لم يتغير موقف المملكة من قضية فلسطين على مر السنوات، حيث لا يزال ذلك من الثوابت الرئيسية لسياستها الخارجية، منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله. دعمت المملكة القضية الفلسطينية في جميع مراحلها، وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إيمانا منها بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجبا تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية. للسعودية دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة، ووفقا لهذا الأمر، عمل قادتها على تبني جميع القرارات الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبالإضافة لذلك تساهم المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بحل القضية الفلسطينية عبر محطات من أبرزها مؤتمر مدريد إلى خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، واعتمدتها الدول العربية موحدة كمشروع بقمة بيروت في مارس 2002 لحل الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. وعلى هذا المنوال وعبر كل المناسبات، يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة والشعب السعودي بشكل خاص، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام، باعتبارها محل اهتمام المملكة، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجبا قوميا ودينيا حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه. وفي هذا السياق، جاء رد قيادة السعودية على إجراءات الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس، وكان قرار خادم الحرمين الشريفين بلسما حينما أطلق اسم «قمة القدس» على اجتماع العرب في الدمام العام الماضي، وتأكيده على أن فلسطين هي القضية الأولى بالنسبة للمملكة والعرب. وبمرور السنوات كان ولا يزال الملك سلمان في مقدمة داعمي ومساندي الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس. لقد قدمت المملكة الدعمين المادي والمعنوي للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ولم تدخر جهدا لدعم القضايا العربية والإسلامية. وعلى مدى عقود بذلت السعودية عشرات المليارات دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومازالت تسير في هذا المنحى دون كلل، حيث تواصل دعم الفلسطينيين حتى الآن. مليارات الدولارات حقنت أوردة الجسد الفلسطيني دون من أو أذى على اعتبار ذلك واجبا، وفي هذا الصدد ظلت تؤكد دوما على دعمها للقضية الفلسطينية بشكل مستمر وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية. في كل المناسبات تؤكد السعودية أن القضية الفلسطينية قضيتها الأساسية، وأنها ستواصل دعمها وتقديم كل ما يمكن للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ولم يكن رفضها لقرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، إلا قطرة في بحر مواقفها المستمرة والداعمة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل أن ينال حقوقه، ويعيش لغد أفضل في ظل سلام عادل يعم المنطقة.