وكأني بأبي عبد الله قد ترك قلمه مفتوحا ومد رجليه، ذاك لأن حبره لم يجف عن (جاهلية الرياضة) وتعصبها الممقوت حتى اندلع استعداء إعلامي ودفاع مستميت «أكثرها ظن» بتكريس واقع مؤلم لتعصب يستشري في الفعل الرياضي. حتى الثقافة جزئت وقسمت لأنماط مصنوعة مختلفة،?إذ بدأ ما يسمى بثقافة البيانات أو الهزيمة وغيرها من المسميات التي تجزئ الإنسان أكثر من شخص، بالرغم من معتقداتنا الدينية المجبولين عليها حد الإيمان صوما وصلاة وابتهالا، لكننا مع ذلك نحقد ونظلم ونتهم بغير ضمائر. ولكي يكون للتغير تأثير حقيقي يتعين علينا أن نلم هذا التباين والتنوع الكامن داخلنا لنوحد الشخصية في رؤية واحدة. أعاد «لقاء كالديرون» تقسيم الخطاب الإعلامي إلى تحزب بين مهاجم بقوة محملينه دلائل أكثر استفزازا وخصوصية، وهو ما جعل أكثر «كتاب الهلال» حدة، لدرجة المطالبة بالطرد والإبعاد عن البلد لما اعتبروه استخفافا برموز، وأن الصمت تجاهه يكرس للفكرة ذاتها التي يرى بعض الشرفيين أنها نتاج تلقين وأن هناك من يحاول إلصاق مثل هذه التسميات بالهلال. وهذا الاستعداء يعني ضرب استقرار الاتحاد وبالتالي الدخول للاستحقاقات المحلية والآسيوية وسط انهيار فني تام. وهو ما يرى الاتحاديون فيه أن تكريس هذا الصراخ من قبل المنتقدين إنما هو انتقام لطرد كوزمين؛ وإلا فالموضوع لا يعدو حقدا يمارس وضغينة تزرع، وهو ما جعل المعسكر الاتحادي أكثر تماسكا في الدفاع عن مدربه، فالمدرب لم يقل ما يستحق كل هذا التكريس الكتابي الانفعالي. وتظل هناك فئة (كتاب) تحدثوا بنمط المسؤولية وبالتالي لا بد من وجود دلائل وحقائق قبل القرار. وفئة صامتة مرت على الحدث بابتسامة الخجل من استشراء تلك الحوادث التي تعطي انطباعا أننا طاردون لكل ناجح؛ على اعتبار أن الثقافات تختلف بيننا? كمجتمعات وهذه النوعية من المقيمين على اعتبار أنهم نتاج ثقافات مختلفة. ولعل الوقت قد حان لإعادة النظر فيما نعانيه من خطاب محلي وآخر وافد حتى نستوعبه داخل ثقافتنا، ليس دفاعا عن كالديرون ولكنني أعتقد أنه يملك من الفهم والفكر ما يتجاوز هذه الخصوصية الضيقة لماهيتنا الاجتماعية الرياضية، أو لنقل إنه أكثر ذكاء وأراد أن يبعد بيد الآخرين وليس بيده؛ كنوع من تصفية حسابات تخصه داخل الكيان الاتحادي نفسه. لكن ما يعنيني هنا هو أن نحاول تحسين صورة رياضتنا وإعلامنا وبالتالي الارتقاء فوق مستوى الطروحات التعصبية التي تسيء كثيرا لماهيتنا، وأخشى أن نستشري كثيرا في ثقافة الطرد التي أرى أن لها من السلبيات على مستوى «سمعة الوطن» الكثير، خاصة إذا كان الاختلاف في الرأي، وهو ما يعني أن هناك قنوات يمكن الرد من خلالها وتفنيد المغالطات بعيدا عن الطرد الذي يسيء أكثر من أن يحل مشكلة. ??? ليس اعتقادا سائدا بل واقع استشرى حتى أصبح هاجسا يؤرق عشاق القلعة، ذاك أن البحث عن موطئ قدم في سلم الإنجازات والأولويات لم يعد طموحا يخالج طيف عقول مسؤوليها، فالفكر غائب، والطموح محدود، وكل إرهاصات المرحلة الماضية من آلام وأحزان لم تحرك ساكنا لاستشعار المسؤولية والبحث عن الأفضل، ولم نقل الأميز. كل الأندية وضحت معالم استعداداتها إلا الأهلي فما زال حتى اللحظة «المجهول»، وسط سؤال كبير من جماهيره عن أسس اختيار الأجانب الذين بدأ أحدهم احتياطيا والآخر مصابا، أما عودة الخراشي وطرد القائد الجديد في أول لقاء له؛ فتلك عناوين محلية لسنة ضياع أخرى لا نرى أثرا لها إلا في بيان المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الذي لم يمارس سوى حسرته وأسفه على نتاج فريق القدم في الموسم الماضي، ودورا عاجزا للجماهير في إعادة هذا الكيان لانتصاراته. فبين العجز والأسف يمضي الأهلي إلى طريق كان (فوزي خياط) قد سأل إلى أين مستقره؟ ??? وأخيرا .. تكرار الوجوه تكريس للإخفاق. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة