احتفت محافظة دمياط المصرية بتدشين تنويعات إبداعية للشاعر الراحل الدكتور حسام أبو صير تحت عنوان «أوراق من دفاتر شاعر»، من تدقيق وعرض المخرج المسرحي وكيل وزارة الثقافة المصرية سابقاً ناصر العزبي، بحضور كبار المثقفين والكتاب والنقاد، الذين أثنوا على الراحل مؤكدين أنه شاعر مرهف، متمكن في فن القول، ذو عاطفة جياشة، عاش حياته تنازعه رومانسية الشعر وواقعية الحياة. وتضمن الإصدار عدة «دفاتر»، تنوعت بين الفصحى، والعامية، وأغاني مسرحية يا مصر يا غالية، وفقرات شعرية قصيرة، وبعض قصائد متنوعة للراحل لم تكتمل، ورثاء محبين، ثم دراسة لوكيل وزارة الثقافة المصرية سابقاً ناصر العزبي، تناولت حياة الراحل ونشأته ومسيرته الأدبية. وخلال الحفل، أكد أمين اتحاد كتاب مصر والعرب زينهم البدوي، أن الإصدار «أوراق من دفاتر شاعر» المُحتفى بتدشينه جمع بين نُبل المقصد وشرف الغاية، لافتاً إلى أنه وإن كان انشغال الشاعر حسام أبو صير برسالة الطب السامية كان له تأثير على إبداعه الأدبي من حيث الكم، إلا أنه ترك إرثاً عظيماً يخلد ذكراه بين الشعراء، مستشهداً بنماذج من كبار الشعراء من أصحاب المهن مثل الشاعر عبدالعليم قباني، والشاعر إلياس فرحات، والشاعر أنور المعداوي، وغيرهم. وأضاف: «الإبداع ليس بالكم، ولحظة ميلاد القصيدة لها طقوسها الخاصة التي تبدأ بتدوين الأفكار ثم التدقيق إلى أن تنال رضا صاحبها ويجيزها للنشر، وهذا ما لم يحدث مع بعض القصائد التي تضمنها هذا الإصدار»؛ مطالباً بطبعة جديدة من الكتاب بمزيد من التدقيق لسد أي ثغرات. من جانبه، أوضح الإعلامي والشاعر السيد حسن، أمين صندوق اتحاد كتاب مصر العرب، ومدير البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، أن كل قصيدة تحمل رؤية إنسانية شديدة العمق، مبدياً إعجابه الشديد بقدرة الناقد ناصر العزبي ونهجه في تبويب هذا العمل الذي استطاع من خلاله إبراز إبداع شاعر لم يمهله القدر لينال ما يستحقه من الشهرة والتكريم. من جهة أخرى، تطرق الطبيب الشاعر عيد صالح، إلى قضية ما يسمى ب«التسرب الأدبي»، وكيف يمكن أن تبتلع المهنة صحابها وتبعده عن إثراء إبداعه الأدبي، مستذكراً مسيرته مع رفيق دربه المُحتفى به الشاعر الدكتور حسام أبو صير. وشهدت الاحتفالية فقرات شعرية تنوعت بين اختيارات للمتحدثين من الإصدار المُحتفى بتدشينه، وقصائد من إبداعاتهم، بمشاركة الموسيقي توفيق فودة، والعزفة دنيا صلاح، فكانت المشاركات للشعراء زينهم البدوي الذي اختار من الكتاب قصيدتي «أم كلثوم، ولحظات»، والشاعر السيد حسن الذي اختار قصيدة «إلى شهيد»، والشاعر عيد صالح الذي ألقى من ديوانه قصيدة «رحيق الهباء»، والشاعرة مي حسام أبو صير التي قدمت قصيدة «أبويا» المنشورة بالكتاب، والشاعر حاتم أبو صير «نجل الراحل» الذي نوع في اختياره لقصيدتين إحدهما عامية والثانية بالفصحى، واختُتمت فقرات الشعر بأداء حفيد الشاعر الراحل الشاب عبد الرحمن شوشه، الذي اختار من الكتاب قصيدة «يا مصر» ليلقيها على الحضور. والشاعر الدكتور حسام أبو صير ينتمي لمرحلة الشعر في الستينات والسبعينات والتي تأثر بها وبشعرائها، وحقق درجة من التمكن بقدر ما أعطى الشعر من اهتمام، إلا أنه آثر أن يتفرغ لرسالة الطب العظمى للتخفيف عن آلام المرضى، وخاصة الفقراء منهم، مدركاً قيمة رسالته الإنسانية.