أنا من المدينةالمنورة، كنت أدرس في معهد لغة إنجليزية، أنا وأحد المدرسين أعمارنا متقاربة في حدود 26 عاما، وصرت أنا وهو مثل الأخوة، نخرج دائما ونتناول العشاء، ونلعب في الصالات، ولقد أحببته مثل أخي وأكثر، وهو كذلك، وصرنا نادرا ما نفترق حتى في الإجازات، ولكن في بعض الأحيان يفعل أمورا تجعلني أتضايق منه، فقد نتفق على موعد معين وحين أتصل به يعتذر بحجة عدم رغبته في الخروج، ومرة كنا متفقين على موعد وحين اتصلت به تبين أنه مسافر، ولم يعتذر ولم يخبرني وحين عاتبته قال: جاءت السفرة بصورة مفاجئة، ومع أنه ليس كذابا إلا أنه قليل الاهتمام وقد تصل به الأمور إلى حد اللا مبالاة، وبعد هذه التصرفات يعتذر، وبعد انقطاع ثمانية أشهر بسبب العمل رجعت الآن فهل تنصحني أن أجعل العلاقة معه في حدود الزمالة في المعهد، أم أعود لسابق عهدي معه. هشام المدينةالمنورة مشكلتك سهلة الحل لو أنك اتخذت موقفا سليما من الصداقة، ووضعت بعض القواعد لها، ووسعت دائرتها، إذ يبدو أنك قصرت الصداقة على هذا المدرس، وصرت مرتبطا به ارتباطا شديدا، وسلوكه معك يشير إلى درجة عالية من الطمأنينة لمتانة هذه العلاقة من وجهة نظره، إضافة إلى أنه يرى أنك متعلق به جدا، وبالتالي فأنت من وجهة نظره ينبغي أن تتحمل ما يصدر عنه، وهذا احتمال، أما الاحتمال الثاني الذي قد يكون وراء سلوكه، أنه ضاق ذرعا لقربك منه به، وعندها نقرأ تصرفاته باعتبارها تصرفات لا شعورية تنم عن شعور الضيق الذي أشرنا إليه، ويبقى الأمر الأكثر أهمية من كل هذا وهو الحل. نصيحتي لك قلل من ارتباطك به، وابحث عن صداقات أخرى، أو نشاطات أخرى، واجعل نفسك في حل من أي ارتباط به، وضع لنفسك دائما بديلا مقابل كل لقاء تتفقان عليه.