يكابد خلف العنزي مشقة الحياة لتوفير متطلبات أسرته المكونة من 16 شخصا، والتي تسكن منذ خمس سنوات في صندقة من الخشب والصفيح في جزء من حي النظيم في شرقي الرياض. ومثله كثيرون من سكان الحي يعانون من شظف العيش، ومساكنهم ليست بأفضل من مسكنه. استقبلنا في منزله المتواضع وفتح قلبه ليفصح لنا عن معاناته والحرج باد على وجهه. وقال إنه كان يمتهن جمع الحديد الخردة ويبيعه لمتعهدين في المنطقة الصناعية بمبلغ يكفي بالكاد للإيفاء باحتياجات أسرته، لكن السيارة التى يستخدمها في عمله وفي إيصال بعض الطلاب لمدارسهم مقابل أجر زهيد تعرضت لحادث أعطبها، ولم يستطع توفير المبلغ اللازم لإصلاحها إلا بعد تسعة أشهر. وهو يبحث الآن عن عمل بعد أن أصبح متعذرا عليه توفير المستلزمات الدراسية لأربعة من أبنائه. بعض الجيران تعاطفوا معه ومددوا توصيلات كهربائية من منازلهم إلى منزله دون أن يطالبوه بسداد أية نسبة من فاتورة الاستهلاك. وما يزال ينتظر إعانة من الضمان الاجتماعي بعد أن زارته لجنة لتقصي حالته. في جولتنا على ذلك الجزء من حي النظيم التقينا كذلك مواطنين آخرين تحدثوا لنا عن ظروفهم المعيشية الصعبة، مشيرين إلى أن مساكنهم لا تقيهم حرارة الصيف ولا زمهرير الشتاء. ويفتقدون أبسط متطلبات الحياة الكريمة على حد قولهم. واشتكوا من انتشار السرقات في حيهم الذي وصفوه بالحي المنسي. نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور صالح الخثلان أوضح ل «عكاظ» أن الجمعية بصدد تنظيم جولة ميدانية في الجزء المجهول من النظيم لرصد أوضاع واحتياجات سكانه، من منطلق اهتمامها بتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم. وحذر من نشوء جيل من الأطفال والشباب على السرقة والاحتيال وغيرها من الأمور التي تخالف المنطق الطبيعي.