قبل يوسف الأحمد، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام سابقاً، مرَّ هذا المسجد الحرام، بوصفه للطائفين والعاكفين، على سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى أم المؤمنين عائشة وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. قبل يوسف الأحمد كان في قلب هذا المسجد الحرام معاوية كاتب الوحي وعمر بن عبدالعزيز، وقبله كان هناك أئمة المذاهب الأربعة. قبل يوسف الأحمد حج وطاف الأوزاعي وابن القيم والحسن البصري وابن حزم والطبري والطبراني والنووي وابن قدامة وابن عبدالبر وابن حجر والقرطبي وابن كثير. قبل يوسف الأحمد، حج وطاف الإمامان محمد بن سعود وابن عبدالوهاب، وقبله أيضاً كان في هذا البيت الحرام محمد بن إبراهيم وابن حميد وابن باز وابن عثيمين والغزالي والقرضاوي وسلالة العلماء من صلب ابن عبدالوهاب ومن قبله حج وطاف آل الفوزان وابن جبرين وسماحة المفتي، ومع يوسف الأحمد، قبله أو بعده، حج وطاف علماء وأساتذة سبع كليات للشريعة. وأنا لم أسرد كل هذه الأسماء العظمى إلا لأطرح على يوسف الأحمد هذا السؤال: هل كان كل هؤلاء بدءاً من – حديث الركبان – حتى جمعة الأمس على خطأ وأنت المصيب وهل سكت كل هؤلاء 1430 عاماً متتالية وهم يأتون للبيت الحرام من كل فج عن الخطأ الذي لا يقوم صوابه إلا بفتواك الأخيرة؟ وحتى إن قال يوسف الأحمد إنه لم يقل بهذا تحديداً فمازال – اليوتيوب – شاهد التقنية على حرفية الفتوى وحروف الكلمة. يقول فضيلة الشيخ عيسى الغيث تعقيباً على فتوى الأحمد: أطالب بوضع حد لمثل هذه الآراء ووقف أصحابها عند حدهم. والصحيح أيضاً أن الإرث الفقهي الطويل الممتد لألف وخمسمئة عام لم يترك مجالاً لفتوى جديدة. أتحدى أن يجد أحد منكم شيئاً من شؤون حياته اليومية لم يوثق بالدليل في بطون هذا الإرث الضخم وأتحدى أن يسأل أي منكم مسألة واحدة فلا يجد لها جواباً لا في هذه الكتب فحسب، بل حتى بضغطة إلكترونية. وحينما لم يجد مثل هؤلاء قضية لم تناقش من قبل صاروا يلجؤون للإثارة والاستفزاز. صارت الفتوى المجلجلة تنتظر نهاية الأسبوع حتى وصلنا إلى فتوى الأحمد بالحرف: فما المانع أن يهدم المسجد الحرام كاملاً ليكون ضخماً بالأضعاف.... عشرة أدوار أو عشرون أو ثلاثون دوراً. صارت الفتوى أن (نهدم). كم مرة في التاريخ سمعتم بهدم المسجد الحرام، وكم هم آلاف العلماء الذين دخلوه قبل يوسف الأحمد.