مع دخول فصل الشتاء، جددت وزارة الصحة دعوتها لكافة أفراد المجتمع، إلى المبادرة بالحصول على تطعيم الأنفلونزا عبر المراكز الصحية والمواقع التي خصصتها مجاناً للمواطن والمقيم حمايةً من أمراض الشتاء. وأوضحت الوزارة أن لقاح الأنفلونزا الموسمية آمنٌ ومتوفرٌ، وأن الفئات الأكثر عرضة للإصابة هم الأطفال أكبر من ستة أشهر، النساء الحوامل وبعد الولادة بأسبوعين، مرضى السكري، مرضى الربو، ومرضى القلب، وأن اللقاح يُعطى لمن يرغب في تجنب الإصابة ومضاعفاتها. وأمام هذه التحذيرات وهذه الخطوة التوعوية من وزارة الصحة، «عكاظ» طرقت أبواب الأطباء المتخصصين للوقوف على كيفية الوقاية من كافة أمراض الشتاء. احذروا الغرف المغلقة استشارية طب الأسرة بمركز صحي الفضيلة في جدة الدكتورة إيمان القرشي، أرجعت ل«عكاظ»، أسباب انتشار أمراض فصل الشتاء إلى انخفاض درجات الحرارة والمكوث في الأماكن المغلقة، إذ تزيد فرص انتقال العدوى من شخص لآخر، التي تظهر معها جفاف في الأغشية المخاطية، وانخفاض في المناعة، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وتدعو الاستشارية القرشي، الإنسان لحماية نفسه بعدة طرق منها؛ الحصول على التطعيمات اللازمة كلقاح الأنفلونز الواقي من الأمراض الشائعة في الشتاء، وغسل اليدين باستمرار، وتجنب ملامسة المصابين، والحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كثير من السوائل، واستخدام مرطب الهواء في المنزل، مع تناول نظام غذائي صحي لتعزيز جهاز المناعة، وأهمية ارتداء ملابس دافئة، وتهوية المنزل، والحفاظ على انظافة الأسطح والأثاث لإزالة الجراثيم والفايروسات. آثار اللقاح.. خفيفة تنصح استشارية طب الأسرة القرشي، من يصاب بالإجهاد والتعب البدء فوراً في الحصول على قسط كافٍ من الراحة وشرب السوائل مع تناول الأدوية المخففة للألم والمضادات الحيوية، وفي حال ظهور أعراض مرضية لا بد من مراجعة الطبيب، محذرة من ملامسة المصابين بالأنفلونزا تجنباً من انتشار العدوى. الدكتورة إيمان القرشي، أشارت إلى أن أفضل علاج للوقاية من أمراض الشتاء، هو لقاح الأنفلونزا الذي لا بديل له، ومفيد حتى للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة ولكبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، مشيرة إلى أن الآثار الجانبية للقاح الأنفلونزا بسيطة وخفيفة، وتختفي في يوم أو يومين؛ وتتمثل في ألم في موقع الحقن، صداع، تعب، آلام في العضلات، ارتفاع درجة الحرارة. ما علاقة آلام البطن بالأنفلونزا؟ استشارية طب الأسرة إيمان القرشي، قالت: إن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابات هم من يعيشون أو يعملون في أماكن مغلقة ومزدحمة، ومصابو الأمراض المزمنة، ومن يعانون من ضعف في المناعة، وكبار السن، والأطفال الذين يسافرون كثيراً أو الذين يعيشون في مناطق بها معدلات عالية من الأمراض المعدية. وعن شعور البعض بآلام في البطن في فصل الشتاء، أرجعت الطبيبة القرشي، ذلك إلى أسباب عدة منها؛ التغيرات في النظام الغذائي بتناول المزيد من الأطعمة المقلية أو الدسمة؛ التي تؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم أو الإمساك، والإصابة بجفاف الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي، المؤدي إلى تهيج الأمعاء وألم البطن، مشيرة إلى أن الأمراض المعدية في الشتاء يمكن أن تسبب آلاماً في البطن في بعض الحالات؛ مثل التهاب الأمعاء أو متلازمة القولون العصبي، ويٌُصح بتناول الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مع الخلود للراحة والحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز المناعة، مع أهمية ممارسة الرياضة بانتظام. وتوضح استشارية طب الأسرة بمركز صحي الفضيلة الدكتورة إيمان، أن أسباب تأثر مرضى الروماتيزم سلباً في الشتاء، يعود إلى تسبب انخفاض الحرارة في تقلص الأوعية الدموية، المؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى المفاصل فتتفاقم الالتهابات، مع الإصابة بالجفاف والتعرض لأي إصابة معدية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الروماتيزم التي تشمل ألم المفاصل، التورم، التصلب، والتعب. التعافي في أسبوع.. ولكن الحذر وتبين استشارية طب الأسرة بمركز صحي الأجاويد الدكتورة هالة نعمان: إن الأنفلونزا الموسمية هي عدوى تنفسية حادة تسببها فايروسات؛ وهي شائعة في جميع أنحاء العالم، ويتعافى معظم الناس منها دون علاج، وتنتشر بسهولة بين الأشخاص عند السعال أو العطاس، والتطعيم هو أفضل طريقة للوقاية منها. وتشمل أعراضها الحمى وسعالاً قد يكون شديداً، ويستمر لأسبوعين أو أكثر، وصداعاً، والتهاب الحلق، وآلام الجسم، والتعب، وآلام في العضلات والمفاصل، والتهاب الحلق وسيلان الأنف، وهناك أربعة أنماط من فايروس الأنفلونزا، هي: A وB وC وD. وينتشر نمطَا فايروس الأنفلونزا A وB ويسببان أوبئة موسمية للمرض، وتبدأ أعراض الأنفلونزا عادةً بعد يومين من اكتساب العدوى من شخص مصاب بالفايروس. ويتعافى معظم الأشخاص في غضون أسبوع دون الحاجة إلى التماس عناية طبية، ومع ذلك، يمكن أن تسبّب الأنفلونزا مرضاً وخيماً أو تؤدي إلى الوفاة، خصوصاً الأشخاص المعرضين لخطر كبير، إذن التطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من الأنفلونزا، لذلك يُوصى بالتطعيم السنوي للحماية من الأنفلونزا وتحديداً لدى كبار السن، والذين يعانون من الأمراض المزمنة، لأنه يقلّل من فرصة حدوث مضاعفات والوفاة. بلغم أخضر وجلد أرجواني! الطبيبة هالة بمركز الأجاويد، بينت أن معظم الأبحاث تشير إلى أن الفايروسات تعيش وتتكاثر بفعالية أكثر في درجات الحرارة الباردة، ما يسهل عليها الانتشار وإصابة المزيد من الناس، ومن هذه الفايروسات الأنفلونزا التي تظهر في فصل الشتاء، فيشعر ببعض الآلام المرضية، تتحول إلى عدوى شديدة يصعب معها ابتلاع الطعام أو الماء، وهنا يوصى باتخاذ الإجراءات الوقائية من الإصابة ببعض الأمراض؛ من أهمها شيوعاً الالتهاب الرئوي الذي يظهر معه السعال مع البلغم الأخضر، وحمى شديدة مصحوبة برجفة وصداع، وضيق في التنفس، وإسهال، ولون أرجواني للجلد، وقيء، وتعرق، وآلام في العضلات، والإصابة بأزمة الصدر لضيق التنفس والأزيز، لذلك دائما نحذر مصابي الربو بالحذر في فصل الشتاء. هياج وقشور وهرش وتشير هنا الطبيبة هالة نعمان، إلى أن من يعانون من الحساسية الموسمية هم أكثر عرضة للإصابة بالفايروسات لضعف أجهزتهم المناعية. موضحة أن البعض قد يشتكي من التهاب بالمعدة والأمعاء؛ التي تُعرف باسم أنفلونزا المعدة، وألم بالمفاصل، فالعديد من المصابين بالتهاب المفاصل يشكون أن مفاصلهم تصبح أكثر إيلاماً وتيبساً في الشتاء، بالإضافة إلى أن البعض قد يصاب بالاكتئاب، لكن تأتي مشاكل الجلد أكثر شيوعاً في الشتاء من جفاف وإحمرار وهرش خصوصاً مع تقدم العمر، إذ يصبح الجلد أرق مع تقدم العمر ولا يعود بإمكانه امتصاص الرطوبة. لذلك يمكن أن تتفاقم مشاكل البشرة الجافة والشتوية وتؤدي إلى تشققات وقشور بسبب الهواء الجاف وقلة الرطوبة، فيتهيج الجلد ويصاب بالجفاف، مما يسبب الهرش والقشور، عندما يسخن الجلد، يصبح أحمر ومتورماً، ويمكن أن يكون مؤلماً. حبَّ الشباب ومشاكل الجلد استشارية طب الأسرة الدكتورة هالة نعمان، أشارت أيضاً إلى أن مشاكل الجلد المزمنة؛ مثل الأكزيما والصدفية، تكثر في الشتاء بسبب الهواء البارد والجاف، وللعلاج والمساعدة، يُوصى باستخدام الماء الدافئ وألا يزيد وقت الاستحمام عن 10 دقائق مع استخدام الصابون والمنظفات غير القاسية والخالية من العطر، واستخدام دهان مرطب مباشرة بعد تجفيف الجلد، لحبس الرطوبة الموجودة في الجلد، وارتداء القفازات خصوصاً عند الخروج أو قبل النوم مع الابتعاد عن مصادر التدفئة والحرارة، فإضعاف الكولاجين يؤدى إلى تمدد الشعيرات الدموية بالوجه وتورمه التي تظهر بوضوح تحت سطح الجلد مباشرة، لذلك يُنصح بتجنب أشعة الشمس والحرارة والأطعمة الحارة والكحوليات، لأنها مسببة لتمدد الشعيرات الدموية. موضحة أن حب الشباب ينشط خلال فصل الشتاء؛ ما يؤدي إلى البثور الملتهبة التي يمكن أن تكون مؤلمة وقبيحة الشكل، فيما تأتي قشرة الرأس كواحدة من مشاكل الجلد؛ بسبب جفاف فروة الرأس الناتج عن انخفاض مستويات الرطوبة في الشعر، ففروة رؤوسنا عادة تنتج ما يكفي من الزيت الطبيعي للحفاظ على شعرنا لامعاًَ وناعماً، لكن في فصل الشتاء يصبح أكثر جفافاً بسبب انخفاض مستويات الرطوبة، مما يؤدي إلى مزيد من القشرة. دخان الخشب والشعب الهوائية أخصائي أول أنف وأذن وحنجرة الدكتور فراس نايف يقول: عندما يُصاب المرء بنزلة برد، يمكن للفايروس أن يسبب التهاباً في الجيوب الأنفية، وأنسجتها، وتعرف تلك الحالة باسم (التهاب جيوب أنفية فايروسي viral)، وقد تبدو الأنفلونزا في بادئ الأمر مثل نزلات الزكام؛ مثل الإصابة بسيلان الأنف والعطاس والتهاب الحلق. وعادة تبدأ ببطء، أما الإصابة بالأنفلونزا فتأتي سريعاً، ومع أن نزلات الزكام قد تكون مزعجة، لكن الأنفلونزا أكثر إزعاجاً، وتشمل أعراضها غالباً حمى وألم عضلات وقشعريرة وتعرُّقاً. ويحذر أخصائي الأنف والحنجرة الطبيب فراس نايف، من الاقتراب من دخان الحطب، وتحديداً مرضى الربو والمصابين بحساسية الجيوب الأنفية، مبيناً أن استنشاق الدخان يهيج الشعب الهوائية، فالدخان يدمر الخلايا الصغيرة التي تشبه الشعر الموجودة في الشعب الهوائية وتعرف بالأهداب، كما يتسبب الدخان في تحفيز الرئة والجيوب الأنفية لإنتاج المزيد من المخاط بأكثر من المعدل الطبيعي، مما يسبب تراكم المخاط في النهاية مسبباً التحسس. وللوقاية من أمراض الشتاء يقول الدكتور فراس، الأهم هو تناول السوائل والحمضيات الغنية بفيتامين C؛ الذي يعد مصدراً جيداً للمركبات المضادة الأكسدة، وأخذ اللقاحات الوقائية، وعدم اختلاط المولود أو الرضيع الأصغر مع مصابين. تجنُّب الرياح والأماكن الباردة وينصح استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور أبو الحسن إبراهيم البدوي، بأهمية وقاية العين في هذا الفصل، فالبعض قد يُصاب بالتهابات في العين وزيادة في الجفاف، وتزداد مع تعرضه لحرارة النار ودخانها للتدفئة؛ الذي قد يكون له تأثير سلبي على العين فتصاب بالجفاف؛ نتيجة تبخر الرطوبة الطبيعية الموجودة في العين، ما يؤدي إلى الشعور بالحكة والحرقة والجفاف، وتهيج للعين، وهنا لا بد من وقايتها باستخدام مرطبات للعين الطبيعية الخالية من العوامل المهيجة، مع أهمية تجنُّب التعرُّض للرياح الباردة الجافة، ولبس نظارة شمسية لحماية العين من الرياح والعوامل الجوية القاسية، وتجنُّب الجلوس في البيئات الجافة والمكيفة بشكل مفرط، فجفاف العين الشديد والمستمر يؤثر على قوة البصر، حيث قد تتعب العين وتشعر بالضبابية أو عدم وضوح الرؤية.