كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها ل «الحياة» أن المفاوضات غير المباشرة في شأن صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل من جهة وحركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» من جهة اخرى، استؤنفت اخيراً. وأكدت المصادر ذات العلاقة بصفقة تبادل مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، أن قيادييْن بارزين من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، توجها الى القاهرة قبل أسابيع قليلة لهذا الغرض. وقالت إن أحمد الجعبري، «القائد الفعلي» ل «كتائب القسام» في ظل غياب القائد العام محمد ضيف بسبب اصابته، توجه الى القاهرة مع أحد كبار مساعديه مروان عيسى في رحلة علاجية، ولاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو. وأضافت أن المفاوضات استؤنفت من حيث انتهت مع عوفر ديكل مسؤول ملف المفاوضات في الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود أولمرت، والذي اقاله نتانياهو وعيّن حغاي هداس خلفاً له. وأوضعت أن مصر التي تلعب دور الوسيط في صفقة تبادل الأسرى، لم تقدم حتى الان أي عروض اسرائيلية جديدة. وكانت المفاوضات غير المباشرة توقفت عشية الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 10 شباط (فبراير) الماضي، والتي اوصلت نتانياهو واليمين المتطرف الى سدة الحكم في الدولة العبرية. وفشل الطرفان في التوصل الى اتفاق بسبب اصرار اسرائيلي على عدم تضمين قائمة الاسرى الذين تطالب «حماس» باطلاقهم أي اسرى من مدينة القدسالمحتلة أو فلسطينيي ال 48 وعدد من القادة البارزين. وتطالب «حماس» و «لجان المقاومة» باطلاق أكثر من ألف أسير، من بينهم 450 أسيراً من أصحاب المحكوميات العالية، وممن أمضوا سنوات طويلة في السجن، والقادة، والأسرى من القدس ومناطق ال48، فضلاً عن النساء والأطفال والنواب والوزراء. ووافقت اسرائيل آنذاك على اطلاق 325 أسيراً من قائمة ال 450، وطالبت بابعاد الباقين الى الخارج، الا ان ذلك رُفض. وقالت المصادر أن «حماس» و «لجان المقاومة» تلقتا عشية الانتخابات التشريعية الاسرائيلية عرضين، أحدهما عبر قطر، والثاني عبر تركيا وهو الأفضل ووافقتا عليه، اذ تضمن اطلاق الأسرى من القائمة فقط وفوراً بدلاً من نظام المراحل، الا أن أولمرت تراجع في آخر لحظة. في غضون ذلك، قالت صحيفة «معاريف» العبرية أمس إن هداس سيتوجه إلى مصر، بإيعاز من نتانياهو، للقاء مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان من أجل تحريك المفاوضات. ووصفت هذه الخطوة بأنها «إيجابية، إلى جانب إشارات وصلت الأسبوع الجاري من مكتب وزير الأمن في شأن تشكيل... سليمان وفدا أمنيا برئاسة ضابط كبير للبقاء في غزة، الأمر الذي قد ينعكس إيجابا على تقدم المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل». وأوضحت الصحيفة أن «بقاء الوفد الأمني المصري في غزة يهدف في الأساس إلى إلزام حركتي فتح وحماس بالحوار حيث تعتقد مصر بان الخلاف بين الحركتين يفرض نفسه على جميع القضايا في المنطقة». ولم تؤكد أو تنف فصائل فلسطينية، بما فيها «حماس»، المعلومات عن الوفد الأمني المصري.