انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الرؤية» تخط عهداً جديداً.. بأحلام وشغف الكبار
نشر في الرياض يوم 08 - 05 - 2021

خمس سنوات مضت على إطلاق مشروعنا الوطني العظيم رؤية 2030، التي نضج بعض ثمارها وتم قطافها في بشارة أولية تعطينا صورة واضحة عما سيكون عليه الغد من إشراق بحول الله وقوته، وإننا نسير على الطريق الصحيح الذي سيقود بلادنا إلى تحقيق رؤيتها وأهدافها وتحرز مكانتها المتقدمة بين الأمم، فالأمير محمد بن سلمان عندما وضع أسس الرؤية لم تكن أسسا نظرية من الممكن أن تتحقق أو لا تتحقق، أو أن يحقق بعض أهدافها ويؤجل الآخر، لم تكن أسس الرؤية نظرية أو خطوطا عامة تنفذ كيفما اتفق، بل كانت التفاصيل حاضرة، وطرق التنفيذ معروفة، والأهداف واضحة، كانت هناك بعض الأخطاء وهو أمر وارد جدا في المشروعات ذات الأهداف الكبرى، لم يتم التوقف عند تلك الأخطاء بل تم تجاوزها وتصحيح مسارها لتصبح دافعا لعدم تكرارها ومعاودة الانطلاق من جديد.
خمس سنوات من عمر الرؤية تبشر بمستقبل مزدهر
اليوم تحتفل المملكة بمرور أربع سنوات على تولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وهي مهمة تصدى لها بكل اقتدار، وتمكن من خلالها إطلاق الرؤية المباركة التي قفزت ببلادنا نحو آفاق المستقبل من خلال إصلاحات ومشروعات أقل ما يقال عنها إنها ضخمة غيرت من واقع وطننا إلى الأفضل ومازلنا في البداية، فما ينتظرنا مستقبل سنفتخر به جميعا بإذن الله.
التركيز على قياس الأداء والتقييم لكل المبادرات والمشروعات
«ندوة الرياض» انعقدت من أجل هذه المناسبة، التي تستحق ندوات كثيرة حتى نستطيع إعطاءها حقها، وقد لا نستطيع الإيفاء بكل تفاصيلها.
تغيير شامل
رئيس تحرير الرياض، الأستاذ هاني وفا: «هذه الندوة تتناول جوانب من اللقاء التلفزيوني، الذي تم مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما تواكب الذكرى الرابعة لتولي سموه ولاية العهد في المملكة، وبالتالي الحراك الذي شهدته المملكة في السنوات الخمس الماضية، حيث حقق قفزات بمعنى الكلمة من جميع النواحي، هناك تغير شامل إلى الأفضل، إلى الأمام، إلى المستقبل، وهذا يحتاج منا أن نعطي هذه السنوات الخمس ما تستحقه من توضيح وتفسير، وماذا تم في الخمس سنوات الماضية؟ وماذا سيتم في التسع سنوات المقبلة -إن شاء الله- والتي تصل بنا إلى رؤية 2030؟ حيث لن تقف المسيرة -كما قال ولي العهد- بل ستكون لها امتدادات مباركة إن شاء الله.
للمرة الأولى.. ثلاث سفيرات يمثلن خادم الحرمين في الخارج
أرحب بالأستاذ طلعت حافظ ود. إبراهيم النحاس والأستاذ تركي الخليوي في جريدتهم «الرياض»، وفي هذه الندوة التي لها تاريخ ليس للجريدة فقط، بل ساهمت في التنمية بشكل كبير، وفي هذه الندوة تم طرح العديد من الموضوعات التي كان لها تأثيرها على المسيرة التنموية التي تشهدها بلادنا عبر عمرها المديد إن شاء الله.
سمو ولي العهد يفتخر بالمواطن ويعمل بالداخل والخارج لرفاهيته
تنويع القاعدة الاقتصادية
خالد الربيش: «نرجو من الأستاذ طلعت حافظ أن يحدثنا عن واقع رؤية 2030، وأبرز المكتسبات التي تحققت خلال الخمس سنوات الأولى؟
حافظ: «حقيقة كنا نحلم كاقتصاديين بتنويع القاعدة الاقتصادية عبر الخطط الخمسية من فترة حقبة السبعينات حتى وصولنا إلى الخطة العاشرة، نعم تحققت بعض الأهداف، لكن ليس كما المأمول، واليوم حقيقة أقول عن الرؤية إنها كانت حلما وتحقق، وحقا كانت رؤية الحالمين لما وضع فيها من أهداف اقتصادية، فاليوم نرى وللمرة الأولى نمو القطاع غير النفطي بنسبة كبيرة خلال العام الماضي، وهذا يدل على قدرة هذه الرؤية على تنويع مصادر الدخل الوطني، والبعض طبعا يعزوها إلى الضرائب كضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية، صحيح هناك جزء من ذلك لكن يجب أن ننظر إلى التنويع الاقتصادي الذي حصل بما يعرف بالصناعات التحويلية «سابك وأخواتها»، وأيضا التطور الذي حدث في أرامكو، والتطور الذي حدث في قطاعات كانت شبه مهملة كالتعدين على سبيل المثال، أيضا في قطاعي الترفيه والسياحة، فقطاعي السياحة والترفيه اللذين كانا مهملين لفترة طويلة من الزمن أبليا بلاء حسنا في عام ما قبل الجائحة 2019، فقد كان النمو ما بين 3٫5- 4 ٪، وبالتالي أضاف إلى الاقتصاد والتنوع ما كنا نحلم به حقيقة، فالرؤية حققت في التنوع الاقتصادي الشيء الكثير.
وأضاف «اليوم كنت أقرأ عن بعثة صندوق النقد الدولي إلى المملكة، أو ما يعرف بالبعثة الدولية، وقد تمت افتراضيا وفق المادة الرابعة التشاورية للصندوق، وأفادوا بأنهم جدا سعيدون بما رأوا من نمو للاقتصاد السعودي، وقالوا: إن الاقتصاد بشكل عام سينمو ب 2٫1 ٪ من تراجع قدره 4،1 ٪ في العام الماضي، وسينمو بوتيرة أفضل في العام المقبل -إن شاء الله-، كما نوهوا بهذا النمو وبتعاون المملكة الجريء والقوي والصلب مع جائحة كورونا، فلكم أن تتخيلوا رغم كورونا نمت الاستثمارات في 2020 العام الماضي بوتيرة لم يشهدها التاريخ في السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال في الربع الأول فقط نمت نموا كبيرا يفوق ما قبله من سنوات، رغم أننا نعيش ظروف الجائحة، وهذا يدل على أن الجائحة لم تجعلنا نتقاعس أو نرتاح، حيث تعاملنا مع الجائحة منذ اليوم الأول بجدية وحزم، وبخط مواز مع الرؤية، وحققنا ما حققناه اليوم رغم الجائحة.
دولة عزيزة في الداخل والخارج
جمال القحطاني: «من الناحية الدولية تضمن اللقاء الاستثنائي لولي العهد تأكيد السيادة، ورفض الضغوط والتدخل في شؤونها الداخلية، وإعلاء المصلحة الوطنية في إطار العلاقات والشراكات الدولية، ماذا يمكن أن يضيف لنا الدكتور إبراهيم النحاس بخصوص هذا المحور؟
النحاس: «سمو ولي العهد عندما تطرق للسيادة، كأنه يريد بشكل أو بآخر أن يوصل رسالة في مضمونها احترام وتقدير للشعب السعودي داخليا بأن دولته عزيزة كما كانت، وستظل عزيزة في شؤونها الداخلية والخارجية، وهذه كانت رسالة معهودة عن قيادة المملكة، وولي العهد تحديدا في هذا التوقيت يعلي من شأن المواطن دائما، وكانت هناك تساؤلات كثيرة في مرحلة معينة حول الضغوطات الدولية الآتية من الإعلام المعادي للمملكة، الذي يريد إظهار أن المملكة تقع تحت ضغوط دولية، وأن ما تقوم به يأتي في تلك الاتجاهات، وباعتقادي هذه كانت نقطة أساسية ومباشرة في رسالته، والرسالة الأخرى هي للمجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديدا بهذا التوقيت، بحكم أنه تحكمنا علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، ولكن هذه العلاقة لا تعطي الحق لأي دولة أيا كان حجمها في المجتمع الدولي أن تتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، هذا التدخل الذي أشار إليه سمو ولي العهد يتعلق بأمور في الداخل السعودي كرؤيتها الاقتصادية، وثقافتها الداخلية، وتوجهاتها، وحتى استقلالية الجانب القضائي الذي يهم المجتمع السعودي داخليا.
ويضيف النحاس: «هناك رسالة أخرى للمجتمع الدولي، أن المملكة العربية السعودية كما أسست علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع بعض الدول في المجتمع الغربي تحديدا بريطانيا وفرنسا في مراحل معينة، أيضا هي ذاهبة في اتجاهات تعزيز علاقاتها وشراكاتها الدولية مع الدول التي لا تتفق مع الولايات المتحدة الأميركية كالصين أو روسيا، أو حتى مع الدول الناشئة كالهند، والتي أشار إليها سمو ولي العهد في حديثه، وبالتالي هو يريد أن يقول إن مصلحة المملكة هي التي تتحكم في قرارها الداخلي والخارجي وليست الضغوطات الدولية الخارجية من أي دولة كانت، وهذه حقيقة كانت من أهم النقاط التي أشار إليها سمو ولي العهد في رسالته في جانبها الخارجي، وأعتقد أن هذه الرسالة ليست بالجديدة لتقال في المملكة للمجتمع الدولي، ولكنها جديرة أن يقولها ولي العهد في هذا التوقيت بالذات خاصة بعد الضغوطات التي يقال أنها تمارس ضد المملكة في مجالات معينة كحقوق الإنسان وغيرها، فهذه رسالة واضحة، وهي بمثابة نقطة في آخر السطر للمجتمع الدولي، وهذه الرسالة يجب أن يركز عليها الإعلام السعودي بجميع وسائله، وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن يدفع باتجاهها حتى في الجوانب التعليمية لأنه في مرحلة من المراحل، تم اختراق بعض شرائح المجتمع من الإعلام الخارجي، خاصة من وسائل الإعلام المعادية للمملكة، حيث كنا في مرحلة غفلة -إذا صح القول- معينة لم ينتبه لها لكن المهتمين بالجوانب الثقافية وغيرها كانوا مدركين أبعاد الاستقلالية، ولكن الجيل الجديد يحتاج إلى هذا الخطاب الوطني الحقيقي، وكلمة سمو ولي العهد يجب أن تكرر كثيرا، ويعاد نشرها، والتأكيد عليها في وسائل الإعلام السعودية أيا كانت كل فترة وحين.
الرياضة.. عرّفت بالمملكة
الربيش: واحد من أبرز التوجهات في رؤية المملكة هو البعد الرياضي، وما شهدته المملكة خلال الفترة الماضية من نقلة نوعية في العديد من الرياضات أو في استقطاب بطولات عالمية، رغم أن هذا المحور مهم إلا أنه لم يأخذ حقه في الإعلام وتسليط الضوء عليه وعلى دور رؤية المملكة 2030 في هذا الجانب، الأستاذ تركي الخليوي لو تحدثنا عن هذا الجانب؟
الخليوي: «أعتقد أن الرياضة هي الجانب الأقل تأثيرا خارجيا، فهي ليست كالسياسة والاقتصاد، فالمملكة بحكم قوتها السياسية والاقتصادية من سنين طويلة تؤثر في العالم الخارجي، وهذه فرصة لكي نعمل على تحسين الجانب الرياضي وجعله مؤثرا، فالرياضة جزء من برنامج جودة الحياة الذي هو واحد من 13 برنامجا في الرؤية التي تدخل ضمن المحاور الثلاثة «مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح «، والاهتمام الكبير الذي أولاه سمو ولي العهد للرياضة، والذي لم يظهر سموه في الصورة بشكل مباشر، لكنه حقيقة كان خلف كل التطورات والتغيرات التي حدثت في المجال الرياضي، فلدينا ميزانية تشغيلية جيدة لوزارة الرياضة، وتم تقديم دعم كبير جدا من قبل الدولة لتحقيق استراتيجيات معينة، وأيضا هناك ميزانية خاصة بالمشاريع، وبالتالي كلها تعمل في مسار واحد، وبمعنى أن استقطاب الفعاليات الدولية كسباق السيارات الكهربائية أو الفورمولا إي أو المصارعة أو الملاكمة، هذه كلها مدعومة من ميزانية الرؤية، وهذا شيء أضفى بريقا على المملكة، ومن تابع الصحافة العالمية خلال سباق السيارات أثناء رالي داكار وغيره، لمس أن المملكة بدأت تظهر للعالم رياضيا كبقعة ضوء فرضت نفسها.
وأضاف، «النقطة الأخرى هي الأندية الداخلية، فعندما قال ولي العهد أنا أطمع أن يكون دورينا من أفضل 10 دوريات في كرة القدم بالعالم، فهذا مشروع طموح ويحتاج إلى إرادة حديدية كإرادة سمو ولي العهد، ومن السهل أن تحقق ذلك ما دام هناك شعب قوي كجبل طويق، فلما تتحد القوة الشعبية مع الإرادة السياسية، من المؤكد سنحقق الشيء الكثير، رغم أن الرياضة على المستوى الفني الداخلي من حيث الإنجازات الرقمية، مازالت قليلة ولم تحقق الشيء الكثير فهي في طور البناء، والهدف الأساسي للرؤية بالنسبة للرياضة هو أن يصبح 40 ٪ من سكان المملكة يمارسون الرياضة في 2020، كان يفترض أن تكون النسبة 13 ٪ لكنها وصلت إلى 25 ٪، وهذا تقدم كبير جدا ناتج عن وجود مشروعات عدة وعن الكفاح الذي حدث في المملكة، مما أعطى حرية لممارسة الرياضة للفئات كافة، وأتمنى تحقيق نسبة أكبر من 40 ٪ عندما تصل إلى 2030، لكن القياس الفعلي للرياضات في أي بلد هو الإنجازات التي تحتاج إلى جهد كبير جدا من وزارة الرياضة، والرؤية تركز على قياس الأداء، فأي مشروع لا يخضع للقياس والتقييم لا يحقق المراد منه، لكن إذا كان هناك قياس دائم للأداء يوضح لك ما تحقق، ونقاط الضعف فيه، وعلى إثره يصدر قرار إلغاء شيء معين أو إبعاد مسؤول معين نتيجة المتابعة.
وبين الخليوي، أن من الفعاليات التي أضيفت: كأس السوبر الإيطالي، وكأس السوبر الإسباني، فهاتان الفعاليتان مشاهدتان على مستوى العالم، تخيل كأس السوبر الإسباني الذي يسمى «ديربي الأرض» يشاهده العالم كله وهو يقام على أرض المملكة، فهذا له بعد كبير جدا وسيستمر لعشر سنوات مقبلة، كما شهدت الخمس سنوات الماضية تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم في روسيا، والمنتخب الأولمبي إلى طوكيو.
مداخلة رئيس التحرير: هذا بالنسبة للاتحادات الرياضية والرياضة الاحترافية، لكن هناك برنامج الرياضة للجميع، هذا البرنامج له انعكاسات ليست على التنمية والأنشطة الرياضية بل على المجتمع ككل، وأيضا يقلل نسبة الإصابات بأمراض معينة، ويخفف الضغط على المنظومة الصحية.
الخليوي: نعم ذلك من أهداف رؤية 2030 أن يصبح 40 ٪ من الشعب السعودي يمارسون الرياضة، والغاية منه صحة المجتمع التي ستنعكس على الصرف الحكومي على الصحة.
حافظ: لست سياسيا ولست رياضيا، لكن أعتقد بالنسبة للوضع السياسي في المملكة بأننا محتاجون حقيقة إلى رسالة للعالم الخارجي، وباعتقادي إن المملكة كفت ووفت إقليميا وعربيا، وهذه الرسالة يجب أن توضح النمط السياسي للمملكة، وهو النمط المسالم، النمط الذي يحب السلم والسلام، ولعلي أشيد بزيارة سيدي سمو ولي العهد إلى أميركا وإلى دول أخرى، حيث لم يكتف بزيارة الإدارات الحكومية والمركزية إنما زار عمق المجتمع الأميركي، فقد زار شركات ورجال أعمال وجامعات لأن الإدارات تتغير لكن يبقى رجال الأعمال والشركات والجامعات، أعتقد أننا محتاجون إلى رسالة إعلامية قوية للخارج توضح نهج المملكة، سواء في رؤيتها أو نهجها السيادي القويم والسليم.
أما الرياضة فقد كانت إلى فترة بسيطة مختزلة في كرة القدم، نعم كلنا نحب كرة القدم لكن الرياضات الأخرى شبه ميتة دماغيا إن صح التعبير، حيث حققنا ميداليات ذهبية في ألعاب القوى إلا أن الخبر في الإعلام يمر مرور الكرام، ولم يعط الضوء الإعلامي الذي يستحقه، لذلك أعتقد أن التنوع الذي تحدث عنه الأستاذ تركي وضع المملكة في أنظار العالم، حيث تشاهد من قبل مئات الملايين، هذا كله يعطي صورة إيجابية عن المملكة، ويعرف العالم على مملكتنا، وخلال الأربعة أعوام الماضية تمت إقامة أكثر من 10 آلاف فعالية في السعودية، جزء منها يتعلق بالرياضة، وجزء منها يتعلق بالترفيه، وجزء منها يتعلق بالسياحة، تخيل وجود أكثر من 10 آلاف فعالية ماذا يمكن أن تصنع في الاقتصاد والإيرادات، هناك أكثر من 1000 شركة متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر أنشئت خلال الفترة الماضية بسبب الفعاليات والنشاطات السابقة، فالرؤية وضعت لنا خارطة طريق كنا نحلم بها ووضعت لنا بوصلة كنا ننادي بها.
الخليوي: «من حضر ملتقى التحول الوطني في الرياض، يتذكر كلام سمو ولي العهد عن الوضع الداخلي، حيث كان كلامه شفافا وصريحا، فقد كانت الخطط الخمسية كل واحدة تغطي على الأخرى، أما في البرنامج الوطني والرؤية 2030 كان هناك إحصاءات وفوارق في الصرف والميزانيات والإيرادات حتى في الوزارات السيادية.
من الواضح أن وراء سموه شيئا عظيما، فبهذه الجرأة يتكلم وينتقد الوضع الداخلي أمام الحاضرين، فمنذ تلك اللحظة تفاءلت بهذا الرجل العظيم، وفعلا خرج علينا بهذه الرؤية التي سوف تكتمل وتحقق أهدافها إن شاء الله.
حافظ: أحد الإخفاقات التي كانت لدينا وأشار إليها سمو ولي العهد في مقابلته، أنه لم يكن هناك تماسك أو تناسق بين الجهات الحكومية وبين الوزارات، اليوم مجلس الاقتصاد وشؤون التنمية وضع جميع الوزراء المعنيين تحت قبة واحدة، فأصبحت القرارات تتخذ آنية، مثلا ما يتعلق بالصحة وجدنا أن العجلة تدور بسرعة، وإلى وقت قريب لم نكن نسمع في الدولة بمؤشرات الأداء، والآن نسمع بالمستهدفات، تخيل أن أكثر من 400 مبادرة بتفرعاتها، حيث نجد أن كل مستهدف تحقق بل وتجاوز النسبة المحددة، ومثال ذلك الإسكان -كما قال سمو ولي العهد- فالإسكان كان معضلة، فقد كان المواطن ينتظر من 15 إلى 20 سنة أو قد يتوفاه الله ولم يحصل على قرض، مع أن مبلغ 250 مليار ريال موجود إلا أنه لم يتم صرف إلا مليارين فقط في 2011-2010، والحقيقة أن النسبة ارتفعت من 47 ٪ إلى 52 ٪ ثم 60 ٪ في 2020، والآن الطموح أن نصل إلى 70 ٪ وهذا لم يتم إلا بالترابط بين الأجهزة الحكومية، حقيقة علينا رفع العقال لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وأيضاً لوزير الإسكان لقدرته على تجميع أصحاب العلاقة بالإسكان من ممولين ومطورين ووضع خيارات ومنتجات سكنية، عددها أكثر من 17 خياراً، وحاليا خلال دقائق يحصل المواطن الكريم على خيار سكني، متى ما انطبقت عليه الشروط.
إيران والحوثيين
القحطاني: خلال اللقاء أشار ولي العهد إلى إيران والحوثيين، بعض الإعلام الخارجي والمراقبين قفزوا لاستنتاجات ربما لا تكون صحيحة بخصوص وجود تحول في موقف المملكة رغم أن هذا استمرار لنهج المملكة الذي هو داعم للحوار والحلول السليمة لأي قضية فما رأيك؟
النحاس: حالياً أصبح الضخ الإعلامي الخارجي قويا، وكما تفضل سمو ولي العهد فإن هذا النهج يأتي امتدادا للسياسة السعودية، الحوثيون على سبيل المثال منذ أن حدث الانقلاب الحوثي كانت سياسة المملكة أن الحل يجب أن يكون بين الأخوة اليمنيين والفضائل اليمنية، سياسيا وليس عسكريا، ولذلك تم الاستجابة لطلب الرئيس اليمني هادي بأن شكل التحالف وعمل عليه منذ اليوم الأول للانقلاب، وهذه كانت رسالة المملكة بأن الحل يجب أن يكون سياسيا.
وأضاف النحاس، «أن العمل العسكري في اليمن كان لعدة اعتبارات، منها صد عدوان الحوثي ومنعه من التوسع والسيطرة على الأراضي اليمنية، وبالتالي ما قاله سمو ولي العهد هو بمثابة امتداد، لما كان في المراحل السابقة، ويواكب مبادرات السلام التي قدمتها المملكة استجابة لتطلعاتها بانتهاء الأزمة اليمنية، وإعطاء الفرصة للحوثي لكي يراجع مواقفه، وإشارة للمجتمع الدولي بأن المملكة ليس لها إشكالية مع أي مكون من مكونات الشعب اليمني، وإنما مشكلتها مع الانقلابين الذين يتلقون الدعم من إيران، وكما أشار سمو ولي العهد إلى أنه لا توجد دولة تريد أن يوجد بجوارها ميلشيات إرهابية تحكم وتسيطر، سواء كانت تلك الميليشيات الحوثي أو القاعدة أو غيرهما، والذي لفت نظر المجتمع الدولي أن هذا التصريح جاء على لسان سمو ولي العهد خلال لقاء تلفزيوني، وليس عبر وزارة الخارجية، كما كان سابقا، وهذا يعد من المبادرات المهمة جدا التي تبنتها السعودية، وهي رسالة واضحة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن المملكة تنتهج سياسة السلام مع الحوثي وغيره.
فيما يتعلق بإيران، أفادت الرسالة هذه المرة بأن المملكة تعمل على بناء اقتصادها، وتعمل على رفاهيتها فلديها رؤية، وكل ذلك يسير بخطى ثابتة، ولذلك فالخطاب الاقتصادي في بداية اللقاء، استغرق تقريبا ثلثي المقابلة، وبعد ذلك أتى الخطاب السياسي ليرسل هذه الرسالة، التي مفادها، أن المناوشات الإيرانية سواء بدعم الحوثي أو دعم ميليشيات في العراق أو سورية أو لبنان التي تريد زعزعة الاستقرار في المنطقة لن تؤِثر على سير المملكة نحو تحقيق أهدافها وكأنه سموه يقول لإيران، لو ترغبون أن تكونوا متطورين ومتقدمين في الجوانب الاقتصادية والتنموية وتخدموا شعبكم وتعيدوا بناء البنية التحتية بشكل جيد، فالسلام هو الطريق الحقيقي والوحيد، وتبني القانون الدولي، وهو التزام إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والانكفاء للداخل لبناء اقتصادها، فهذه المناوشات لم ولن توقف عجلة التنمية في المملكة، وبالتالي يريد أن يقول سموه، الحصانة الوحيدة من هذه الممارسات الإيرانية الطائشة هي المجتمع الإيراني والدولة الإيرانية، وحقيقة هذه رسالة مهمة جدا، وصلت ليس لإيران وحسب بل للمجتمع الدولي.
وأيضا لهذه الرسالة أهمية كبيرة داخل الدولة الإيرانية، لأنها سوف تعزز الجانب الذي يدعم ابتعاد إيران عن السياسة الثورية الإيديولوجية التي تدعم الميليشيات وهناك في إيران جماعات وفئات تهمها مصلحة بلدها، فخطاب ولي العهد سوف يعزز هذا الجانب بشكل أو بآخر، وسوف يرسل رسالة للشعب الإيراني بأن الإشكالية ليست في المملكة وإنما في قياداتكم الثورية الراديكالية التي تريد زعزعة الأمن والاستقرار، وكلفتكم الكثير والكثير من التراجع في التنمية والفقر والجوع وانعدام البنية التحتية على مدى أربعة عقود، وهناك رسالة أخرى لإيران فيما يتعلق بتوجهاتها النووية والبالستية، وكأنه يريد سمو ولي العهد أن يقول في هذا الجانب، إن هذه البنية التسليحية لن تعود على إيران إلا بالخسران فالتكلفة العسكرية العالية، تستنزف الاقتصاد والتنمية، والجوانب النووية لن تفيد إيران، وإنما عليهم الذهاب إلى السلام والاستقرار والهدوء لأنه إن أردتم الازدهار والتنمية فنحن معكم في ذلك، بل وذهب بعيدا في ذلك من خلال توجيه احترامه للشعب الإيراني، فليس لدينا مشكلة بأن يكون لنا مصالح مع الدولة الإيرانية، ولدى الشعب الإيراني مصالح في المملكة، وهذه الرسالة لعلها تؤثر في الانتخابات الإيرانية المقبلة فالمجتمع الإيراني لديهم فرصة، أما أن يستمروا في السياسة الراديكالية، والمملكة قادرة على حماية نفسها وإيصال صوتها بقوة، وحماية حدودها وبالوقت نفسه قادرة على الذهاب بعيدا في الجوانب التنموية، لذلك جاء في خطابه أنه بعد رؤية 2030 لدينا رؤية 2040، والذهاب مع المملكة في اتجاهات التنمية.
رؤية شمول وإنجازات
صالح الحماد: بحكم إلمام الأستاذ طلعت حافظ، بالشأن المحلي اقتصاديا وصناعيا، والإصلاح الاجتماعي، الذي يشهد زخما كبيرا مع الرؤية 2030، كيف ترى ما تم؟ وما أنجز في ظل التزام المملكة بدستور الشريعة، القائمة على القرآن والسنة والنظام الاساسي للحكم؟
حافظ: الجميل في الرؤية أنها لم تترك أي منحى من مناحي الحياة إلا وطرقتها، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، وبالتالي هذا الذي جعل الرؤية ناجعة وناجحة، ووصلت لقلوب المواطنين وحتى المقيمين، وأثبتت بلادنا بحق أنها مملكة الإنسانية، والدليل ما شاهده العالم في أزمة «كوفيد 19» من عناية حتى بالمخالفين لنظام الإقامة، حيث قال عن المملكة رئيس منظمة الصحة العالمية: «نرجو أن يحذو العالم حذو المملكة العربية السعودية سواء في تعاملها مع الأزمة أو توفير اللقاحات والعلاج المجاني للمواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة والعمل بدون تبعات قانونية، ودون أدنى شك بأن الجانب الاجتماعي قد لمسه الجميع، فحتى وقت قريب خلال الإجازات كان المواطن لا يجد أماكن مناسبة لقضاء إجازته مع أسرته تحت سقف واحد، مما يضطره للسفر إلى دول أخرى، ما يسبب هدرا اقتصاديا كبيرا على المملكة، وفي الوقت الراهن بدأت الناس تزور وتفخر بالأماكن السياحية والترفيهية في الداخل، بل واستقبلنا سياح الخارج بعد تسهيل التأشيرة، فقد أصدرت أكثر من 400 ألف تأشيرة في نهاية 2019 ومطلع 2020، وبعدها توقف كل العالم بسبب الجائحة، وكل ذلك يؤكد أن هناك تعطشا لزيارة المملكة وكانت الرؤية سببا لزيارة وطننا، ومشاهدة آثار الرؤية في المملكة فتم اكتشاف العلا وغيرها من المناطق الداخلية، والمواطن استغنى عن السفر الخارجي لقضاء الإجازات وأصبح يقضي إجازته في بلده بسبب ما وفرته الرؤية من ترفيه وسياحة داخل المملكة، والجانب الاجتماعي قد أخذ حظه من الرؤية، وأيضا النصف الآخر من المجتمع «المرأة» قد أخذت نصيبها وحظها الوافر.
واستطرد حافظ: «هناك إشكالية البطالة في المملكة فقد كانت نسبة البطالة بين السعوديين الذكور أقل من الإناث بنحو 6 ٪، بينما كانت في الإناث أكثر من 33 ٪، وبعد فتح المجالات لتوظيف الإناث تحسنت النسبة في الربع الرابع من العام الماضي إلى 12.6 %، واليوم المرأة تشارك في سوق العمل بنسبة 33 ٪ بينما الهدف في الرؤية أن تصل نسبة مشاركة الإناث في سوق العمل إلى 30 ٪ فنحن تخطينا هذا الهدف، ولذلك التغيرات الاجتماعية كبيرة، وشعر بها القاصي حتى الناشئة تأثرت بهذه الرؤية، وهي من سيجني ثمارها، وأيضاً كان تمكين الشباب هاجسا لدى الدولة، ويتحقق ذلك عبر مبادرات لدعم رواد ورائدات الأعمال، وكنا نسمع في الماضي عن مبادرات هنا وهناك لكن لم تكن بتلك الفعالية التي نلمسها اليوم، وما قامت به الدولة عبر مؤسسة التأمينات الاجتماعية العامة، وبالتحديد برنامج «ساند» حيث تم تغيير النظام وفق الوضع الجديد، بسبب الجائحة واستيعاب جزء من الشباب الذين فقدوا وظائفهم بأقل من 72 ساعة، فتغيير النظام قد يستغرق بضعة أشهر، لكنه تم بأقل من 72 ساعة فقط، وجاء ملبيا لمتطلبات المرحلة التي مررنا بها، وتم تخصيص 9 مليارات ريال كعملية إنقاذ لمن فقدوا وظائفهم، وهناك 149 مبادرة أقرتها الدولة بمبالغ تجاوزت 219 مليار ريال، ونفذ البنك المركز السعودي التوجيهات، بضخ 100 مليار ريال في شرايين القطاع المصرفي لدعم المنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، فأعتقد أن تعامل الرؤية مع جائحة «كوفيد 19» جمع عدة أمور غير مسبوقة، وكذلك استضافة المملكة لمجموعة العشرين كحدث عالمي تاريخي، وللمرة الأولى في تاريخ المجموعة يعقد لقاءان افتراضيان، وأيضاً ما تمت مناقشته من محاور وما اتخذ من قرارات وتوصيات لم يتخذ في أي من اجتماعات مجموعة العشرين، ولعل آخرها مؤتمر المناخ، حيث شاركت المملكة برئاسة خادم الحرمين الشريفين وتم الاتفاق على قرار تاريخي للمحافظة على المناخ، وللمرة الأولى تكون المحافظة على كوكب الأرض من المحاور الواضحة في الرؤية، حيث هناك مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتوجه إلى غرس 50 مليار شجرة تغرس منها 10 مليارات داخل المملكة، كل ذلك لم يكن سيحدث لولا جدية المملكة، وتعاملها مع الشأن الداخلي والعربي والإقليمي والدولي بعزم، وهذا يدل على أن المملكة بعيدة عن حب الذات، فمشروعات الطاقة النظيفة في عرعر وسكاكا وإنتاج الوقود الأزرق والأخضر، لمصلحة العالم والمناخ العالمي وهذا جزء من مسؤوليتها الدولية بحجمها الاقتصادي وثقلها في العالم.
الخليوي: «بالنسبة للتغيرات المجتمعية أعتقد أن هناك راحة نفسية لدى المجتمع وهذه نقطة مهمة جدا أفرزتها الرؤية، وأيضا قمة العشرين عكست قوة المملكة تقنيا، فالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» كان لها دور كبير جدا، وأحد صناع التقنية في المملكة، ولذلك استحقت منح وسام الملك عبدالعزيز، مما يؤكد وجود إبداع في هذا المجال، وبشهادات دولية معلنة.
رئيس التحرير: «إن الانعكاسات الإيجابية للرؤية لن تكون على المملكة فقط بل تشمل منطقة الشرق الأوسط كلها طالما كانت راغبة بالاستفادة من الرؤية، هذا كله يدفعنا إلى تساؤل مهم جدا عن القوة الناعمة التي لم يستفد منها بالشكل المطلوب، وكيف نوصل الرسائل التي نرغب بتوجيهها، للمجتمع الدولي، وكيف توصل رؤيتنا وطموحاتنا ورغباتنا في أن يعيش العالم في سلام ووئام وأن يكون عالما مختلفا عما سبق، ونغير الصورة النمطية عن المملكة لدى القريب أيضاً، فحتى في بعض دول العالم العربي للأسف، هناك من يعتقد أن المملكة مجرد بئر نفطية، فكيف توصل للعالم أجمع أن هناك تغيرا حقيقيا في المملكة، وأن هذا التغير لن يقف عند حدود بلادنا، ولكن سيصل إلى العالم كله، هناك نقص في هذا الجانب فنحن لا نستخدم القوة الناعمة لإيصال هذه المفاهيم، فهناك الكثير من المناشط الرياضية التي ستعقد وتقام في المملكة مثل الفورمولا إي والفورمولا ون والمنافسات العالمية، فهذه ليست رسائل مؤقتة بل يجب أن تكون متواترة ومستمرة ودائمة، والسؤال كيف نصل بهذه الرسائل إلى العالم؟
تعزيز الإعلام الخارجي
حافظ: أعتقد أن الإعلام الخارجي بحاجة إلى تقوية فالإعلام الجديد يصل إلى القاصي والداني، فنحن نحتاج إلى إعلام خارجي متجدد وأيضا نحتاج إلى برامج لتوعية النشء، ومختلف الفئات بالرؤية وأهدافها، فنحن بحاجة إلى برنامج مخصص ومحترف للتوعية والتثقيف، فحتى اليوم ليس لدينا جامعة من الجامعات السعودية، تقوم بتدريس الرؤية وأطمح أن تكون الرؤية تخصصا من التخصصات في الجامعة، لأن الرؤية عندما تقرأ خطوطها العريضة، نجد أن هناك مستهدفات وخططا ومبادرات، وأعتقد أن الإعلام الخارجي يجب أن ينشط وينشر بشكل يخاطب العالم بلغاته المختلفة، وهو يحتاج إلى إعادة تشكيل وهيكلة.
سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج يقع عليها دور كبير جدا في هذا الجانب، ولدي مثال من خلال محاضرة قدمتها في نيويورك عن الرؤية، في الجانب المصرفي، فعندما كنت أعمل في البنوك السعودية كان هناك شغف كبير للحضور كي يتعرف على الرؤية وعن السعودية وهناك جانب استثماري فالمملكة ستنفق 27 تريليون ريال خلال 10 سنوات وهو يساوي إنفاق 300 سنة، فهذا يدفع رجال الأعمال للاستثمار داخل المملكة، لذلك نحتاج لتنشيط الدور الإعلامي الخارجي، ونحن كمواطنين يجب أن نوضح الرؤية للآخرين.
الخليوي: معرض المملكة بين الأمس واليوم، نتمنى أن يعود، مع إدخال الرؤية فيه والتركيز على التعريف بها بشكل أوسع، عندنا مثال جيد لبرنامج "سين" لأحمد الشقيري، والذي عرض في شهر رمضان الحالي، رأينا انعكاساته وتأثيراته في العالم العربي وكيف كانت ردود الأفعال عن المملكة، وهناك من يتمنى أن تكون دولته مثل المملكة، بما فيها دول خليجية كانت في وقت من الأوقات متقدمة علينا وبالتالي الإعلام مهم جدا وبرأيي الإعلام الخارجي يحتاج وحده إلى رؤية مستقلة كي ينهض برؤيتنا المباركة ويعكسها.
النحاس: لدينا مشكلة في مفهوم القوى الناعمة حتى لدى من يعملون في الجهات الحكومية، فهي تحتاج إلى إعادة تعريف، فالوحيد الذي يعمل على تصدير المملكة للمجتمع الدولي حالياً، هو سمو ولي العهد، من خلال لقاءاته وخطاباته وزياراته، أما باقي المسؤولين فيقع عليهم مسؤولية كبيرة جدا في تسويق المنتج السعودي داخليا وخارجيا.
الخليوي، على الجانب السياحي ليس لدينا بنية تحتية متكاملة، ونحتاج إلى سنوات للعمل عليها، وأيضا ضعف البنية التحتية في الجانب الرياضي، وحتى والخدمات المساندة، المرتبطة بالوصول للحرمين الشريفين، بحاجة لنقلة تطويرية، فالزائرون والمعتمرون والحجاج عندما يأتون إلى الحرمين يجدون بنية تحتية قوية ممثلة في المسجد الحرام والنبوي، أما وجود بنية تحتية مكتملة من وقت وصولهم المطار وحتى مغادرتهم ليست موجودة كما يطمح له، وهذا ما أشار له سمو ولي العهد في مراحل معينة بالتالي البنية التحتية فيما يتعلق بتعزيز القوة الناعمة ليست متوفرة لدينا وبدأ العمل عليها الآن بشكل إيجابي والتي سوف تسوق لجوانب أخرى أيضاً.
وكذا الحال في القطاع الرياضي عندما تأتي الأندية العالمية إلى المملكة نحتاج إلى إمكانات أكبر وأفضل وشاملة جميع المناطق، وعموماً، كيف عندما ننظر، كيف كنا قبل الرؤية وبعد الرؤية؟، لقد كنا في عالمين مختلفين تماما ما قبل 2016 والآن في مرحلة جديدة، نعم القوى الناعمة أحد الأهداف والأسس الرئيسة للسياسة، وأعتقد أن سمو ولي العهد سيعمل عليها شخصيا، لكن أتمنى على جميع المسؤولين أن يسوقوا منتجهم أمام المجتمع الداخلي وحتى الدولي، عندما نحتاج لذلك.
حافظ: يوجد كتيب جميل يتضمن إنجازات الرؤية وهذا الكتيب يجب أن يدرس في الجامعات ويجب أن يبسط للناشئة، عبر استخدام "الانفوغرفيك" وغيرها، فهذا الكتيب عبارة عن قصص نجاح يجب أن تدرس، ويبدأ بها من النشء وحتى أستاذ الجامعة، ويجب تعميم المعرفة المبسطة بالرؤية، فاليوم عندما تجلس مع رجل أعمال، وتحدثه عن الرؤية تجد معلوماته بسيطة عن برامج الرؤية وليس لديه معرفة بعمق البرامج التي تقدمها الرؤية لذا أعتقد أن الجانب الإعلامي في الرؤية، يحتاج مواكبة ولغة تعريف تصل للجميع.
مستقبل ومسيرة الرؤية
أحمد غاوي: هل من المتوقع أن تسير الرؤية بشكل أسرع رغم الظروف التي حدثت مثل جائحة كورنا، وانخفاض قياسي وعالمي للبترول العام الماضي فهل ستكون هناك انطلاقة أكبر للرؤية اقتصاديا وتنمويا في الأعوام المقبلة إذا تحسنت الظروف الاقتصادية العالمية؟
حافظ: سمو ولي العهد قالها في كلمة واحدة: «إذا وجد الشغف عند المسؤول» وقد سأله الزميل الإعلامي المديفر عن تسارع الرؤية، فقال لماذا لا تتسارع، فقد تأخرنا كثيراً جدا رغم وجود كل الممكنات، وعندما نهضنا من التراجع تحقق ما تحقق، لذلك إذا وجد الشغف عند المسؤول، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ووضعت مؤشرات أداء، فالرؤية يجب أن تسير بسرعة، فالعالم الآن كأنه يركب قطارا سريعا، اذا لم تلحق بهذا القطار فسوف تتأخر عن هذا الكوكب، فكل يوم نشاهد تطورا جديدا في العالم، وأعتقد أن دخول المملكة في الطاقة المتجددة وما تحقق قد أذهل العالم سواء في استخدام طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، واليوم بعض الدول نهضت بفكرة الرؤية انطلاقا من أفكار تبنتها المملكة، مثال على ذلك مكافحة الفساد هناك بعض الدول بدأت تحذو حذونا، فلا يمكن العمل في مجتمع ينخر فيه الفساد، حقيقة الرؤية تسير بخطى ثابتة ومتسارعة وطموح عال فقد كنا نطمح للوصول إلى نسبة 52٪ في الإسكان خلال 2020 وقد وصلنا إلى 60٪ وهذا يعني كما قال سمو ولي العهد إن الرؤية حققت وتجاوزت بعض أهدافها، فالقطاع الصحي تطور بوجود تطبيقات مثل «صحتي، توكلنا، تباعد».
وأيضاً إدارة مجموعة العشرين لمدة عام، عن بعد، فوجود "سدايا" وبنية التحول الرقمي، أذهل العالم، ونعم نسير بسرعة، وبإذن الله سنتخطى الأهداف، ونحتفي جميعاً بذلك في 2030.
سليمان العساف: هل بالإمكان تقييم عمل وزارة الرياضة والأندية والاتحادات الرياضية والإعلام الرياضي خلال الخمس سنوات الماضية ومدى مواكبة الرؤية رياضياً؟
الخليوي: بعض البرامج والمبادرات، لم تبدأ إلا متأخرة، من عام 2018 وما بعده، وبالتالي لا يمكن أن نحكم عليها، أيضا بناء الرياضة وتحقيق منجزاتها، يحتاج وقتا طويلا، فعندما يتم افتتاح أكاديميات الرياضة، كما قال وزير الرياضة، هذا يعني أنك تبني لعشرين سنة قادمة، فلا يمكن خلال بضع سنوات قليلة، أن تبرز رياضيا، أتمنى أن نكون على الطريق الصحيح، وحتى الآن لم تختبر وزارة الرياضة في تحقيق إنجازات ظاهرة وعمل وزارة الرياضة يقاس في أمرين، توسعة رقعة ممارسة الرياضة، وفي الإنجازات العالمية والقارية، وهذه الإنجازات تحتاج إلى سنوات طويلة فبناء بطل أولمبي مثلاً يحتاج من 14-15 سنة تقريبا، وبالتالي لا نستطيع الحكم على الجانب الرياضي إلا بعد مضي عشر سنوات على الأقل، وقد يكون العائق في الجانب الرياضي أمرين، البنية التحتية، والعائق الاداري فمشكلتنا في السنوات الماضية كانت إدارية وبالتالي نحتاج إلى جهد كبير جدا في تطوير الكفاءات واستقطابها وفي التدريب الداخلي والخارجي، أتساءل هل المواطن أو الشاب السعودي في هذه الفعاليات يعمل بقوة، بمعنى أنه عندما يتم تنظيم فعالية ما، وهل يتم إشراك الكفاءات الوطنية من قبل الشركات المنظمة لها؟
فالإدارة الرياضية كانت عائقا سواء على المستوى الثاني، أو الإدارة العليا، وباختصار لا يمكن أن نطالب بإنجازات رياضية كبيرة، إلا مع اكتمال رؤية 2030 إن شاء الله تعالى حيث يكون قد تم بناء الهيكل الرياضي بكل مكوناته.
العساف: ما المطلوب من وزارة الرياضة والأندية والاتحادات والرياضيين؟
الخليوي: المطلوب هو الشغف مثلما تفضل سمو ولي العهد وأيضا الدعم الكامل وكذلك المتابعة وقياس الأداء.
إنصاف المرأة السعودية
غاوي: ركزت الرؤية على جوانب تمكين الرؤية وحضورها في مختلف المجالات الحياتية، بعد مرور خمس سنوات، كيف تقيمون ما تحقق على هذا الصعيد؟
أمل الهزاني: بعد أن كانت أمنية السعوديات الحصول على حقوقهن بتدرج زمني بطيء، والرضا بالمراحل في الاعتراف بأهليتها الكاملة، تزهو اليوم السعودية وتباهي نساء الخليج، والإقليم، والعالم بقفزات غير مسبوقة ولا مسموعة بعد أن سخرّت لها رؤية 2030 فرصا مهدت لها العبور في كل الاتجاهات، كانت المرأة السعودية تبحث حثيثا الفرصة لتثبت جدارتها وتميزها في نواحي عديده كالمجال الدبلوماسي، العلمي، الاقتصادي أو حتى القضائي جنباً إلى جنب مع الرجل، لينصب كل ذلك بالنهاية إلى خدمة الوطن، كلٌ من مكانه.
وخلال مقابلة الأمير محمد بن سلمان، كان واضحا في تحديد الهدف من تمكين المرأة: "أنا لا أتطرق إلى قيادة المرأة السيارة فقط، أنا أتحدث عن تقديم الفرصة لها لتقود التنمية في وطنها بالمعنى الأشمل، فعلى سبيل المثال، تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 إلى 31٪". ولقد غيرت تلك الإصلاحات الجريئة الحقوق القانونية للمرأة في المملكة، حيث تستفيد 5.5 ملايين امرأة سعودية فوق سن 21 عاما بالفعل من هذه الإصلاحات وسيواصلون جني الفوائد لأجيال قادمة، وعلى المستوى الدبلوماسي والتعيينات الخارجية
تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان ال سعود أول سفيره سعودية بالولايات المتحدة في عام 2019، وسفيرة السعودية لدولة النرويج أمال يحي المعلمي وهي ثاني امرأة تتولى منصب سفيرة في تاريخ المملكة في عام 2020، وإيناس بنت أحمد الشهوان دبلوماسية سعودية، سفيرة المملكة إلى السويد، 2021، هؤلاء السفيرات ممثلات لخادم الحرمين الشريفين في تلك الدول، تمثيل يتكئ على ثقة كبيرة من الملك -حفظه الله- في أنهن جديرات ومؤهلات لهذا التكليف. أيضا، والدكتورة ثريا عبيد أول سيدة سعودية وعربية ترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة.2001-2010. والسكرتير أول عبير بنت يوسف دانش: رئيسة اللجنة القانونية في وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة. ومن ضمن الأسماء البارزة أفنان الشعيبي: الأمينة العامة والمديرة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية، نالت جائزة العام من مجلة الدبلوماسي البريطانية لتكون أول سعودية تمنح هذه الجائزة.
وتضيف الهزاني، لقد أشاد تقرير البنك الدولي المعنون "المرأة والأعمال والقانون 2020" بالسعودية التي تصدّرت البلدان القائمة بالإصلاح على مستوى العالم في العام الماضي، إذ طبقت السعودية إصلاحات تاريخية لتحسين مشاركة المرأة في الاقتصاد. ففي قوائم مجلة "فوربس العالمية" برزت ست سيدات أعمال سعوديات من ضمن أقوى 100 سيدة أعمال عالميا وهن: (لبنى العليان- سارة السحيمي –بسمة الميمان- رانيا النشار-شيهانة العزاز) ومن ناحية المنجزات المتحققة على الجانب الطبي والتكنولوجي فإننا نعتز بتصدر السعوديات مواقع رئيسة في مؤسسات علمية دولية، مثل الدكتورة غادة المطيري التي تعتبر أول عالمة عربية وسعودية في مجال النانو تكنولوجي، وكذلك ديمه اليحيى أول سعودية يتم تعينها في مركز مدير عام المنصات التقنية والمطورين في مايكروسوفت العربية، وقبل توليها المنصب كانت أول سعودية تعمل مديرة للخدمات الإلكترونية في وزارة خارجية المملكة.
ونوهت الهزاني، بما قامت به وزارة العدل من خطوات نوعية على طريق التمكين خلال الأعوام القليلة الماضية، بتعين 100 كاتبة عدل، وفي الحرس الملكي، شاهدنا البنت السعودية تؤدي مهامها مرتدية الزي العسكري، مع تحذير من المراسم الملكية من التمييز ضد المرأة بسبب نوع الجنس، وطبقت المراسم الملكية المساواة بين الرجل والمرأة في سن التقاعد، ومنحت المرأة إجازة وضع مدفوعة بالكامل وتحسب ضمن مدة خدمتها لأغراض التقاعد.
لقد صنعت رؤية 2030 فرق شاسع وجذري في تطوير وازدهار الدولة السعودية هيكليا ومحتوى، لتصبح منهج عمل، وخارطة طريق، وجسر مضاء نتلمس من خلاله طريق المستقبل.
جنى الثمار
حافظ: إنها رؤية مباركة بدأنا نجني ثمارها بأكثر مما توقعنا نعم هناك تحديات في كل شيء، وأحيانا تخلق الفرص من التحديات وتضعك على الطريق الصحيح، وتصحح الانحرافات ولا يوجد رؤية أو خطة على مستوى العالم إلا ولديها تحديات لكن الجميل في هذه الرؤية المرونة مثلا أطلق برنامج التحول الصحي وتحدث عنه وزير الصحة د. توفيق الربيعة، هذا البرنامج لم يكن في السابق موجودا وأضيف كبرنامج جديد وأتوقع إضافة برامج جديدة إلى الرؤية لن نقف عند حدود 13 برنامجا وأنا أنادي بوجود برنامج خاص سواء إعلاميا أو توعويا أو تثقيفيا لفئات المجتمع السعودي بمختلف ثقافاته ومستوى تعليمه والفئة العمرية واستخدام الأدوات التي تحاكي كل فئة حسب فهمها، وأيضا تكون هناك رسالة خارجية للعالم لتوضيح رؤية المملكة وطموحاتها، ومثلما قيل إن الرؤية هذه لا تخدم فقط المملكة، إنما تخدم المنطقة ككل بل تخدم العالم عندما نتكلم عن طاقة متجددة فهذا ليس للمملكة وحدها وإنما للعالم كله وأنا متفائل جدا بما تم إنجازه والطموح أكبر بإذن الله تعالى وأتوقع قبل حلول 2030 أن ننجز أكثر الأهداف الموضوعة وستستمر ولن تقف عند 2030، طالما لمسنا فيا هذه الإنجازات ونقل المملكة إلى الموقع الذي تستحقه حقيقة ببلوغ المركز العاشر بين الاقتصادات حول العالم، وقد تحسنا في السنوات الأخيرة من 19 على مستوى مجموعة العشرين إلى الاقتصاد ما بين 15-16 ونأمل أن نصل إلى المركز العاشر على مستوى اقتصادات العالم.
النحاس: انطلقت الرؤية من جذور داخلية مجتمعية لذلك عندما أشار سمو ولي العهد إلى أن دستورنا القران، يريد أن يقول أيضا أن كل ما سنذهب له في المستقبل عبر الرؤية ببرامجها المتنوعة وأهدافها المختلفة لن يتعارض بأي حال من الأحوال مع الشريعة الإسلامية، وهي المحكم لجميع هذه الاتجاهات، وهي رسالة لأولئك المضللين الذين اختطفوا الدين في مرحلة معينة بشكل أو بآخر وأوهموا الناس بأن الترفيه أو السياحة أو الرياضة تتنافى مع القواعد الدينية، وبالتالي يريد سموه أن يقول أن هذا الدستور لن يتغير وسوف يبقى هو المقوم لسياسات المملكة في المستقبل في جانبها الخارجي وانعكاساتها على المجتمع الدولي، يكفي أن نرى شعوب المنطقة تحديدا وبعض شعوب العالم تتمنى أن يكون عندهم قائد مثل الامير محمد بن سلمان، فهذا مؤشر لنجاح الرؤية ونجاح من يقودها، وهو نجاح لبرامج الرؤية في المجتمع السعودي، لأن من يشاهد المملكة من الخارج ليس كمن يشاهدها من الداخل الخارج، ويشاهد الإنجازات حقيقة، وبعض من في الداخل قد لا يشعر بها لأنها يعيشها يوميا، وبالتالي يكفي أن يكون ذلك محفزا رئيسا لدول المنطقة وشعوبها بأن ينهضوا كما نهضت المملكة باقتصادها، وهذا هو الانعكاس الإيجابي وهو مهم جدا، فكلما تحقق إنجاز في المملكة سوف يكون انعكاسه إيجابيا على المجتمعات المجاورة.
وأضاف، "ثمة جانب آخر في الرؤية، كما بين سمو ولي العهد، وهو التحالفات الدولية، وهذه لغة جديدة في المملكة، فقد كانت الولايات المتحدة الأميركية في مرحلة معينة هي الشريك الاستراتيجي فقط، وأصبحنا نرى الصين أيضا كشريك استراتيجي وروسيا شريك استراتيجي، وكذلك الهند شريك استراتيجي، وبالتالي هذه لغة جديدة ورسالة أيضا عن مكانة المملكة وقوتها واستقلاليتها في السياسة الخارجية، فذلك عزز من قوة السعودية، وهذه رسالة سياسية خارجية قوية بأن المملكة تؤثر في الميزان الدولي وتشكل التحركات الدولية في المرحلة المستقبلية، حقيقة الرؤية أعادت هيكلة المملكة العربية السعودية بوزاراتها ومؤسساتها وسوف تعيد أيضا هيكلة المنطقة بشكل أو بآخر لما فيه خير المنطقة وازدهارها.
الخليوي: الأهداف الاستراتيجية في برنامج جودة الحياة، فيما يخص الرياضة في جانبين، هما تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليمية وعالمية، وهذه لن تتحقق إلا بعد فترة من الزمن، فمن المستهدفات 40٪ من المجتمع السعودي يمارسون الرياضة في 2030 وإن شاء الله سوف نتجاوزها، وكذلك إطلاق عدد من الفعاليات الرياضية والمسابقات لإثراء حياة الفرد والأسرة وتطوير البنية التحتية في قطاعات الرياضية، وهي ضمن المستهدفات، وعندي اقتراح لوزارة الرياضة بأن تتحاور مع القيادات الرياضية السابقة القريبة والبعيدة، فهؤلاء الذين خرجوا من المسؤولية مباشرة سيتحدثون بحرية عن كل ما كانوا يعانونه عندما كانوا مسؤولين أما المسؤول الحالي فقد يفضل عدم الحديث عن معاناتهم ومشكلاتهم، فأرجو أن يتم عقد ورش عمل مع هؤلاء وأخذ ما لديهم ودراسته، أيضاً لدي رجاء أخير، بأن يكون كل وزير في وزارته، هو محمد بن سلمان، كي يتم تحريك بعض السكون في بعض الوزارات.
رئيس التحرير: صراحة أثريتم الندوة بآرائكم وأفكاركم أنه حديث جميل ومتشعب أعتقد ان موضوعا بحجم رؤية المملكة لا تكفيه ساعة واحدة حتى نوفيه حقه، ولكن نتمنى أن ما تحدثتم به يثري القارئ، ويعرفه على الجوانب الكثيرة التي تم التطرق إليها خاصة فيما يتعلق بالرؤية، نعلم كلنا العنوان العريض للرؤية 2030، ولكن قد لا نجد الكثير ممن يعلم عن تفاصيل الرؤية وأهدافها، وبالتالي أقترح أن تدريس الرؤية بداية في المرحلة الابتدائية بشيء من التبسيط، ومن ثم ترتقي إلى أن تصل إلى الجامعة، وأيضا مناسب وجود طرح علمي من أحد طلبة الدكتوراه بإعداد دراسة عن الرؤية وتأثيرها وانعكاساتها فهذا موضوع جميل، ويمكن أن يستفاد منه، في هذه الندوة طرحنا موضوعات مهمة جدا فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياسية والرياضية والاجتماعية للرؤية نأمل يستفيد منها الوطن المواطن والمقيم.
حافظ: أتمنى أن تعيش الرؤية معنا في حياتنا اليومية في المنزل مع الأسرة مع الطفل لأن الرؤية عبارة عن سلوكيات، وفي النهاية هي نمط حياة، فمن الوجوب الشعور بها، فمثلا يؤلمني أن شخصا يرمي نفايات في الشارع، ومن سيارته، فهذا عكس الرؤية، بل وفي الاتجاه المعاكس للرؤية، وهو ضد جودة الحياة، وأيضاً تؤلمني الرعونة في قيادة السيارة، رغم قلة الحوادث، وبالتالي نتمنى أن نعيش الرؤية معنا في بيوتنا وفي سلوكياتنا وأن تنعكس في تصرفاتنا اليومية وأن نكون كلنا جنودا وسفراء لهذه الرؤية.
ندوة الرياض بمناسبة مرور خمس سنوات على رؤية المملكة وبيعة ولي العهد الرابعة
حضور
«الرياض»
هاني وفا
صالح الحماد
خالد الربيش
جمال القحطاني
سليمان العساف
أحمد غاوي
ناصر العماش
ضيوف
الندوة
طلعت حافظ
د. أبراهيم النحاس
تركي الخليوي
أمل الهزاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.