لليوم الثاني على التوالي، يواصل الوسطاء (مصر وقطر وأمريكا) وحركة حماس مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، اليوم (الإثنين)، وسط استمرار تغيب الوفد الإسرائيلي عن المشاركة بقرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اشترط أن تقدم حماس قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها. في حين ترى حماس أن تقديم أي تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى لديها لن يكون دون ثمن يجب أن تدفعه إسرائيل على صعيد التخفيف من معاناة أهل القطاع المنكوب ووقف إطلاق النار. وعلى الرغم مما تبديه القاهرة من تفاؤل بقرب التوصل لاتفاق قبل حلول شهر رمضان، فإن المحادثات توصف على نطاق واسع بأنها متعثرة في ظل وجود فجوات واسعة بين الطرفين، وتمترس كل من حماس وإسرائيل خلف مواقفهما وشروطهما التعجيزية خصوصاً نتنياهو، الذي يسعى لإفشال الصفقة المحتملة لإطالة أمد الحرب خوفاً على مستقبله السياسي. وفيما ألمحت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل بداية شهر رمضان، استبعد مصدر في حركة حماس إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذا الموعد، مرجحاً أن المفاوضات قد تؤتي ثمارها بحلول نهاية عطلة نهاية الأسبوع الأول من الشهر الكريم. وقال مسؤولون مصريون للصحيفة الأمريكية إن المفاوضين يعتقدون أن حماس وإسرائيل تحرزان تقدماً بطيئاً ويمكن أن تتوصلا إلى اتفاق قبل رمضان. فيما أعرب مسؤول إسرائيلي عن قلقه بشأن ما إذا كانت حماس صادقة في التوصل إلى اتفاق بعد أن فشل الوفد بالقاهرة في تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء وحالة أحوالهم، وهو الطلب الذي يقول الوسطاء إن إسرائيل قدمته الأسبوع الماضي. وقال المسؤول إن إسرائيل تعتقد أنها تتفاوض بشأن مصير نحو 40 رهينة من المرضى والمسنين والإناث، لكنها لا تعرف من منهم ما زال على قيد الحياة. وقررت إسرائيل، أمس (الأحد)، عدم إرسال وفد رفيع المستوى إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات بعد أن أبلغها وسطاء أن مسؤولين من حماس وصلوا إلى العاصمة المصرية دون إجابات على العديد من المطالب الإسرائيلية الرئيسية، بحسب المسؤول الإسرائيلي. وكان مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، أفادوا بأن إسرائيل وافقت على إطار اتفاق تم التوصل إليه أواخر الشهر الماضي في باريس بين وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين. ويتضمن هذا الإطار وقفاً للقتال لمدة ستة أسابيع وتدفقاً كبيراً للمساعدات إلى غزة، لكن حماس لم تقدم بعد رداً مفصلاً.