أعداد كبيرة من المتزوجين والشابات والشباب المقبلين على الزواج تستقطبهم المنتديات الإلكترونية المتخصصة في الحياة الزوجية على شبكة الإنترنت، حيث تشهد ساحاتها نقاشات تعرض فيها وجهات نظر متباينة بين أشخاص لهم خلفيات ثقافية مختلفة. وتجربتها مثيرة رغم حداثة عهد السعوديين بها. ساهر السلطان الكاتب والاستشاري في أحد هذه المنتديات قال ل «عكاظ» إن مناقشة الأمور الزوجية بشفافية في مجتمعنا تعد مسألة حساسة لارتباطها في الغالب بمفهوم العيب والخطأ، لكن مع مرور الأيام أصبحت مقبولة إلى حد ما وساهمت في حل العديد من المشاكل الزوجية. ونحن نعمل من خلال تبادل النصائح في المنتدى على مساعدة الرجال والنساء، ومناقشة سمات الحياة الزوجية في المجتمع الإسلامي، لإبراز العلاقة بين الزوجين كما أرادها الإسلام، وترسيخ مفهوم المودة والرحمة كأساس تبنى عليه، مع معالجة المشاكل الناجمة عن عدم الإلمام الكامل بالقواعد الشرعية والاجتماعية للزواج. ويستفيد حاليا من هذه المنتديات كثيرون، رغم سلبياتها المتمثلة في نمو فكرة الاختلاط بين الجنسين وإشغال الناس عن إعمالهم وواجباتهم. وعن أبرز المشاكل الزوجية التي ساهم في حلها عبر الإنترنت، قال إنه كان قد تلقى رسالة من عضوة في المنتدى كانت قاب قوسين أو أدنى من الطلاق، وبعد تبادل الرسائل بينهما لمدة تقارب أربعة أشهر استجابت لنصائحه وعادت إلى زوجها. وزوجة أخرى من دولة عربية اشتكت من أن زوجها لا يوفر المتطلبات الأساسية للأسرة بما في ذلك حليب الأطفال ولا يدفع إيجار المنزل ولذلك تريد الطلاق منه، وبنصحها بمواجهته ومناصحته بالتي هى أحسن بعد أن تبين أنها في قرارة نفسها لا ترغب في الانفصال عنه استقامت حياتهما الزوجية. وقال ل «عكاظ» أحد زوار المنتديات يطلق على نفسه لقب وصيت قلبي، إنه متزوج منذ ست سنوات ولديه ولدين وبنتا، لكن زوجته تهمل واجباتها الأسرية ولا تفكر إلا في ارتياد الأسواق، وحينما شعر أن حياتهما الزوجية أصبحت في خطر استشار بعض أقاربه دون جدوى، ولجأ إلى منتدى متخصص في معالجة قضايا الأسر، وباتباع النصائح التي تلقاها من مستشار في المنتدى عادت الحياة بينه وبين زوجته إلى مجاريها، وزال عنهما شبح الطلاق. ولا ترى سلمى الحربي غضاضة في استشارات المنتديات؛ لأن جميع الزوار متنكرون بألقاب ويأخذون حريتهم كاملة في عرض مشاكلهم دون أي حرج. لكن محمد الهديرس يختلف مع وجهة نظرها، ويرى أن مشاكل الأزواج ينبغي أن تظل سرا داخل البيت، ولا يطلع عليها كل من هب ودب حتى وإن كان الجميع متنكرين.