من جانبه رأى المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع أن (انفلونزا الخنازير) ليس طاعونا أو مرضا خطيرا وليس من الأمراض التي تسبب فزعا كبيرا، وإنما هو من الأمراض العادية لأن الانفلونزا أنواع منها أنواع عادية ولا تسبب خطرا على حياة الإنسان إذا عولجت بدواء مناسب؛ فلذلك لا يعتبر هذا المرض عائقا من عوائق الحج والعمرة. واستدرك المنيع: ولكن من حج حج الفريضة فإن تكرار الحج يعتبر مستحبا فمن أراد أن يحج أو يعتمر متوكلا على الله فنعم المولى ونعم النصير، ومن تركه أو تأخر عنه لأي سبب من الأسباب فهو مباح لأن السنة هي التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، كما أنه بذلك يفسح المجال لمن لم يسبق له الحج ولا يضيق على المسلمين في ذلك. وختم كلامه: نحن لا نقول بلزوم الحج والعمرة في الحال، فله حق التأجيل لخوفه من المرض أو خلافه لذلك فلا حاجة لإصدار فتوى المنع أو التأجيل، فالناس أحرار في اختيار الحج والعمرة من عدمها. واعتبر عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي عباس الحكمي أن قضية تأجيل الحج أو العمرة أو منع كبار السن والأطفال والمرضى، بحاجة لفتوى جماعية من المؤسسات الإفتائية الكبرى في العالم الإسلامي وليست رهينة بالآراء الفردية، شريطة أن تؤخذ في الاعتبار آراء الجهات الطبية والخبراء في هذا المجال وبناء على ما يقدمونه لهذه الجهات فإنها تدرس دراسة جيدة تراعى فيها جميع الجوانب، وبعد ذلك يمكن للمجامع أو هيئات الإفتاء الكبرى إصدار الفتوى المناسبة. فالقضية لا تأخذ في اعتبارها الآراء الفقهية الفردية لأنها قضية أمة بأكملها بل لا بد من إجماع علماء الأمة أو غالبيتهم على هذه القضية؛ حتى تصدر فتوى في هذا المجال.