تاريخيًا وعلى نُدرة حالاتها إلا أنه لم تشهد دولة من دول العالم حالة من الوعي الوطني مثلما تشهدها المملكة العربية السعودية الآن، وهي حالة يُدرك المتابع للشأن المحلي أنها تزامنت مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مقاليد الحكم، حيث استشعر المواطن أن ثمة تحولًا كبيرًا في المكانة التي يجب أن تتبوأها المملكة، وأن ثمة طموحًا سعوديًا يتجاوز حدود ما سبق من تصورات أو توقعات. لقد جاء ولي العهد برؤية عظيمة لامست عقول وقلوب المواطن الذي كان يطمح إلى أن تكون المملكة بكل مُمكناتها وقُدراتها ليست في طليعة دول المنطقة فحسب بل في طليعة دول العالم، وهي حالة يتوهم كل من يظن أنها يسيرة أو سهلة التحقيق، خاصة أن ثمة تجارب في دول محيطة بنا كان الخطاب الوطني فيها قائمًا على مزايدات وشعارات فارغة من أية دلالات حقيقية ملموسة على أرض الواقع، بل كانت خطابات دافعة إلى تقويض كل صور التنمية والتقدم لصالح انبطاحات إيديولوجية أو قومية فارغة من أية مضامين حقيقية تعود على من يرفعها بأية فائدة، وربما المنطقة العربية بعد 2011 قد كشفت هشاشة هكذا شعارات ومجتمعات حد أن بعضها يدفع الآن ثمنًا موجعًا لها. في تجربة الوعي السعودي الأمر يختلف، فثمة براغماتية يؤمن بها محمد بن سلمان يلمسها المواطن الذي بات يشعر بالتلاحم والتمازج في ما بين طموح القيادة حيال المملكة ككل، وبين فكر وتطلعات المواطن البسيط في أي مدينة أو قرية أو هجرة سعودية، ويُمكن للمتابع للصورة الذهنية العامة للمملكة في الفترة من 2015 وحتى 2023 أن يكتشف مرحلة صعود المملكة على قائمة المشهد العالمي بفضل السياسة الرشيدة والحازمة للقيادة الرشيدة، بداية من القضاء على الفساد ورفع حالة الثقة في الشخصية الوطنية السعودية، وإعاة كافة الاعتبارات المجتمعية والإنسانية للمرأة السعودية، وارتفاع فرص الاستثمار والتنمية في كل مناطق المملكة، بل ومبادرات ومشاريع تتضمنها رؤية المملكة 2030 يتم تنفيذها في سياق منظومات وكفاءات بشرية وطنية سعودية أثبتت وما زالت أنها الأكفأ عالميًا في مجالها. إن هذا القول ليس وصفًا لحالة بل معلومة أكدتها وتؤكدها العديد من المصادر الدولية التي اعترفت صراحة في تقاريرها وأبحاثها ودراساتها المتخصصة أن العقلية السعودية تتفرد الآن بالتغريد خارج السرب، وأنها عقلية أثبتت نجاحًا وتفوقًا وقدرة على طرح الرؤى وتنفيذها في أي مجال تخوضه، تنطلق بالمملكة نحو أعلى الآفاق والدرجات، وما يحدث في مسارات الإنفاق الرياضي المذهل الذي جعل شعوب العالم في صدمة هو أنموذج لحرص ولي العهد على الرياضة والشباب، فشكرًا خادم الحرمين وشكرًا جزيلًا لعرّاب ومبتكر رؤية 2030 على هذه المنظومة السعودية التي تُمثِل صفحة ناصعة من صفحات المملكة الخالدة يكتبها في حضرة الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي نفخر في ذكرى مولده أن نحمله رمزًا في قلوبنا وفاءً ومحبة وإخلاصًا ودعاءً أن يوفقه الله وتأكيدًا على أنه صورة الوطن الذي يليق بالشخصية السعودية العظيمة دائمًا.