ينمو الطفل حالياً في عالم محاط بوسائل إعلامية مختلفة يمكن الوصول إليها بسهولة، ويجد الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى والتطبيقات الجديدة، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون هذا التقدم السريع مفيداً لأجيال المستقبل إلا أنه يثير القلق أحياناً؛ لذا يجب فهم تأثير وسائل الإعلام في حياة الأطفال قدر الإمكان، فالوسائل التكنولوجية باب واسع للتسلية والترفيه لدى الأطفال، وتعطي أيضاً مجالاً أوسع لتنمية القدرات التعليمية ومهارات التواصل لدى الأطفال. الواقع الذي لا يمكن تجاهله؛ هو أن هذه الشاشات الإلكترونية أدت إلى التأثير السلبي على حياة معظم الأطفال الصغار واليافعين والمراهقين وعلى التفاعل النفسي لديهم، سواء في بيئتهم المنزلية أو المدرسية، بخلاف المشكلات الصحية المترتبة. وأثبتت الدراسات، أن أهم الانعكاسات التي ترتبت على كثرة استخدام الأطفال للأجهزة هي: زيادة المشكلات النفسية، الانعزال الاجتماعي، تأثر قدراتهم العقلية، انخفاض النشاط البدني، زيادة الإصابة بآلام الظهر والمفاصل، حدوث مشكلات في الرؤية، وعدم حصول الأطفال على ساعات النوم الصحية، بجانب التحديات الصحية الأخرى. يظل السؤال: كيف يمكن حماية الأطفال من المشكلات الصحية للإلكترونيات؟ بالتأكيد يكون بضرورة التحكم في عدد ساعات اللعب بالأجهزة الإلكترونية بساعتين يومياً، كما حددتها «جمعية طب الأطفال الأمريكية»، ولا بد من إشراك الأبناء في الألعاب الحركية والنشاطات الاجتماعية والرياضية التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزز مهاراتهم، وعدم استخدام الأجهزة في غرف النوم. يذكر أن دول الخليج احتفلت الإثنين (15 يناير) بيوم الطفل الخليجي، الذي يسلط الضوء على حقوقه من كل الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية والرفاهية. أخيراً.. في ظل هذا الغزو التكنولوجي الضخم؛ من الصعب جداً منع الأطفال من استخدام الأجهزة الإلكترونية، ولكن لا بد من التدخل الأسري لضبط فرط استخدام الأطفال تلك الأجهزة، فالتعرض المستمر للتكنولوجيا يؤثر على وظيفة أدمغتهم الطرية المرنة.