بين نفس فواحة بالطمأنينة والاطمئنان، ونَعَامَة وجدان ساطعة بالبشرى والاستبشار؛ لا يشعر من يضيء الآخرين أنه مُتعب ولا بد أن يرتاح.. وعند روح بادية جلية طاهرة لا غموض فيها ولا إبهام؛ شمس ناصعة لنفوس ساحرة وأنفاس باهرة وأكاليل متراكمة غير مشتتة.. ومن في قلبه أمانٍ واضحة مكدَّسة أكواماً أكواماً؛ سوف يشرق هلال آماله يوماً وينال مبتغاه محفوفاً برنة فرح كحبات لؤلؤ. •• •• •• وبين حالات عذبة مضمخة بالحب، وصداعات متقبلة آسنة بالأنانية؛ صفات متدفقة من صناعة نفائس الوفاء لا يتقنها إلا صانع بارع.. ومن يصنع صداقة براقة لا يتسرب منها الجحود، فهو مثل «جمرة متقدة» تحمل في أحشائها لهيب تفانٍ خارجاً عن المألوف.. فكل شيء في الصداقة الخلابة مُبهِر بتفاصيلها الصغيرة، وكل شيء في الصحبة الساحرة جنة حب لمن يُقدِّر نعمة تمنحنا الارتواء. •• •• •• وبين لذائذ الدنيا وعنائها، ومُتعها وآلامها، وربحها وخسارتها، ومدحها وذمها؛ دفاتر نجردها لنعرف كيف يكون الاقتصاد الصحيح في ثروة الحياة.. وبين امرئ صابر وآخر حائر؛ يذهب «الألم» ويبقى ثوابه، وتذهب «المتعة» ويبقى عقابها، فما فات كتبه الله لنا أو علينا.. وبين كلام المدبِّر سبحانه: «أحصاه الله ونسوه»، وقولهم: لك الساعة التي أنت فيها؛ حياة محبورة وأخرى تضيع لا يُنتفع بها. •• •• •• وبين أسلوب حياة لمن منحناه قدَرَه الوافر، وأنس ملون لمن أعطيناه الاعتناء الوفير؛ نمتلئ براحة وتعب لا بد لهما من الراحة.. وبين اندماج مع من احتفينا بمكانتهم، وانبعاج من أنهك دهشة أوقاتنا؛ تتسرب إلينا نسمات الاحتواء وذرات الاجتواء في أعضاء البدن.. وبين وهن يجب الحذر منه، وكلالة غموض لا يعترف بها أحد؛ غابة بلا ضوابط يسكنها رداءة بشر هرِمَة بملامح نهِمَة. •• •• •• وبين مواجهة مشكلات الحياة، ووضوح لغة الذات، والهروب من الواقع؛ مجابهات للعثور على الحقيقة، ومواجهات وهْم العُزلة، وسماع للقلب بصفاء.. وبين التمرد على الواقع، وفِرار الذات إلى ما وراء الذاكرة الشاردة؛ اعتناق للانكسار وتأثيف للانهزام، كسمكة تمردت على البحر فماتت.. ومن يرد التخلي عن المؤرِّقات؛ فليسقطها من حساباته، وليعش اللحظة القادمة، وليتحول لشخص مختلف لا أن يرحل إلى مكان مختلف.