«الروْحُ»: الراحة والطمأنينة، والسرور والبهجة، ونعيم القلب والروح.. «والريْحَان»: اسم جامع لكل لذة بدنية؛ المآكل والمشارب وغيرهما، «للشيخ عبدالرحمن السعدي».. وأقول: عند الموت تبشر الملائكة الروح الطيبة: أخرجي إلى رَوْح ورَيْحَان، ورب غير غضبان، كما في حديث البراء بن عازب.. إذن؛ كيف نتجدد بالرَوْح والرَيْحَان وقلب لا يفتر عن الإيمان؟ وكيف نستنشق أوقاتنا ونعمرها سروراً وانشراحاً باستثمار فضائل مواسم الأنوار؟ •• •• •• حين تروم أمامنا نسائم الروح كوردة خجلى لتوقظ قلوبنا؛ تستطاب أنفسنا فنغمض أعيننا لنحجز مقعدنا في رحلة الإياب إلى الآخرة.. وعندما نطلب من خالقنا الرحمة سراً، ونبوح له بطلب مغفرة الذنوب؛ تصفد الشياطين ومردة الجن، فنشعر بمدرسة مواسم الخير المضيئة.. ومن يسبر أغوار نفسه البشرية، ويفتح آفاق الإنابة في مواسم الأنوار؛ يعود لحقيقة «التقوى» وحالته المتجلية بمناجاة للخالق صادقة متكررة. •• •• •• بين استعذاب أوقات العطاء بنقاء، وإحسان ضيافتها بروح وصفاء؛ احتضانٌ لزمن التجارة مع الله، وإقبالٌ على الرحمات والبركات وحجب السيئات.. وبين ملء الروح بنورانية خالقها وندوبها بانكسار متجلٍ؛ نهوضٌ من داخل أكوام رماد عتمة أشعرتنا بوحدة عميقة في أعماق أنفسنا.. وبين قلب أصابه خير فدخلته بشاشة الإيمان، وآخر مُنهك خالطته انحراف المفاهيم؛ شعثٌ لا يلمه إلا الوفادة إلى الخالق سبحانه. •• •• •• في رماد تذروه رياح الضغن، وطينة نفس مجبولة على النكران؛ افتقاد إلى روحانية مواسم الخيرات التي تروِّض أنفسنا وتسمو بأرواحنا.. فمن تؤلمه روحه فتوخز قلبه لتأخذه إلى حلاوة التقوى ومسلك الهداية؛ يسعد في الدارين وكأنه يصعَّد إلى السماء بإيمان عميق.. أما المواسم التي لا نرفع فيها رايتنا للمعطي، ولا ننزِّل لها محراث طاعتنا؛ فستسقط أوراق الإيمان من دواخلنا لتذروها الرياح.. •• •• •• عند كلام «ابن تيمية» لتلميذه ابن القيم: «لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفنجة»؛ صلابة قلب لا يستقر فيه الارتياب.. وأولئك الطائفون على أنواع الحياة الروحية، المستغيثون من واقعهم المرير إلى التقوى والإيمان؛ يسعدون برنات فرح متناثرة تتسرب إلى أرواحهم.. فإذا تلألأت أمامه أنوار التوحيد، حاملة قبساً من ضوء وهَّاج؛ سيفرح بلغة الإيمان وطعمه، ثم لينتظر قطوفاً من شبابيك الجنة.