في ذكرى التأسيس يتذاكر الجميع القرارات والمواقف التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وما بذلته لخدمة القضايا العربية والإسلامية عبر مسيرة طويلة من السنوات، وكانت هذه المواقف وما زالت ترسم سياسات المملكة الثابتة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية. ولأن ذكرى التأسيس تتزامن هذا العام مع العدوان الذي تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، ولانحياز المملكة لهذا الشعب، وإصرارها على وقف إطلاق النار، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ لا بد من وقفة سريعة لاستعراض مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، فالدعم السعودي كان حاضراً منذ احتلال فلسطين، وهي قضية متوارثة بالنسبة للقيادة السعودية. وتعتبر المملكة من أوائل الدول التي قدمت الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية وبعدها السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقد عملت بواقعية من أجل ضبط الحق المعتبر لدى الفلسطينيين بالأرض، ودعمت القضية في جميع مراحلها، وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المحافل الدولية، إيماناً منها بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجباً تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية، ولها دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة. ويؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دوماً أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة والشعب السعودي خصوصاً، والعالمين العربي والإسلامي عموماً، باعتبارها محل اهتمام المملكة، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجباً قومياً ودينياً حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه. وتعمل المملكة منذ تأسيسها حتى اليوم على دعم القضية الفلسطينية، في نطاق أخلاقي أملاه عليها دينها الإسلامي وثقافتها العربية، معرضة أمنها القومي مرات عديدة للخطر في سبيل القضية التي تؤمن دوماً بأنها ستبقى القضية الثابتة في سياسات المملكة على مر السنين. ويذكر التاريخ الحديث أن المملكة شكلت لجاناً شعبية لمساعدة مجاهدي وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو 1967، وعهدت برئاستها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وهو امتداد للتاريخ السعودي في دعم قضية فلسطين. ولعل الحديث عن المواقف السعودية بالنسبة للقضية الفلسطينية لا يمكن الإحاطة به بهذه العجالة، لكن المملكة تعمل وفق قواعد ثابتة، أبرزها أنها تولي قضايا الأمة الإسلامية والعربية كل الاهتمام من خلال العمل المشترك، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، مؤكدة أن القدسالشرقية قضية عربية غير قابلة للتنازل والمساومة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها، وأن المسؤولية في الحفاظ على القدس وتحرير الأراضي المحتلة تقع على عاتق جميع العرب والمسلمين. وتجلّى الثبات الأخلاقي السعودي في تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن من أولويات سياسة المملكة ومبادئها السعي لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، وأن المملكة ستواصل جهودها دعماً لهذه القضية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني.