بدأت مشكلتي منذ سنتين، وكنت قد أصبت قبلها بمرض البهاق، وبسبب هذا المرض أصبت بالحزن والبكاء وشعرت بضغط كبير، وكنت أتعالج من البهاق ومضت فترة وأنا حزينة وأبكي، وكانت فترة إجازة صيفية كنت أتابع فيها التلفزيون، وأردت بلع لعابي فلم أستطع، وتكررت معي الحالة، وكنت خائفة ولكنني لم أستسلم أبدا، وكنت آكل وأشرب وأتناسى الموضوع، والحمد لله تراجع الخوف كثيرا، وأنا في المنزل عادية جدا، وأهلي متفاهمون جدا، ولا يوجد أي ضغط منهم علي، ولكن ما زال التفكير يراودني والقلق كذلك، فإلى متى سأظل أفكر؟، علما بأنني إذا فكرت تعكر مزاجي، وأنا مقبلة في السنة المقبلة على آخر سنة في المرحلة الثانوية، وأود أن أكون صافية الذهن ولا يقلقني هذا الموضوع، مع العلم أنني قريبة من ربي جدا ولله الحمد، وقد خفف عني هذا الأمر كثيرا، ولكني أعتقد أنه لابد من وضع حد، علما بأنني لا أفضل العقاقير. ابنتك المتفائلة من جدة أنت تملكين عنصرين هامين سيساعدانك على تجاوز الأزمة بإذن الله، أولهما إرادة قوية، فقد استطعت بجهودك الذاتية أن تعالجي مسألة الخوف الذي أصابك نتيجة تعذر بلع لعابك، والأمر الثاني هذه العلاقة الطيبة والجيدة مع الله، ولقد وصل التحسن عندك إلى حد أنك لا تعانين من شيء من الخوف طالما كنت في المنزل، وبهذين العنصرين ستستطيعين تجاوز الأزمة بإذن الله، لاسيما أن المشكلة مرتبطة إلى حد ما بالبهاق الذي أصابك، وطالما أنك فتاة مؤمنة فأنت مدركة بالتأكيد أننا نعيش جميعا في هذه الدنيا باعتبارها دار ابتلاء وليست جنة لا صخب ولا هموم فيها، أنت شابة ابتلاؤك يكمن في هذا المرض وهذا الخوف الذي أصابك، وقد نجحت إلى حد كبير في تجاوز هذا الابتلاء، ما عليك إلا أن تفكري بأنك تملكين من الإيمان والإرادة ما جعلك تتجاوزين الجزء الأصعب من المشكلة، وأن الباقي سيزول بإذن الله، لاسيما أن البهاق في طريقه للتراجع، وهذا سيزيد من ثقتك بنفسك ومن ثقتك بالله، للقلق أشكال متعددة من العلاج، منها كثرة الصلاة وإطالتها، والاستماع للقرآن من مسجل طوال الليل والنهار، والتنفس العميق والاسترخاء وهاتان الوسيلتان الأخيرتان ربما تحتاجين لإتقانهما لمساعدة قد تجدينها في بعض الكتب المتخصصة، كما يمكنك الحصول عليها من بعض المتخصصين في هذا المجال، يضاف لكل ذلك تدريبك لنفسك على الخروج من المنزل بصحبة بعض من أهلك، حتى تصلي لمرحلة تستطيعين الخروج بها من المنزل لوحدك. حاولي تنفيذ هذه الأساليب وأنا على ثقة بأنك ستتجاوزين المشكلة لاسيما أنك قد وقعت رسالتك باسم: ابنتك المتفائلة.. فتفاؤلك أحد أهم الوسائل التي ستعينك بإذن الله على تجاوز المشكلة البسيطة التي تعانين منها.