اعتبر الدكتور عبد العزيز بن صالح بن سلمة ل «عكاظ»، في أول حوار له بعد تعيينه مستشارا إعلاميا في وزارة الثقافة والإعلام، تواجد الكفاءات السعودية في القنوات العربية بمثابة امتداد لدور المملكة، مؤكدا على أهمية استثمار هذه القدرات محليا، وأشار إلى أن الصحافة السعودية تنافس على سلم التفوق مع الدول المتقدمة في ذات المجال، كما أوضح أن للوزارة دورا بارزا في التواصل مع السائحين السعوديين خارج المملكة للإسهام في وقايتهم من المخاطر والسلبيات التي تشوه صورة المملكة في الخارج، وألمح ابن سلمه إلى ضرورة أن يبذل التليفزيون مزيدا من الجهد في نقل المشاركات التي تنظمها المراكز الثقافية في المملكة، فإلى تفاصيل الحوار: * بداية نود أن نعرف ما هي تطلعاتكم الشخصية، بعد تعيينكم مستشارا في وزير الثقافة والإعلام، وأبرز أهداف الوزارة وخططها المستقبلية؟ نحن نهدف إلى أن نتمكن من خدمة هذه البلاد بكافة طاقاتنا وعلى أفضل وجه وأن نبرز واقعها بكل شمولية، سواء من ناحية ما تعيشه في الوقت الحاضر أو موروثها أو من ناحية الفكر أو إمكاناتها وما ينجز فيها، كما نتطلع إلى أن تتمكن أجهزتنا من تقديم الخدمة التي ينتظرها الجمهور بشكل عام، عبر الوسائل الإعلامية التي تديرها وأن يحقق ذلك الإشباع المطلوب والفائدة المرجوة. هذه الوزارة مؤتمنة على إبراز هوية المملكة للعالم والصورة الحقيقية عنها لدى الجمهور في كل مكان، ونسعى أن يكون ذلك على نحو متكامل شامل واحترافي، فطموحات الوزارة واسعة وكبيرة ولن تقف عند حد معين، فقيادتنا ولله الحمد لا تدخر جهدا في تقديم أقصى ما يمكن الحصول عليه من دعم وتوجيه، ونتطلع دائما إلى أن يكون جهد هذه الوزارة معينا للمملكة في إبراز واقعها ودورها، سواء داخل المملكة أو ما تقوم به في العالم، ليخدم أهدافها ويعطي صورة صادقة وواضحة عن حقيقة المملكة، كما نتكامل مع مختلف الجهات التي لها دور نشط في إيصال صوت المملكة وتوضيح ماهيتها مثل وزارة الخارجية وقطاع الأعمال والتجارة والشؤون الإسلامية من ناحية الدعوة وخدمة المسلمين في العالم على عدة أصعدة، مثل خدمة القضايا الإسلامية والمسلمين على أساس المنهج المستمد من القرآن والسنة الذي يحوي أخلاقيات الإسلام وسماحته، وكذلك ما يختص بخدمة الحجاج والمعتمرين وتغطية هذه النشاطات التي تنظم في هذا الإطار لكي تكون مرئية للعالم، وهذا هو الإطار العام لنشاطات وتحركات الوزارة وما تتطلع إليه. * وماذا عن الإمكانيات والكوادر البشرية ؟ قد يكون الحد الذي نقف عنده في الوقت الحالي، هو الإمكانات والكوادر البشرية في إنجاز عدد من المشاريع والطموحات فهناك تطور نوعي في الأداء والقدرة على مواكبة المستجدات فيما يخص التقنيات والأساليب الإعلامية التي تطور باستمرار فبعضها نالت جانب التألق في القنوات الفضائية المتخصصة وتقديم الخدمات على نحو متطور، والوزارة تسعى للأخذ بها لتتمكن من خدمة الجمهور في المملكة والاستمرار في إيصال صوت المملكة للعالم. عمل تكاملي * ما الجهود التي تقوم بها الوزارة في تقوية الصلات بين أفراد العالم والمملكة؟ هذا سؤال كبير، لكن الوزارة تعمل على نحو تكاملي وليست الجهاز أو المؤسسة الفاعلة الوحيدة، لكن ما تقوم به المؤسسات الحكومية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني وهيئاته والأفراد وقطاع الأعمال والقطاع الخاص يندرج في موازاة المهمة الرئيسية للدولة ككل، والوزارة مؤسسة يتم من خلالها المشاركة في تنظيم الجهود الجماعية وتضم عددا من القطاعات لتبرزها بشكل مناسب للجمهور في العالم. * قطاع الثقافة تحديدا؟ نحن نستعين بكل القدرات السعودية المثقفة في مجالات الآداب والفنون والإبداع وكل تفرعاتها ونضع لها الإطار المناسب ليمكن عرض واقع المملكة وموروثها والملامح المستقبلية لأفراد الجمهور سواء داخل المملكة وخارجها. * ما دور الوزارة في تفعيل استراتيجية القوة الناعمة للمملكة؟ القوة الناعمة محصلة المصداقية والثقة والقدرة على التأثير، فالمملكة لها مصداقية كبرى وقوية بحكم علاقاتها وثقة الدول والحكومات والشعوب في العالم، بأن لديها قدرة على التأثير الإيجابي الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية ولديها إمكانيات تكفل تحقيق ما تريده، وهذا نتاج شعور متراكم ووجود دلائل مادية إيجابية، بالإضافة إلى قناعة الذين يتعاملون مع المملكة على أنها دولة قوية التأثير، فهذه القوة تستخدم بطرق مباشرة وغير مباشرة وبطرق سياسية، وذلك عن طريق الاتصالات والمشاورات واللقاءات والاجتماعات وتبادل وجهات النظر والعمل في إطار المنظومات الدولية والإقليمية، وكذلك على مستوى ثنائي بين المملكة وتلك الدولة، وتستثمر وسائل أخرى كالإعلامية والدعوية والاقتصادية، فهناك رصيد كبير من الثقة المتجذرة لدى الحكومات والشعوب بثقل وقدرة المملكة على التأثير والتغيير. طلبات التصاريح * ماذا عن مصير طلبات تصاريح القنوات والإذاعات المحلية؟ أرجو أن تتوجه إلى أخي وزميلي الناطق الرسمي باسم الوزارة عبد الرحمن الهزاع، لأنه الشخص الوحيد المخول للتزويد بالمعلومات الدقيقة حول هذا الموضوع. * هناك عدد من الكفاءات السعودية المهاجرة إلى قنوات عربية ماذا يقف وراء هذه الهجرة؟ هذا الأمر له بعدان، إيجابي وسلبي، فانتشار الكوادر السعودية المحترفة والمتمكنة ذات المهنية العالية أو التي تريد اكتساب الخبرة فهذا أمر مشروع ومطلوب أيضا مثل ما أن في المملكة أناس ينتمون لدول أخرى ويقومون بأدوار فاعلة، نحن نتمنى هذا الشيء أيضا لأبنائنا وهذه هي القاعدة. المشكلة إذا كان هناك أمر يحول دون قيام قدرات سعودية بتأدية وظائف ولعب أدوار مهمة في الإعلام، رغم الحاجة إليهم في المملكة وقدرة هؤلاء وصلاحيتهم للقيام بهذا الدور، فإذا كان بالفعل من يعرقل قدرة مؤسسات المملكة على الاستفادة منهم فهذا خطأ كبير، بمعنى أن من الطبيعي أن ينتشر السعوديون في وسائل الإعلام في مجالات مهنية بما لا يؤثر على مصالح المملكة وسمعتها ويسيء إليها، أما الجانب الآخر فهو الحيلولة دون هؤلاء ووسائل الإعلام رغم كفاءتهم والحاجة الشديدة إليهم، بسبب إجراءات بيروقراطية أو اعتبارات شخصية فهنا يكون للمسألة بعد سلبي وهدر وخسارة، فعندما تلمع أسماء سعوديين في القنوات الإعلامية فإن ذلك يعتبر امتدادا للمملكة في أي مكان كانوا وعليهم ألا يكونوا وسيلة يستخدمها الآخرون فيما لا يخدم مصالح المملكة، وهنا تكون نقطة اعتراض. *كيف ترون واقع الإعلام السعودي الآن؟ الإعلام السعودي تطور بشكل كبير، وهذا التطور يأخذ عدة أشكال، فالصحافة المكتوبة قوية وتشبع احتياجات أفراد الجمهور وعندما يطلع عليها من هم خارج المملكة، فإنهم يلمسون المراحل الكبيرة التي قطعتها الصحافة السعودية وقل أن نجد صحافة في الدول النامية تجاري الصحافة السعودية، سواء من الناحية الفنية أو التحريرية أو سرعة انتشارها، فالصحافة السعودية مؤثرة ويحسب لها حسابا بالغا، فيها تنوع وتعددية في الآراء، وهذا مصدر قوة المملكة. أما في التلفزيون، فهناك وسائل إعلام مملوكة لسعوديين، فالتلفزيون السعودي له هوية ويسعى إلى تلبية احتياجات الجمهور السعودي، رغم أن هذه الوظيفة تواجه تحديات بسبب وجود الخيارات الهائلة أمام المشاهدين في العقد الأخير من الزمن.والقنوات التي يملكها سعوديون عديدة ومتنوعة وهناك الكثير مما يمكن قوله حول أدائها، مع علمنا أن هذا يحتاج إلى إطالة، لكن بشكل عام هناك تساؤل للذين يديرون أو يمتلكون هذه المحطات حول وعيهم للمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم في ما يخص دينهم وعقيدتهم ومصالح البلاد التي لها فضل كبير عليهم. أما بالنسبة للإذاعة، ما زالت وسيلة إعلامية فاعلة يستمع إليها في الوقت الحاضر، خصوصا أثناء التنقل بالسيارات وقلما نجد شخصا يتابع المذياع في بيته بخلاف ما قبل العقدين الأخيرين، وكذلك فإن عليها مسؤولية ورسالة كبيرة، لاسيما ونحن نمتلك عددا من الإذاعات المتألقة التي تحقق وظائف تشبع احتياجات الجمهور وتمثل مع الصحافة وسيلة لتعبئة الرأي العام على نحو يمكن من تشكيل الآراء والتوجهات والقناعات، بما يتماشى وينسجم مع رغبات الدولة.