هذا العنوان جزء من تصريح لوزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد الحقيل قبل أيام على هامش معرض «سكني» في العاصمة الأمريكيةواشنطن في مقر الملحقية التعليمية هناك، البعض -هنا وأنا منهم- لم أعتقد أن التصريح دقيق لأسباب عدة، وكما ذكر في الخبر أن برامج الوزارة تعمل بجدٍّ ونشاط لرفع نسبة تملُّك المواطنين لمنازلهم، وهذا هو دورها المهم، وقد يتخيَّل البعض منا أن هذه النسبة قد وصلت إلى الأهداف المحددة في برامج رؤية المملكة 2030؛ وهي نسبة تصل إلى 70% ، ولم يتبقَ إلا بعض الطلبة والمقيمين هناك؛ لذا الوزارة انتقلت بأجهزتها وبرامجها الإسكانية ومعها الحلول التمويلية للبرامج الإسكانية، وكما يتبادر إلى الذهن: ماذا عن طلبة الجامعات في الداخل؟ هل هم مستهدفون كزملائهم في أمريكا، أتمنى أن تكون هذه البرامج فيها شيء من الواقعية إلا إذا كان المبتعثون في الخارج رواتبهم ومكافآتهم تفيض عن حاجتهم والوزارة تعمل لصالحهم في النهاية، تخيّل مبتعثاً يعود وفي يديه شهادته الجامعية فرحاً فيها والأهل يستقبلونه في المطار وينطلقون من هناك إلى السكن الجاهز سواء شقة أو فلة، قبل أن يحصل على وظيفة يرتب له تمويل سكني وكأن المشهد فيلم أمريكي طويل. لا أستوعب إقامة معرض «سكني» هناك في العاصمة الأمريكية؛ حيث إننا نعرف أن أغلبية المبتعثين يتوزعون على الولاياتالأمريكية وأقلية منهم في العاصمة، أتفهم أن يلتقي الوزير مجموعة منهم ويناقشون بعض هموم الإسكان والقضايا البلدية في الوطن، وهذه سياسة محمودة، أما ملاحقة مبتعثين في دول بعيدة وظروفهم المادية معروفة فهم كزملائهم في الداخل يحتاجون الدخول لسوق العمل ومن ثم التفكير بتملُّك السكن، أعتقد أن برامج الوزارة بحاجة أن تركز في برامجها الإسكانية على الفئات المتوسطة والأقل دخلاً في مشاريعها الضخمة التي تقوم عليها شركات عملاقة في ضواحٍ سكنية مستقلة، أسر كثيرة تعاني من ارتفاع نسبة القرض السكني من مداخيلها، وإذا بالوزارة تريد أن تصمم برامج سكنية للخريجين الجامعيين أو المعاهد الفنية، ويبدو في هذا الحلم أن الوزارة تعمل مشاريع خصوصاً بناء شقق أسعارها معقولة يستفيد منها الخريجون في سنواتهم الأولى في الوظيفة، أما أن يكون القسط مرتفعاً وبنسبة فوائد عالية من قبل البنوك التجارية فهذا يصعِّب من الوضع. نشهد الآن ارتفاعاً غير معقول في أسعار الوحدات العقارية؛ سواء الأراضي أو الشقق أو الفلل الصغيرة، ولها أسباب متعددة، وهي مرشحة للارتفاع في المستقبل مما يتطلب من الوزارة العمل على برامجها الإسكانية لكل الفئات في الداخل، وأن تكون أولوية في ذلك، أما المبتعثون فأتمنى لهم النجاح في مشاريعهم وأحلامهم هناك، وأن يعودوا سالمين.