في الرؤية الإنسانية للعلاقات المضمخة بمهرجانات الوفاء والعذوبة والعفوية؛ تُسُتوقف الأفئدة النفيسة، وتنتهي بعقد صفقات من حب منهمر وود مستمر.. ومن يكن دائم الترحال وراء علاقات دافئة كمنارة البحر؛ يزداد التصاقاً بها فلا يفوق من إغماءاتها ولا يخرج من مخدعها.. أما عندما تبدأ الدمعة الأولى للفراق من أعين كارهي الرحيل؛ فينثر صاحبها صوتاً يفوق الصدى بسياج وحدة المعنى وخصوصية الوداع. •• •• •• وفي أتعاب الحياة وبلحها؛ نستورد ملاذات تطهير أنفسنا العميقة، وعند غيض قسوة على الروح؛ تُجلب فضفضة قلب تسكن غابة الذات.. وفي «شِدة ظلم» مُثقَل بعناصر الدهشة؛ تغمرنا حياة مضيئة بملامح انتعاشه تلتقي في منعطف النفس بالأمل والتفاؤل، واحتفاء بالدنيا وأناقتها.. أما من أصابه «انبعاجة افتراء» وتسربت إلى نسمات رئته؛ فيطويها بثوب من قماش ناصع البياض ليتوارى وهجها ويعود لحياته الوضاءة. •• •• •• وفي اتخاذنا من العناء جَدَاء وجدوى؛ نتعلَّم من مِراسنا الدنيوي أموراً غدِقة لا يعرفها إلا المُجرِّب، فتمام العقل بطول التجارب.. وإذا آمنا أن الله تعالى أوجدنا وأعطانا الفضائل؛ سوف تذهب عنَّا دوامة الحيرة والألغاز المحيطة برؤوسنا إحاطة قلادة عُنق مُغلقة.. ومن يدين للحياة بقدر ما تدين له؛ ستعطيه بقدر ما يقدَّمه من خدمات، فالاحترام يبعث على الاحترام، والبغضاء تورث البغضاء. •• •• •• في الأفئدة الصافية الصادقة قارة من بريق رِفعة يضيء الأرواح، كهالة من نور مشتعلة ينجذب إليها بارتياح كل من يراها.. ومن تتلألأ روحه بضياء بسمة أمل إجلالاً لمن حوله كنجوم عائمة على سطح البحر؛ سيضيف إلى نفسه قدراً من المهابة.. والذي يكسر حِدة الملل بابتسامة تشرح صدور من حوله؛ لا يتعطل إحساسه البديع بالحياة، فيتعدَّل نبض قلبه بحياة بلا تكلُّس. •• •• •• وفي دراما السعادة اليومية توازنات متعددة ومتعارضة تنبع من «مجتمع الرغبة»، فمن يتبرم من «السعادة» ستموت لديه جواهر المتغيرات القيمية.. وحين نلتقط المنعطف الوجداني المنحاز إلى مشهد السعادة؛ سنعيد قراءة أنفسنا وأرواحنا، ونكسر حالة الصمت المُعطِّلة للغصن الذهبي للبهجة والحبور.. ومن قول الشاعر: «المجد والشرف الرفيع صحيفة، جعلت لها الأخلاق كالعنوان»؛ نطمئن إلى ما نمتلك من رؤية واضحة لبناء سعادتنا.