وصل إلى القاهرة أمس وفد رفيع من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل يضم نائب رئيس المكتب موسى أبو مرزوق وأعضاء فيه منهم محمد نصر ونزار عوض الله وسامي خاطر، ومن المفترض أن يجتمع وفد الحركة اليوم مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي. في غضون ذلك، رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تتصدر صفقة تبادل الأسرى المحادثات مع الوزير موافي، ولفتت المصادر إلى أنه رغم أن هناك قرارات داخلية من المكتب السياسي بضرورة إنجاز صفقة التبادل من أجل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين إلا أن المكتب السياسي للحركة كلف الجناح العسكري بالتفاوض مع الإسرائيليين من خلال الوساطة المصرية، موضحة أن هناك توافقاً داخل «حماس» ككل – في اشارة إلى الجانبين السياسي والعسكري معاً – بضرورة استجابة الإسرائيليين لمتطلبات الصفقة وعلى رأسها إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من أسماء المعتقلين أصحاب المحكوميات العالية والذين يوصفون بال VIP والمدرجة أسماؤهم على قوائم «حماس» من أجل الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة غلعاد شاليت. وشددت المصادر على أن «حماس» متمسكة بموقفها ولم ولن تغيره، وهو يتلخص في أن إطلاق سراح شاليت لن يتحقق من دون الاستجابة لمطالب الحركة، كما أن «حماس» معنية تماماً بإنجاز الصفقة، شرط أن تكون وطنية ومشرفة. من جهة ثانية قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس إن «هناك نواة من الحقائق في الإشاعات» حول تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» بوساطة ألمانية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى يتم فيها إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن شاليت. ورفض باراك في حديث الى إذاعة محلية الخوض في تفاصيل المفاوضات، بداعي أن «الصمت وضبط النفس يخدمان القضية». وأضاف أنه منذ أسر شاليت، صيف العام 2006، حصلت محاولتان للتوصل إلى اتفاق لكنهما لم تسفرا عن نتيجة. وتابع أن جميع الإسرائيليين يرغبون في رؤية شاليت عائداً إلى بيته «لكن هذا الأمر يتطلب منا قرارات موجعة». وأبدت وسائل الإعلام الاسرائيلية اهتماماً بما نشرته صحيفة «الحياة» في اليومين الأخيرين عن تقدم في المفاوضات وتصريحات مسؤولين كبار في حركة «حماس» بهذا المعنى، وعن وصول رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى العاصمة المصرية، لكن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا التعقيب رسمياً حتى جاء كلام باراك الذي لمح إلى أن جولة المفاوضات الحالية في القاهرة تتسم بالجدية. وطبقاً للتقارير الإسرائيلية فإن المرة الأخيرة التي بلغت فيها المفاوضات مرحلة متقدمة وكادت تسفر عن إنجاز اتفاق حصلت في الشهر الأخير من العام 2009. من جهتها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إن الاتصالات غير المباشرة التي استؤنفت أخيراً بين إسرائيل وحركة «حماس» وتتم بوساطة ألمانية في القاهرة احرزت فعلاً تقدماً ايجابياً. وأضافت أن «حماس» تنتظر رد إسرائيل على شروطها «وفي حال جاء رد ايجابي فإن الصفقة سترى النور هذه المرة». وحسب مصدر إسرائيلي فإن القائد العسكري في «حماس» أحمد الجعبري الذي يشرف على الطاقم الحمساوي المفاوض «يسعى للتوصل إلى اتفاق يهين إسرائيل».