القرارات الأخيرة لوزير الصحة بإطلاق تجمعات صحية عدة في مناطق ومحافظات، وانتقال بعض التجمعات إلى مرحلة متقدمة؛ تعطي مؤشرات إلى سير عملية التحول للنظام الصحي السعودي بخطوات متزنة بين السرعة والتأني والحكمة في كل مراحله، والتدرج في هذا التحول الحساس لضمان استمرار وجودة الخدمات الصحية المقدمة. قد يختزل البعض التحول الصحي إلى تحول المستشفيات والمراكز الصحية إلى تجمعات صحية متعددة، ولكن المفهوم أكبر من ذلك بكثير، مع بقاء أهمية كبيرة لموضوع التجمعات الصحية وما تعنيه من جزء رئيسي من أجزاء التحول الصحي وهو (التحول الخاص بتقديم الخدمات العلاجية)، ولا ننسى التحول الكبير الذي تشهده المملكة في مستوى الصحة العامة والخدمات الوقائية والحرص على الجانب الوقائي والتوعوي بشكل كبير، ونشهد بعض العلامات البارزة في حملات التطعيم المختلفة مثل: حملة التطعيم بلقاح الانفلونزا الموسمية، واللقاح الخاص بالوقاية من الحزام الناري، وكمية التسهيلات التي توفرها وزارة الصحة لضمان سهولة وصول هذه الحملات الوقائية لتغطي جميع شرائح المجتمع. في الفترة الأخيرة يبرز اهتمام المملكة في المواكبة والمواءمة مع المؤشرات الصحية الدولية، ومقارنة وضع النظام الصحي للمملكة بباقي الدول، وتحقيق مستهدفات عالمية، والعمل على هذه المؤشرات الصحية العالمية يكفل تطوير النظام الصحي، وارتقاء الوضع الصحي للتميز عالمياً، لتكون أحد أكثر الدول التي تحقق الأمن الصحي، ولا يستطيع أي شخص أن يغفل عن الجانب الاقتصادي المرجو من عوامل الجذب وتنشيط التجارة والسياحة والصناعة واستقطاب الكفاءات العالمية لهذه البيئة الصحية. التحول الصحي السعودي هو تحول حساس وكبير يحتاج إلى وقت وتدرج كي يتم بالشكل الأمثل، وهو كناطحة سحاب تحتاج لفترة وجهد كبير في وضع أساسات قوية وضخمة تستطيع تحمل وتثبيت هذه البناية العالية، ويحتاج التحول الصحي إلى أركان وقواعد قوية ومتينة لتستطيع تثبيت هذا النظام الضخم والمهم. أخيراً.. التحول الصحي بالمملكة يهدف بشكل كبير للحفاظ على صحة الفرد أولاً، ثم علاجه إذا استدعت الحاجة.