عمري 29 عاما، متزوج ولدي أطفال، بدأت مشكلتي قبل سبعة أعوام حين كنت بصحبة بعض الرفاق في سفر بري؛ كنت حينها أقود السيارة في منطقة نائية، وفي الطريق شعرت بغثيان وزيادة في ضربات القلب وجفاف في حلقي وبدأ الخوف يتغلغل في داخلي، وشعرت بالجوع الشديد حينها، ولم أعرف السبب، أكلت وشربت دون فائدة، بل زادت لدي الرجفة، وحتى لا تزداد حالتي الصحية سوءا اتجهنا لأقرب عيادة طبية وأسعفت فيها، وعند عودتي ذهبت إلى أحد المستشفيات للإطمئنان، وأجريت الفحوصات المطلوبة وكانت النتائج أني سليم، ومع ذلك لم أعد أقود السيارة بمفردي، وانقطعت عن العمل، وأفرطت في تناول الوجبات حتى أني في اليوم الواحد كنت أتناول قرابة سبع وجبات غذائية، وزاد وزني كثيرا، وأصبحت أشرب المياه بكثرة، وعاودتني الأعراض الت ي شعرت بها أثناء سفري مع رفاقي واستمرت الأعراض معي عاما كاملا، ورأيت أن اتجه إلى العلاج النفسي، وتحسنت حالتي بعض الشيء، وعدت للعمل بعد انقطاع عشرة أشهر، ووصف الطبيب لي بعض الأدوية التي توقفت عن بعضها واستبدل الطبيب بعضها الآخر، ومشكلتي الحالية أني أعاني من بعض الأوجاع في جسمي مع نوبات خوف من أبسط المواقف، وتكرار الكوابيس المزعجة. فماذا أفعل؟ عبدالرحمن علي جدة من الواضح من خلال ما جاء في رسالتك أنك عانيت من نوبات هلع شديدة في البداية، ويبدو لي أن طريقة العلاج من حيث المبدأ لحالات الهلع التي كنت تعاني منها لم تكن موفقة، فقد ركز المعالجون على علاج حالة القلق التي رافقت نوبات الهلع، وأهملوا حالة الهلع نفسها، مع أن علاج الهلع يمكن أن يتم دون اللجوء للأدوية، وهناك أمر مهم حتى بعد مضي وقت غير قصير على بدء المشكلة التي تعاني منها، وأرى أنه لا مانع الاستعانة بالمعالجين بالطرق السلوكية لكن يفضل أن تبحث عن استشاري نفسي جيد، وتبدأ معه العلاج، اسأل الله لك العافية.