ناقش وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، في جدة، اليوم (الأربعاء)، المخاطر المحدقة جراء التصعيد الإسرائيلي المتواصل ومحاولاته تهجير الفلسطينيين من غزة، إضافة إلى المجازر التي يرتكبها في القطاع والاعتداءات على الأقصى. وقال وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على التهجير القسري لأهالي قطاع غزة، وإن الكويت تعتبر ذلك «جريمة حرب». وطالب الوزير خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة اليوم (الأربعاء)، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف العدوان على غزة وتوفير الحماية للمدنيين. فيما أكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبدالعزيز الخليفي أن ما حدث في قطاع غزة نقل القضية الفلسطينية إلى الواجهة، مشيرا إلى أن نصف مليون فلسطيني نزحوا قسرا داخل القطاع. وحذر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب من أن استمرار العدوان على غزة قد يشعل نارا تلتهم المنطقة برمتها. من جهته، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، خلال القمة، أن الحكومة الإسرائيلية تتعامل معهم بشريعة الغاب، مبيناً أن غزة تتعرض لإبادة جماعية غير مسبوقة. وأوضح المالكي أن إسرائيل تعمدت قصف المستشفى المعمداني، وقالت إنه تحذير، مشدداً: كل من أعطى إسرائيل تفويضا وزودها بالسلاح تواطأ معها ويتحمل المسؤولية عن القتل الجماعي. وأضاف: إسرائيل تقتل طفلا فلسطينيا كل 15 دقيقة، إسرائيل شردت مليون فلسطيني في أسبوع واحد، ومستمرة في تجويع من شردتهم من بيوتهم، محذراً من خطورة الوضع في غزة وخطورة التصعيد الإسرائيلي والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية. ولفت إلى أن العالم اختار التعايش مع جرائم إسرائيل وتجاهل دعواتنا لتوفير الحماية للفلسطينيين، موضحاً أن إسرائيل أعلنت أمس بناء مستوطنة في حي باب العامود بالقدس. بدوره، طالب وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان باتخاذ إجراءات عملية خلال القمة، محملاً الولاياتالمتحدةالأمريكية مسؤولية الجرائم التي ترتكب في غزة. وقال عبداللهيان خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة: بلينكن موجود في غرفة العمليات الصهيونية وينصح في الوقت ذاته الآخرين بضبط النفس، مؤكداً أن القضية الفلسطينية باتت محور وحدة العالم الإسلامي اليوم. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يرتكب بدعم أمريكي وغربي جرائم حرب وتطهير عرقي وإبادة جماعية، مبيناً أن قصف المدنيين في المستشفى بغزة أمس لا ينسجم مع أي منطق. وشدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الكيان الصهيوني من جانب الدول الإسلامية والعمل على تشكيل محكمة لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، داعياًَ لتفعيل دور سفراء الدول الأعضاء بجنيف للمتابعة القانونية لجرائم الكيان الصهيوني وإرسال وفد من الدول الإسلامية إلى غزة للوقوف على جرائم إسرائيل وتشكيل محكمة دولية مختصة بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن ارتكاب إسرائيل الفظاعات لا يواجه بالعقاب اللازم، مبيناً أنه لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني وحرمانه من الوقود والماء والغذاء. ولفت إلى أن حل الدولتين هو الحل الأمثل والدائم، ولا سلام دون الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة أن يتحقق وقف غير مشروط لإطلاق النار.