تسجل الملاعب الرياضية العالمية والعربية بين حين وآخر، حالات سقوط بعض اللاعبين داخل الملعب، وذلك بشكل مفاجئ ودون أي علامات وأعراض تذكر، فالبعض من الحالات يكتب لها الوفاة جراء هذا السقوط، بينما أخرى يكتب لها حياة جديدة بعد التدخل الطبي السريع واستكمال العلاج في المستشفى، وفي كل الأحوال يكون العامل المسبب مشتركاً في جميع الحالات وهو (كهرباء القلب). «عكاظ» التقت أخصائية اللياقة البدنية والتدريب الرياضي الدكتورة فاتن محمد، لكشف علاقة كهرباء القلب بسقوط اللاعبين داخل المستطيل، فقالت: «كهرباء القلب هي المنظومة التي تتحكم في ضبط إيقاع القلب وانتظام ضرباته، فينقبض بمعدل من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، وحتى يتحقق هذا المعدل المنتظم يجب إصدار إشارة كهربية من مجموعة من الخلايا التي تقع أعلى الأذين الأيمن، ويمكن تشبيه دورها بالمايسترو الذي يحكم إيقاع القلب، ومشاكل القلب تتمثل في عدم انتظام ضرباته، وعندما لا تعمل النبضات الكهربائية التي تنسق نظام القلب بشكل صحيح فإنه يحدث خفقان القلب على نحو سريع جداً، أو بطيء جداً أو غير منتظم». وتابعت: «هناك بعض الأعراض أو العلامات التحذيرية التي تشير إلى الإصابة ب(كهرباء القلب) ومنها خفقان القلب، رفرفة القلب، تسارع ضربات القلب، بطء ضربات القلب أو عدم انتظامها، ألم الصدر، انقطاع التنفس أثناء النوم، صعوبة في التنفس، نبض غير منتظم، ضعف، الدوخان أو الدوار، الإغماء، التعب، التعرّق، ضغط دم منخفض، وتتمثل المضاعفات في إمكانية حدوث -لا سمح الله- سكتة قلبية، سكتة دماغية، توقف القلب، عدم انتظام ضربات القلب التي تزداد سوءاً أو تسبب أعراضاً أخرى». ولفتت إلى أن هناك عدداً من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بكهرباء القلب، وتشمل العوامل الوراثية، التغيرات في تدفق الدم أو التغيرات الجسدية في القلب مثل التندب، عدم توازن الكهارل (الإلكتروليتات) وهي المعادن والأملاح الموجودة في الجسم، والتي لها شحنة كهربائية، وتوجد في الدم والبول والأنسجة وسوائل الجسم الأخرى، أيضا التدخين، وارتفاع ضغط الدم، بجانب عوامل أخرى. وأضافت الدكتورة فاتن: «يلاحظ من يعانون هذه الحالة أن هناك نبضة ربما أفلتها القلب، أو أنه أضاف نبضة ليست طبيعية، وكذلك يشعر البعض بارتعاش في القلب، وتوجد حالات يمكن أن نطلق عليها كهرباء القلب الصامتة، حيث لا يعاني المصاب بأي أعراض بارزة، وقد يكتشف الطبيب هذه المشكلة أثناء إجراء فحص روتيني، أو عمل رسم قلب بالكهرباء، بالنسبة للحالات التي تعاني الكهرباء الصامتة، وهي التي لا تظهر عليها الأعراض الواضحة، وبشكل عام يلجأ الطبيب المعالج إلى عدد من الاختبارات والفحوص، حتى يمكن له تشخيص حالة المصاب باضطراب كهرباء القلب، ومن هذه الاختبارات رسم القلب بالكهرباء، ويتم فيه التعرف إلى النشاط الكهربائي في القلب، بوضع أقطاب على الصدر والذراعين، ويعتبر هذا الاختبار سريعاً، ولا يعاني المريض أي ألم، كما أنه يمكن إجراؤه في عيادة الطبيب». وعن العلاج اختتمت الدكتورة فاتن حديثها، بقولها: «يرتبط علاج اضطراب كهرباء القلب بنوع هذه الكهرباء، ومدى خطورة الحالة، حيث لا تحتاج بعض الحالات إلى أي علاج، والبعض يكتفي بالأدوية، أو تغيير أسلوب حياته، في حين أن هناك حالات تتطلب التدخل الجراحي، ويشمل العلاج الدوائي أدوية منظمة لضربات القلب، وهي التي تسيطر على معدل الضربات، وتعيد الانتظام لها، ومضادات التجلط، حيث تحمي القلب من تكوّن الجلطات في الأوعية الدموية، وتحمي من جلطات المخ».