قيل: «العلاقات الإنسانية لا تتم بمعزل عن الصدق، ولا عن الندية والتنافس بمفهومهما الإيجابي، ولا بد أن تقترن بثقة طرفيها».. ذلك هو الاتصال الترابطي بين الناس، وهناك رابطة الاثنين تختلف عن النمط السائد بين البشر، التصاق روحي يتعدى التحية والابتسامة.. ولرؤية ذلك الاقتران بشكله الصحيح: كم من الوقت قُضِي لتكوينها؟ وكيف ينظر أحدنا إلى أطياف فلسفة العلاقات بسلوكياتها ونظام معتقداتها؟. •• •• •• الرؤية الإنسانية للعلاقات المضمخة بمهرجانات من الوفاء والعذوبة والعفوية؛ تستوقف الأفئدة النفيسة، وتنتهي بعقد صفات من حب منهمر وود مستمر.. ومن يكن دائم الترحال وراء علاقات دافئة كمنارة البحر؛ يزداد التصاقاً بها، فلا يفوق من إغماءاتها ولا يخرج من مخدعها.. أما عندما تبدأ الدمعة الأولى للفراق من أعين كارهي الرحيل؛ فينثر صاحبها صوتا يفوق الصدى بسياج وحدة المعنى وخصوصية الوداع. •• •• •• وحين نحتفل بعلاقة واقع وجدانية نعيش فيها على الحب؛ نرسخ مكانتنا كآدميين، ونكون كوردة في زمن يتباهى الناس بقطف الورود.. فالأواصر التي آثرت أن تبقى على رونقها الأصلي؛ خُطت حروفها من مداد الميثاق ووحي الود برقة وجمال دون أية مساحيق.. إن تجارب تلك العلاقات الاستثنائية الممتعة؛ بقدر ما هي مفرحة فإنها تتحول لقشة في مهب الريح أمام مسددي فاتورة الزمان. •• •• •• ولكي لا تُفْقد تلك العلاقات شيئاً من عُمقها أو تُخْرج من سياق ميثاقها؛ فإن صون وشيجتها بإنفاذ منهاج يجدد رباطها.. فثمة نوع من الناس يكره امتيازات الحميمية ويعاديها، ولا يستريح إلا إذا هُدم ذلك التمثال الخلاَّب إلى أحجار صغيرة متناثرة.. وفي عصرنا الرمادي؛ هناك من يتعرى فيُظهر مشاعره السوداء، وهناك من يتحول إلى خناجر مسمومة تريق تجارب العلاقات والمواثيق الإنسانية. •• •• •• ولأن بعض العلاقات البشرية أغنى من الحب؛ يُوجد من يرتجف من الروابط البريئة العميقة بين الآدميين، لتنتهي ضحكاته ببكاء صامت.. أولئك يتوهمون أنهم يستطيعون هدم جسر مروا منه، فيبقون تائهين مذعورين من الناس، يعانون من حقيقة لا يريدون استيعاب وجودها.. أما المالكون للحالة التعددية والقدرة للعيش بأكثر من إنسان، فيقول عنه الصينيون: «الكلمة الخارجة من القلب تبقى دافئة ثلاث شتويات». العلاقة الإنسانية لا تتم بمعزل عن الصدق والندية الأواصر المضمخة تحتفي بمهرجانات الوفاء والعذوبة والعفوية صيانة المواثيق بإنفاذ منهاج يجدد رباطها وامتيازاتها الحميمية الوشائج الشخصية التصاق روحي يتعدى التحية والابتسامة