائب رئيس الغرفة الحالي نيته الترشح للانتخابات. وأشار إلى أن الانتخابات ستشهد تنافسا حادا بين الدماء الشابة والمخضرمين، ما يعني مزيدا من التنافس لجلب الأفضل لرئاسة أقدم غرفة تجارية.