• قصتي طويلة ولا أدري إن كنت قادرة على تلخيصها أم لا، عموما أنا شخصيتي ضعيفة في العمل أو حين أكون بعيدة عن الأهل، ولكني في البيت قوية لوجود أهلي بجانبي، وإذا كنت بمفردي فإنني لا أستطيع مواجهة الأشخاص الآخرين لأنني أحس كأنهم أعداء لي، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، ويزداد خوفي وتتسارع ضربات قلبي، ويحس بكل ذلك من حولي، وبهذا الوضع لن أستطيع تكوين أسرة، فكيف أكون زوجة وأم لأطفال وأنا بهذا الضعف لأن ضعفي سينعكس على أطفال، أنا دائما حزينة، وأحن كثيرا للماضي وأحزن لفراق أشخاص كنت معهم، أومن بحاجتي الماسة لطبيب نفسي ولكن من حولي لا يؤمنون بأن العقلاء يحتاجون للطبيب النفسي، وهم يتصورون أن من يزور الطبيب النفسي هو مجنون، أرجوك رد على رسالتي. ش.ع أبها أنت يا ابنتي تعانين من ضعف ثقتك بنفسك بدليل أنك تشعرين بالتوازن حين يكون لك سند أو تكونين قريبة من هذا السند وهم أهلك، وحين لا يكون هذا السند بجانبك فأنت تشعرين بالضعف، وحنينك للماضي ليس إلا نوعا من الهروب من الواقع، لذا لو كنت تتمتعين بالقدر الكافي من الثقة بالنفس لما كنت بحاجة للهروب من الواقع، أما خوفك من المستقبل المتمثل في خوفك من الزواج وإنجاب الأطفال، فخوف مبالغ فيه، لأن عملية اكتساب الثقة بالنفس ليست أمرا مستحيلا ولا صعبا جدا، ويمكنك أن تزيدي من ثقتك بنفسك لو أنك بحثت عن بعض الكتب التي تتناول هذه المسألة، أو حضرت بعض الدورات التدريبية التي تركز على زيادة الثقة بالنفس، ودائما وأبدا تذكري أنك كنت في يوم من الأيام ضعيفة وغير قادرة على الاعتماد على نفسك حتى في تناول الطعام وكنت حينها متعلقة بأمك باعتبارها هي مصدر الحليب والغذاء والأمن، بل لم يكن بمقدورك في لحظة من اللحظات أن تقفي على أقدامك، ثم صرت قادرة على الاستغناء عن ثدي الأم وعن أياديها التي كانت تحملك وصارت أقدامك هي التي تحملك، وتذكري أنك لم تكوني قادرة على التعبير عما يدور في نفسك لأنك لم تكوني قادرة حينها على الكلام وصرت الآن قادرة أن تتكلمي وتقولي كل ما يدور في خلدك، كل هذا تم تحقيقه، فهل أنت فعلا غير قادرة على الوقوف بنفسك أمام الآخرين أم أن الأمر لا يعدو أن يكون شعورا متوهما وليس حقيقيا؟ المؤكد أن ذلك شعور غير حقيقي وأنك قادرة بإذن الله على العيش لوحدك بدون معونة أهلك، اقرئي بعض الكتب واحضري بعض الدورات، وزوري استشاريا نفسيا إن اقتضى الأمر، وستجدين نفسك أفضل وأقدر وستتحسن ثقتك بنفسك بإذن الله.