فيما لا تزال الخلافات تحول دون إنجاز «الصفقة الجديدة» بين حماس وإسرائيل التي يجري التفاوض بشأنها في الوقت الحالي، كشف مصدر عربي مطلع أن واشنطن تمارس ضغوطاً واضحة على تل أبيب، من خلال وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإحراز تقدم في المحادثات والوصول إلى صفقة خلال أيام. وقال المصدر في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم (الأحد)، أن هناك اتفاقاً على فكرة إطلاق سراح 40 إسرائيلياً، وعلى أيام التهدئة وهي 6 أسابيع، فيما تكمن الخلافات حول عدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وهويتهم، وعودة النازحين إلى شمال غزة. وأفاد بأن هناك شبه اتفاق على عودة تدريجية إلى مناطق شمال القطاع، بعد ضغوط أمريكية. ولفت المصدر إلى أنه رغم مغادرة رئيسي جهازي الموساد ديفيد برنياع والشاباك رونين بار قطر ليلة أمس (السبت)، فإن وفد مفاوضات من ضباط كبار بقي في الدوحة لمواصلة التفاوض. من جهتها، نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: «لا توجد أزمة في المحادثات وننتظر رد حماس الذي لم يصل بعد على المقترحات الأخيرة». واعتبر المسؤولون أن الأزمة ستحدث إذا قالت حماس إنها غير مستعدة لقبول اقتراح التسوية الأمريكي، ورجحوا أن يستغرق رد الحركة ما يصل إلى 3 أيام، لذلك قرر الوفد العودة إلى إسرائيل. وإذا كانت الإجابة إيجابية فسيعود إلى قطر. وتحدثت سائل إعلام إسرائيلية أن المقترح الأمريكي يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مجندة إسرائيلية. وبحسب موقع «والا العبري»، فإن إسرائيل وافقت على الاقتراح الأمريكي في انتظار رد حركة حماس. من جانبه، اتهم القيادي في حماس محمود مرداوي إسرائيل بعدم وجود إرادة سياسية لديها للوصول إلى أي اتفاق. وقال في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي، (السبت): «إن الوفد الإسرائيلي لم يبدِ أي موقف يساهم بالتوصل لاتفاق»، لافتاً إلى أن «ما يتم تداوله إعلامياً حول وجود أجواء إيجابية في هذه الجولة كذب وتضليل والردود سلبية والإرادة الإسرائيلية مفقودة». وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أرسل وفداً بدون صلاحيات، وبالتالي لا يوجد أي إشارة لأي تقدم بالمفاوضات، وبالتالي لا يهم إن وصل الوفد الإسرائيلي أو عاد لكن المهم توفر إرادة سياسية للتوصل لاتفاق، وهي غير موجودة لدى الجانب الإسرائيلي». ويعتقد محللون سياسيون أن ما يدور خلف الكواليس يمثل مرحلة «مخاض» ما قبل ولادة الصفقة، معتبرين أن الوصول إلى بحث التفاصيل والخلافات بشأنها لا يعني بأي حال فشل المفاوضات وإنما قد يشير إلى العكس، وبالتالي يمكن لكل طرف أن يتنازل عن جزء من التفاصيل التي يطالب بها وصولاً إلى «الصفقة المرتقبة»، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.