المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختتام ناجح لمنتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي بغرفة الشرقية

اختتمت صباح الأربعاء فعاليات منتدى الإعلام الاقتصادي بغرفة المنطقة الشرقية والتي استمرت على مدى يومين بحضور عدد كبير من المنتسبين للمجال الإعلامي والاقتصادي وبمشاركة نخبة من المشاركين على مستوى الخليج العربي ونظمته غرفة الشرقية ودار اليوم للإعلام وإتحاد الغرف الخليجية.
وافتتح المنتدى جلساته صباح الأربعاء والتي حملت عنوان (دور الاعلام الاقتصادي في تنمية الاقتصادات الوطنية) والتي قدمها الدكتور إحسان بوحليقة والتي ركزت على اهمية تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجالي الاعلام والاقتصاد.. مؤكدا على اهمية تضافر الجهود وتعاون القطاعين العام والخاص من اجل تقديم رسالة اعلامية اقتصادية واضحة.
وبحثت الجلسة واقع المؤسسات الإعلامية وضرورة تطويرها لتواكب التطور الحاصل في المجال الإعلامي على مستوى العالم.
وأشار الدكتور بوحليقة في بداية الجلسة إلى أن هذا المنتدى يمثل ركيزة مهمة وبوقت هام جداً لما لوسائل الإعلام من التأثير الكبير على حياة الفرد والمجتمع بشكل سواء خاصة من الناحية الاقتصادية.
وأكد على أن المنتدى سيعمل على دراسة واقع الإعلام الاقتصادي الخليجي وابراز الجوانب الإيجابية والتركيز على مكامن الخلل ودراستها لضمان الوصول إلى أفضل الوسائل الإعلامية التي تخدم المجال الاقتصادي في الخليج العربي لتواكب التطور الاقتصادي في المنظومة الخليجية لتعكس الوجه الحقيقي للاقتصاد المحلي.
فيما استعرض المتحدثون في الجلسة الثانية والتي قدمها المدير العام لدار اليوم للإعلام صالح بن علي الحميدان التحديات التي تواجه اقطاب المال عند الاستثمار في الاعلام الاقتصادي والشروط الواجب توافرها لنجاح اي مشروع اعلامي في هذا القطاع الحيوي.
وأكد الحميدان خلال ترؤسه لهذه الجلسة أهمية الاعتراف بالاقتصاد الإعلامي والتركيز على جوانبه كون المؤسسات الإعلامية تعتبر مشاريع تجارية ومن المهم جداً دراستها بالشكل المطلوب.
وأضاف الحميدان أن المنتدى يهتم بمناقشة كافة الجوانب للإعلام الاقتصادي سواء من الناحية المهنية أو الناحية المالية لضمان استمراريتها بالشكل المطلوب والذي يخدم السوق الإعلامي في دول الخليج.
وأشار الى اهمية دراسة واقع الكوادر البشرية وسبل تطويرها خاصة أن الصحافة الاقتصادية بحاجة إلى التخصصية في مجال العمل الإعلامي وبكافة أطيافه.
فيما حملت الجلسة الثالثة عنوان «أثر الإعلام على جذب الاستثمارات ودوره في معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية» والتي قدمها مدير قناة cnbc العربية راشد بن محمد الفوزان والتي أشار فيها إلى أهمية الإعلام في العملية الاقتصادية وهذا ما اتضح خلال الأعوام القليلة الماضية من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة لأبرز المحطات الاقتصادية والعالمية.
وبين الفوزان خلال تقديمه للجلسة أن الإعلام أصبح وسيلة هامة في جذب الاستثمارات الخارجية حتى أن بعض الدول بدأت في الاهتمام بوسائل الإعلام لجذب رؤوس الأموال الجديدة حيث ان الإعلام يعد من الوسائل الأسرع وصولاً بين دول العالم.

السديري: الاقتصاد هو المطلب الأول للتطوير والإعلام الاقتصادي هو الأهم
أوضح رئيس الهيئة السعودية للصحفيين ورئيس تحرير جريدة الرياض تركي بن عبدالله السديري أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج الى مزيد من التطوير في الكثير من القطاعات، حتى لا نصل الى الواقع الذي وصلت اليه بعض الدول العربية، التي تمر عليها ظروف اصطلح عليها ب «الربيع العربي»، فنحن بحاجة الى اعلام يعي حقيقة اننا منطقة متميزة في العالم العربي، رغم ان هناك شيئا من التحامل نراه في وسائل الاعلام على المجتمع الخليجي والغاية هي وضع المجتمع في وضع مماثل لما تعيشه بعض المجتمعات العربية من صراعات وتباينات، والصحافة هي المسؤول الاول لدفع تلك التحاملات، والسعي لتطوير حالة التميز، وبالطبع فإن الاقتصاد هو المطلب الأول للتطوير، والاعلام الاقتصادي هو الأهم في هذا الجانب. وذكر أن الصحافة المحلية، خصوصا الصحافة الاقتصادية بحاجة الى تطوير الامكانيات، وان تحصل على دعم على الا يكون ذلك الدعم على شكل هبات، وانما ليكن على هيئة قروض، فحين تحصل المؤسسة على دعم مباشر سوف يسهم ذلك في توقفها. وقال ان الكادر الصحفي في المجال الاقتصادي موجود لكنه غير قوي، وحتى يصل الى المستوى المأمول بحاجة الى زمن، فالصحافة الاقتصادية شأنها شأن اي خدمة جديدة تدخل السوق، تحتاج الى الكثير من التأهيل والامكانيات، فليس بمقدور كل صحيفة ان تؤسس قسما اقتصاديا مستقلا، فلا بد من دعم وتوعية ومشاركة من اكثر من جهة في هذا المجال منها وزارة الثقافة والاعلام والقطاع الخاص ايضا. بالتالي فإن التأهيل والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات المتخصصة سوف يسهم في ايجاد محررين صحفيين متخصصين في شتى الشؤون الاقتصادية كالنفط والسياحة وغير ذلك.

البازعي: الإعلام مطالب بالشفافية والهدوء لتغطية الأزمات
أمّا الإعلامي سلطان البازعي فقد تحدث عن الإدارة الإعلامية للأزمات في شركات القطاع الخاص، وتطرق إلى ضرورة وضع الخطط لمواجهة الأزمات سواء وقت الأزمة أو ما بعدها.
موضحا بأن الأزمة هي التهديد الجسيم الذي تخلق خسارة مالية، او خسارة السمعة، او السلامة.
وأكد البازعي على ضرورة أن تكون للشركات محاولات لمنع الأزمة، منوها بأن عدم الاستجابة للأزمة حال وقوعها قد يكلفها عدة خسائر، ويرى بأن مواجهة تتم من خلال تشكيل فريق ثابت لإدارة الأزمات يضم عناصر من العلاقات العامة، والإدارة القانونية، والإدارة المالية، والأمن والسلامة، وأن يكون لكل شركة متحدث رسمي.
ولفت إلى أن مواجهة وسائل الإعلام خلال الأزمة ينبغي أن يتم بهدوء وبدون تردد والتزام الشفافية وتحري الدقة والتأكيد على الجمهور بحرص الشركة على السلامة العامة، واستخدام الانترنت والانترانت.
مؤكدا على أهمية الشفافية، والتعاون بين القطاعين الخاص والعام لتوفير المعلومة الصحيحة ليستفيد منها الجميع وبكل عدل خصوصا ونحن في زمن المعلومة والتي تشكل رقما يحدد خططا مستقبلية ويساعد على إتخاذ القرارات الحاسمة، مطالبا بإيجاد المزيد من التشريعات التي تدعم العملية الإعلامية في خدمة التنمية.

الشيزاوي: الخليج يمتلك مقومات استقطاب الاستثمارات الأجنبية في الإعلام
تحدث الكاتب الصحفي العماني محمد الشيزاوي عن دور الإعلام في الترويج للاستثمارات، وقال: إن :»تمتلك دول مجلس التعاون العديد من المقومات التي تمكنها من استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتوظيف المدخرات المحلية في مشروعات متنوعة يقيمها القطاع الخاص أو تقيمها الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص، كما أن البنية الأساسية بدول المجلس مازالت في مراحلها الأولى وأعداد السكان في نمو مستمر مما يجعلها من أكثر المناطق حاجة لتنفيذ مشروعات جديدة لتلبية احتياجات التنمية والنمو السكاني فيها.. وفي ظل هذه الحقائق يبرز دور الإعلام بوصفه مرآة تنقل ما يدور داخل الدولة من نمو ونشاط إلى الخارج ليتعرف العالم على ما تحتاجه هذه الدول من مشروعات والخطط التي تفكر فيها والمناقصات التي تطرحها والتشريعات والقوانين التي تنظم عمليات الاستثمار فيها، وإذا تمكن الإعلام الاقتصادي الخليجي من نقل هذه الصورة إلى العالم بالخبر حينا وبالحوارات والتحقيقات والاستطلاعات والتحليلات حينا آخر فإنه سوف يكون مساهما رئيسيا في اجتذاب الاستثمارات الى المنطقة.
ودعا لزيادة وعي الصحفيين الاقتصاديين بأهمية الإعلام الاقتصادي في اجتذاب الاستثمارات وبالتالي المساهمة في النهضة التي تشهدها دول المجلس وذلك من خلال دورات متخصصة تلقي الضوء على ذلك خاصة للمشتغلين في الإعلام حديثا.. وتنظيم ملتقيات مشتركة للصحفيين الاقتصاديين والمسؤولين في الوزارات الاقتصادية لبحث الصعوبات التي يواجهونها في تدفق المعلومات وشرح ما يستجد من قوانين وتشريعات تتعلق بالاستثمار.

الملحم: أصبح الفرد يصنع الإعلام بعد ما كان يستقبله
افتتح الدكتور عبدالعزيز بن سلطان الملحم وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للتطوير والتخطيط محاور الجلسة الثانية في ورقة بعنوان (تحديات الموارد البشرية وأثر التدريب ) مستفتحا حديثه بفكرة تقول: إن الإعلام يلعب دورا هاما في التنمية البشرية. كما تلعب التنمية البشرية والادارية دورا حيويا في الإعلام في عملية تصل في مطافها إلى حالة التوازن المطلوبة.
وأشار الملحم الى ان الإعلام بجميع أشكاله يعمل على ايصال المعلومات والمعرفة الى المجتمع والفرد والمنظمة على حد سواء على شكل رسائل مدروسة الأثر والتأثير الذي أصبح مضاعف النتائج بحكم التقدم السريع في تقنيات الاتصالات ما جعل العملية تواصلية أكثر من كونها اتصالا من طرف واحد.
وحول تطور الإعلام أكد الملحم أن تطور الإعلام أصبح يرتكز على معطيين أساسيين وهما التغير الجذري في وسائل الاتصال وتحول الإعلام من وسائل اتصال الى وسائل تواصل.
كما عرج الضيف إلى أن التطور العصري في منظومة الإعلام جعله من إعلام جماهيري الى إعلام فردي وأصبح يواجه بذلك تحديات عدة أبرزها: المهنية والحرفية والموثوقية والمصداقية والتخصص والتدريب.
وفي معرض حديثه عن تطوير الإعلام قال الملحم: «تتطلب العملية التنموية لقطاع الإعلام خمسة عناصر رئيسة هي: الوقت والمكان والتقنيات والفكر والموارد ونقص أي من هذه العناصر يؤدي الى خلل في الوصول الى النتائج المرجوة، وقد تواجه العملية التنموية بعض التحديات وهي: الايدلوجيات القديمة للإعلام وخوف صانع القرار الإداري من تفوق تابعيه عليه في مهارات التفكير والمعرفة وصناعة القرار وتقديم خطط تنمية فردية التأثير جماعية التطبيق دون أي تركيز على ترسيخ معاني ومفردات العلاقات البينية والمصالح الجماعية، وحين نركز على هذا التوجه نجد ان التكاليف العالية لتطبيق مثل هذه الخطط تحد من حيز الاستفادة».
وحول ديناميكية الإعلام والتنمية قال: إن الفرد في السابق كان يذيع الخبر وبالتالي يؤثر على المجتمع الذي يسهم في العملية التنموية التي تعود على الفرد. أما الآن فقد تغيرت الديناميكية وأصبح الفرد يستقبل من الإعلام ويؤثر في التنمية التي تؤثر في المجتمع، وبالتالي أدى ذلك إلى أن يؤثر المجتمع على الإعلام بصورة ربما تشكل خطرا قويا مثل ما هو حاصل في المواقع المجتمعية على شبكة الانترنت.

بن طفلة: كوادر الإعلام الاقتصادي بحاجة إلى تطوير
جاءت مشاركة الدكتور سعد بن طفلة العجمي أستاذ الإعلام بجامعة الكويت وناشر جريدة الآن الالكترونية ثرية في طرحها ومحتواها في ورقة عمل قدمت بعنوان (مقومات الاستثمار في الإعلام الاقتصادي الخليجي).
أوضح ابن طفلة في مشاركته أنه رغم بدايات الإعلام الاقتصادي فعليا في منتصف السبعينيات، وانتعاشها في الثمانينيات إلا أنها لم تستقل بعد كتخصص قائم بذاته، فمازالت مثل هذه الدراسات تابعة لكليات التجارة والاقتصاد وإدارة الأعمال وأقسام دراسة الإعلام أحيانا. كما ان مصادر المعلومات فيها شحيحة، حيث إن المكتبة العربية لا تحوي كثيرا من المصادر، والدراسات في هذا المجال متركزة في دراسات التسويق بشكل أساس.
وحول أهمية الأخبار الاقتصادية قال: إن الدول والمؤسسات الاقتصادية والمالية تهتم بأخبار الاقتصاد لأهميتها وحساسيتها، وتجرم قوانين دول كثيرة من ينشر أخبارا قد تضر بالاقتصاد الوطني، أو أية أخبار من شأنها الإضرار بالمصلحة التجارية أو بسمعة مؤسسة اقتصادية أو مالية أو حتى بسمعة رجال أعمال لما يترتب على ذلك من أضرار اقتصادية بهذه المؤسسات أو الأشخاص.
واستعرض ابن طفلة العوائق الخليجية أمام الإعلام الاقتصادي، حيث ذكرت مجموعة منها يأتي أبرزها: شح المعلومات وهي مرتبطة بالشفافية والحصول على المعلومات بشكل عام، وحرمان الصحفي الجاد من الحصول على المعلومات خاصة تلك المتعلقة بالاستثمارات الحكومية والنفطية، والحرية الإعلامية وهي مسألة مرتبطة بالحريات بشكل عام.
من العوائق أيضا ندرة الإعلامي الاقتصادي المتخصص، ومثل بذلك أن المعلق الرياضي يستطيع أن يتحول إلى «خبير» اقتصادي بقرار من صاحب المؤسسة الإعلامية، فعدم التخصص في الدراسات الاقتصادية يؤدي لعدم القدرة على استيعاب الموضوع ونقله بشكل صحيح، فإذا قرأت نفس الموضوع باللغة الانجليزية مثلا واللغة العربية تجد في معظم الأحيان أن النص الانجليزي ناقل أفضل لما قيل وطريقة عرضه أكثر سلاسة وترابطا، وكذلك نوه على أن العائق اللغوي يشكل عقبة في طريق الإعلام الاقتصادي المتميز، حيث إن معظم المصادر الثرية تكون غربية وبلغات أجنبية، ويندر وجود المحرر الاقتصادي المتمكن من لغة عالمية حية واحدة أو أكثر.
تحدث ابن طفلة في ورقته أيضا عن الخلط بين الخبر الاقتصادي والتسويق واستغناء بعض المحررين عن قيم المهنة الإعلامية وخضوع المحرر للمغريات الاقتصادية والترغيب من قبل الشركات، بالإضافة إلى تركيز الصحافة الاقتصادية العربية فقط على المواضيع العامة كالمشاريع الكبيرة ومشاريع الحكومات المختلفة غير المتصلة بشكل مباشر باهتمامات القارئ، كزيادة أسعار علف المواشي، أو ارتفاع أسعار الأدوية، أو زيادة أسعار اللحوم.
واستطرد ابن طفلة في حديثه عن الإعلام الاقتصادي بأنه ربما ينعدم في المؤسسات الإعلامية المختلفة، وجود أقسام متخصصة في مجال الاستثمارات الفردية، والخاصة بتعريف القارئ بالفرص الاستثمارية الصغيرة، ونوه أيضا على غياب التحليل المتعمق في أداء الشركات المساهمة، والاكتفاء غالبا بالتقرير عن حالة هذه الشركات وأدائها دون الغوص في تفاصيل أسباب هذا الأداء ارتفاعا أو انخفاضا. كما عرج ابن طفلة بحديثه إلى أن اللغة الاقتصادية في الإعلام العربي هي لغة إنشائية ولا تخلو من المبالغات وهي مستمدة من ثقافة الوصف لا التوصيف في كتابة التقارير الاقتصادية، بالإضافة إلى التأخر في تغطية المواضيع البترولية في منطقة يشكل البترول فيها العمود الفقري لاقتصادياتها، فتجد معظمنا يحصل على ما يجري لدينا من أنشطة نفطية عبر وسائل إعلام عالمية، بينما يفترض أن نكون مرجعا لكافة أخبار العالم النفطية.
وحول الحلول لتلك العوائق قال: يجب توافر عاملين هامين هما: شفافية وحرية وصول للمعلومة وتدريب كوادر متخصصة بالإعلام الاقتصادي للنهوض بهذه الحالة.

الحرمي: عزل الإعلام يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص
اعتبر رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي ان الإعلام هو الذراع الرئيسية للاقتصاد والاستثمار وعالم المال والأعمال، وأن عزل الإعلام عن النشاط الاقتصادي كليا أو جزئيا، أو بأي نسبة، يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص وغياب العدالة في التنافس؛ ومن ثم خلق نوع من الاحتكار المضر بالنشاط الاقتصادي مما يفقد الأسواق الثقة. وكما هو معلوم فإن غياب الثقة لدى المستثمرين هو أكبر عامل من عوامل هروب رؤوس الأموال إلى الدول الخارجية وبالتالي بداية مؤشرات الركود الاقتصادي والخسائر المالية في قطاع الاستثمار في أسواق المال العربية والعالمية.
ونسب الحرمي الى دراسة عالمية، أجرتها مؤسسة فيدلتي العالمية المعروفة التي تبلغ استثماراتها أكثر من تريليون دولار حول العالم، أن الصحافة الاقتصادية في الشرق الأوسط تعاني من (ضعف المصداقية، عدم الدقة والخلط في نشر الحقائق الاقتصادية، غياب التوعية الاستثمارية وعدم الترويج للفرص الاستثمارية، وضعف المهنية، وعدم التخصص في معالجة الموضوعات الاقتصادية، وعدم الموضوعية وتبني أفكار تعتمد على الميول العاطفية).
ودعا الى إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات ومنح الحصانة للصحفيين للقيام بدورهم في نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها.

الشعلة: المشاريع الإعلامية عالية الخطورة وخسائرها بعشرات المليارات
اختتمت فقرات الجلسة الثانية بورقة عمل قدّمها عبدالله الشعلة رئيس مجلس الفنار للاستثمار في البحرين بعنوان (التحدّيات والفرص التي تنتظر المستثمرين) تحدث فيها الشعلة عن أن الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية مؤخراً رسخّت قناعة لدى المجتمع الدولي برمته بأن الدور المحوري الفعّال للإعلام ووسائله المختلفة لا يتمثل فقط في تعبئة وتوجيه الرأي العام وتحريك مساراته بل وفي صياغة مستقبل الشعوب ومصير الأمم.
فإلى جانب وسائل الاعلام المعروفة، المقروءة منها والمسموعة والمرئية، التي اصبحت تعرف الآن بالوسائل التقليدية، فإنه قد طغت على الساحة بشكل بارز ومدهش وسائل الإعلام الحديثة المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي كالمواقع الإخبارية والمدوّنات والفيسبوك والبلوجر والتويتر واليوتيوب وغيرها، وقد أثبتت هذه الوسائل بكل وضوح قدرة خارقة على خلق الاحداث وبلورتها ومتابعتها وتحديد حجمها ومداها والتواصل والربط بين محركيها ومتابعيها من كافة شرائح المجتمع ومكوّناته وأطيافه، وبنمط لم تشهده البشرية في تاريخها من قبل مخترقة بذلك كل الحواجز والمحظورات.
ويواصل: إن هذا قد ولّد حراكاً اقتصادياً غير مسبوق في القطاع الاعلامي وأدى ايضاً إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار في هذا المجال، فمن الناحية الإيجابية كيف يمكن للنجاح أن يجانب أي مشروع استثماري إعلامي يقام في منطقة تعتبر من أكثر المناطق أهمية في العالم من كافة النواحي الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، منطقة تبرز كقوةٍ اقتصادية فاعلة يقدّر حجمها بألف مليار دولار، تنمو باطراد وبمعدلات مرتفعة، وتشهد زيادة سكانية متواصلة وقاعدة سكانية شابة يافعة بقوة شرائية وافرة ومعدلات دخل فردية عالية، مع انحسارٍ شبه تام للأمية وتطوّر متنامٍ للوعي والحراك الاجتماعي.
واستطرد بقوله ان دول مجلس التعاون مجتمعة تشهد تغلغلاً كثيفاً وسريعاً وواسعاً لتقنيات ووسائل الاتصالات، حيث بلغت نسبة مستخدمي الهواتف المحمولة 178% في دولة الامارات العربية المتحدة و129% في دولة قطر و124% في مملكة البحرين على سبيل المثال، وهي من أعلى النسب عالمياً. الى جانب أن مستخدمي خدمات الإنترنت في المنطقة قد ارتفعت نسبتهم الى 60.9 % في دولة الامارات و55.3 % في البحرين و52.3% في قطر، على سبيل المثال أيضاً، حسب دراسة أجرتها العام الماضي مؤسسة بوز للاستشارات. ومع ذلك فإنه لا تزال في منطقتنا فرصٌ ومجالات واسعة للنمو والتطوّر والتوسّع في هذه المجالات وهذا يعني ان المنطقة يتصاعد فيها الإنفاق الإعلاني باطراد إلى أن بلغ الآن حوالي عشرة مليارات دولار سنوياً.
وحول التحديثات قال الشعلة ان أبرز وأكبر التحديات التي تواجه الاستثمار في صناعة الإعلام اليوم هو صعوبة أو ربما استحالة نجاح أي مشروع إعلامي من الناحية التجارية او الربحية إذا كان محصوراً في نطاق أو حدود الدولة الواحدة، ولذلك أصبح من الضروري أن يكون لكل مشروع إعلامي امتداد إقليمي على الأقل ان لم يكن عالمياً. وفي كل الأحوال فإنه لا خيار ولا بديل عن ضمان سقف مرتفع ودرجة عالية جداً من جودة المادة الإعلامية والجوانب الفنية، وهذا بدوره يتطلب توفير امكانيات هائلة من الكوادر الفنية المتخصصة والكفاءات الإدارية المتميّزة والقدرات التسويقية المتمرسة المتمكنة من إدارة عمليات ومتطلبات الانتشار والتواجد والتحرّك على المستويين الإقليمي والدولي. إن منطقتنا تفتقر إلى مثل هذه الكوادر والكفاءات مما يوفر الفرصة الاستثمارية لتأسيس مرافق ومعاهد التدريب والتأهيل وتنمية الموارد البشرية المطلوبة.
وتأسيساً على ذلك؛ فإن المشاريع الإعلامية أصبحت الآن تعدّ من المشاريع الكبرى عالية المخاطر التي تبنى على إستراتيجيات بعيدة المدى بالنسبة للمردود المالي المتوخَّى، وتحتاج إلى جانب تأسيس الشركات الكبرى لإقامتها توفير مصادر مالية واستنباط أنماط وبرامج للدعم والمساندة وتقديم الهبات والأوقاف من قبل الفعاليات النافذة في المجتمع والمؤسسات التجارية ورجال الأعمال.

البناي: القنوات الاقتصادية العربية لا تتجاوز عدد أصابع اليد
قال المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد المحسن البناي في ورقة حملت عنوان (آليات المواكبة الإعلامية لرقابة أداء السوق الخليجية المشتركة) ان الغاية الأساسية لإنشاء السوق الخليجية المشتركة، هي زيادة سرعة معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى التشغيل والإنتاج، بالتالي فهناك ضرورة لوجود مواكبة إعلامية لرقابة أداء هذه السوق ومدى ما أنجزته لصالح المواطن الخليجي على أرض الواقع.
وحمل البناي ثلاث جهات منوطا بها القيام بهذه المواكبة الإعلامية، هي الإدارة الإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وأصحاب الشأن وهم الاقتصاديون بما يمثلونه من مؤسسات وشركات تمثل البنية الأساسية للحراك الاقتصادي العام..
واشار الى ازدحام الفضاء العربي ومن خلال الأقمار الصناعية العربية والتي تحتوي على أكثر من 800 قناة مختلفة الاتجاهات والمسارات بينما الفعل الاقتصادي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وضمن مستويات متباينة، لا تلبي احتياجات المشاهد العربي بالشكل الحقيقي، اذ تركز جملة تلك القنوات على التقارير الرسمية لأداء البورصة في هذا البلد أو ذاك، أو استضافة رئيس مجلس إدارة الشركة أو تلك المؤسسة من منظور إعلاني ترويجي بحت.
وتطرق الى التنمية البشرية في مجال الإعلام الاقتصادي من خلال تبني برامج تدريب وإعداد وتأهيل الصحافيين والإعلاميين الاقتصاديين وإدارات العلاقات العامة في المؤسسات الاقتصادية بالتعاون مع الجهات المؤهلة، وبالأخص مع جهاز وإذاعة تلفزيون الخليج ومقره الرياض، والذي يقيم على مدار العام دورات تدريبية في جميع الاختصاصات.. وتشجيع المؤسسات الاقتصادية على التواصل والتفاعل مع جميع شرائح المجتمع عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي وآلياتها المعروفة «الفيس بوك.. التويتر.. اليوتيوب» وابتكار وسائل جذب كالمسابقات وتخصيص المكافآت لأصحاب الأفكار الجديدة والرائدة، وتنظيم جولات لبعض الطلاب والشباب لزيارة المنشآت الاقتصادية وسواها من وسائل الاقتراب من المواطنين..
وشدد على ضرورة تحديث مناهج كليات الإعلام في الجامعات والمعاهد في دول مجلس التعاون الخليجي لتستوعب مندرجات الإعلام الاقتصادي المعاصر، وتزويد الطلبة بمهارات تقنيات الإعلام الاقتصادي الحديث وتطوراته المتسارعة، وكذلك إنشاء موقع على الإنترنت، تتبناه غرفة المنطقة الشرقية يهتم بتأسيس بنك للمعلومات التي تثري الإعلام الاقتصادي، من خلال استقطابه للمبدعين وأصحاب الفكر المتجدد ويهتم هذا الموقع أيضا بتأسيس بنك للبحوث الإعلامية من مختلف المصادر تتيح لجميع الاقتصاديين الاطلاع عليها والاستفادة من مخرجاتها.
ودعا الى التواصل مع الهيئات الاقتصادية الدولية للاستفادة من تجاربها المتقدمة في التعامل مع مفردات الإعلام الاقتصادي إجراء تقييم موضوعي وجاد لانتقاء ما يغني التجربة المحلية ويسهم في إنجاحها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.