في تصعيد ينذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط، شنت إيران ليل أمس أول هجوم مباشر من أراضيها على إسرائيل مستخدمة عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، ردا على قصف قنصليتها في دمشق ومقتل قائد كبير في الحرس الثوري الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «إن الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية اعترضت خارج الحدود الإسرائيلية»، مضيفا: «إنه تم رصد سقوط عدد ضئيل من الصواريخ في قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل ما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة في البنية التحتية، وإصابة طفلة بجروح خطيرة». واعتبر في تصريحات له، اليوم (الأحد)، أن الهجوم الإيراني فشل ولم يحقق أهدافه، مؤكدا عدم اختراق أي مسيرة إيرانية الأجواء الإسرائيلية.. ولفت إلى أن معظم الصواريخ الباليستية تم اعتراضها، وعدد قليل منها فقط سقط داخل إسرائيل. وأكد أن الأضرار في قاعدة نفاتيم الجوية قليلة جداً، والعمليات فيها مستمرة، نافيا صحة تقارير إيرانية تحدثت عن تدمير موقعين عسكريين خلال الهجوم. وأفاد أدرعي بأن القبة الحديدية اعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ خصوصا تلك التي انطلقت من لبنان. وشدد أدرعي على أنه لا صحة للتقارير عن إبلاغ إسرائيل بالهجوم الإيراني قبل وقوعه، مضيفاً: لا نتواصل مع إيران ولم نبلغ من أي وسيط بموعد هجومها. وأكد أن إسرائيل ستتخذ إجراءاتها بشأن الرد على إيران وفقاً للمصلحة العليا. يأتي هذا بينما دوت صفارات الإنذار والغارات الجوية في جميع أنحاء إسرائيل في وقت مبكر من يوم الأحد بعد إطلاق إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في مهمة انتقامية غير مسبوقة دفعت الشرق الأوسط إلى الاقتراب من حرب واسعة النطاق. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن عمليات الإطلاق تجاوزت 300 عملية، تم اعتراض 99% منها. ووصف الأدميرال دانييل هاغاري النتيجة بأنها «نجاح إستراتيجي كبير للغاية»، لافتا إلى أن إيران أطلقت 170 طائرة مسيرة وأكثر من 30 صاروخ كروز وأكثر من 120 صاروخا باليستياً. ومن بين تلك الصواريخ، وصلت عدة صواريخ باليستية إلى الأراضي الإسرائيلية، وألحقت أضراراً طفيفة بقاعدة جوية. وفيما بعثت طهران برسالة إلى واشنطن عبر سويسرا تحذر فيها من استهداف قواعدها إذا دعمت واشنطن أي رد إسرائيلي، هدد الجيش الإيراني بهجوم أكبر إذا ردت إسرائيل على ضربات الليلة الماضية. وقال الحرس الثوري الإيراني، اليوم (الأحد)، إن أهداف الهجوم على إسرائيل تحققت بنجاح. وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن العملية العسكرية ضد إسرائيل كانت تحذيرية فقط، ولم تستهدف أي مواقع اقتصادية، متوعداً بهجوم أكبر إذا ردت إسرائيل على ضربات الليلة الماضية. من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن طهران اتخذت معادلة جديدة مع إسرائيل وهي الرد على أي اعتداء من جهتها من الأراضي الإيرانية مباشرة. وأضاف: على إسرائيل أن تكف عن سياساتها السابقة وإذا قامت برد فإن ردنا سيكون أقوى وأشد. وأفاد بأن صواريخ كروز تمكنت من اجتياز الدفاع الدقيق والحماية المعقدة التي قامت بها إسرائيل بمساعدة أمريكا في المجال الجوي العراقي والأردني وحتى سورية، مهدداً بأن طهران سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها. وكان الحرس الثوري الإيراني حذر الولاياتالمتحدة من دعم أو المشاركة في أي عمل يضر بالمصالح الإيرانية، ووعد برد متبادل ومتناسب على التهديدات الأمريكية والإسرائيلية. وأطلقت إيران وابلا من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ على إسرائيل في وقت متأخر أمس (السبت)، في أول هجوم مباشر تشنه على إسرائيل، ما يهدد بتصعيد كبير في ظل تعهد الولاياتالمتحدة بدعم «لا يتزعزع» لإسرائيل. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي قوله: إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. وأضاف أن الرد المحتمل سيناقش خلال اجتماع مجلس الحرب اليوم في الثالثة مساء بالتوقيت المحلي. وتبحث الحكومة الإسرائيلية المصغرة اليوم الرد على الهجوم الإيراني. ووفق مصدر سياسي إسرائيلي، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إمكانية الرد تقلصت في ضوء نتيجة الهجوم والموقف الأمريكي. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة طلبت الاكتفاء بالنجاح الذي تحقق في التصدي للهجوم الإيراني.